30 - 12 - 2025

فيلم الست .. مفيش مؤامرة ولكن "فهلوة" و "أخطاء كارثية"!

فيلم الست .. مفيش مؤامرة ولكن

تعظيم سلام لهذا الشعب الأصيل، العريق، الذي انتفض على قلب رجل واحد عندما تعلق الأمر برمز من رموزه بعد أن اكتشفنا أن لدينا 50 مليون ناقد على اٌقل تقدير!

وبعد التحية نطمئن الجميع أنه "مفيش مؤامرة" ولا يحزنون، لكن فيه "سلق فيلم" اتعمل بأقل مجهود، لقد اكتشف المشاهد أن صناع الفيلم مضوا مغمضي العين مع نص غير مفهوم، غير مترابط.. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

الفنانة منى زكي اجتهدت ولها أجرها، ولكن من دون أن تتحرى خطواتها، ووقعت في المحظور أمام سيرة سيدة معلق على جبينها عبارة "ممنوع الإقتراب"، تماما كمنطقة ملغمة بحب الناس، وكانت إحدى خطايا الفيلم هو تلك اللهجة الغريبة التي تحدثت بها البطلة، متصورة أنها اصطادت الشخصية، فالست طالما وأنها تنتمي إلى قرية ريفية؛ فلابد وأنها تتكلم لهجة أهل الريف، على الرغم من أن العبد لله طاف بأرجاء "طماي الزهايارة" قرية أم كلثوم التي سبق وأن ناشدنا محافظة المنصورة بأن تتفضل وتطلق على القرية إسم الكوكب، ولم نجد هذه اللهجة على ألسنة الأهالي، وهو خطأ شنيع لأن أم كلثوم حافظة للقرأن الكريم وتغني وتنشد اللغة الفصحى وهو ما يوحد لغتها مع أهل المدن، ويعمق من فهمها للغة العربية؛ وهل قال أحد أنها كانت تتكلم بهذه اللهجة مع الشيخ أبو العلا محمد ومع رامي العظيم أو السنباطي أعظم من لحن لها القصائد وزكريا أحمد، وهي كانت بمثابة الند لهم جميعا؟

مفيش مؤامرة إذا، لكن فيه ثقافة معدومة عن طبيعة الشخصية التي تصدوا لها بجرأة يحسدون عليها..وهناك فهلوة هي سمة العمل ومعلومات لم يذكرها أحد، أي دون سند أو مرجع علمي معتمد، حتى أن كاتب السيناريو ـ وأنا مندهش للغاية أن تلك هي ثقافته وهو كاتب له قاعدة من القراء الشباب، لم يكلف نفسه بمشاهدة مسلسل العظيم محفوظ عبد الرحمن ونعمات أحمد فؤاد وأنعام محمد علي المدققة والمبدعة والفنانة صابرين الذي تتأكد موهبتها ونجاحها المذهل بعد ربع قرن من عرض المسلسل، هل كانت أم كلثوم تتكلم لهجة لا تشبه حتى أهلنا في السواحل، حتى شاهدناها شخصية من شخصيات الكوميدي التي سبق وقدمتها منى زكي على المسرح ولم تضحك أحدا؟

مفيش مؤامرة.. رغم الأخطاء الكارثية، تاريخيا وسلوكيا لأسطورة الغناء العربي، قريبة ونسيبة كل المصريين، من الأخطاء الفادحة أن كاتب السيناريو لا يعرف أن زوج أم كلثوم هو طبيب أمراض جلدية، بعيد تماما عن أزمات أم كلثوم الصحية، وأن الأستاذ محمد التابعي الملقب ب "أمير الصحافة المصرية" كان أكبر من أن يقف كالتلميذ أمام صديقته كوكب الشرق، وأنه لم يكن مستجديا لتصريح أو خبر أو حتى حوار، ثم يطلب منها فتعطيه خمسة آلاف جنيه لإصدار أخر ساعة، التي كانت قد صدرت قبل هذا التاريخ بعشر سنوات، ونحن نعتد ونتمسك بما قاله امير الصحافة المصرية في مقالاته أنه لجأ إلى طلعت باشا حرب ليحصل على قرض من بنك مصر، هذا المشهد إذا وضع إلى جوار مشهد أخر تبدو فيه أم كلثوم ككاتبة مقال في نفس الإصدار، يعني أنها قدمت تدفع المال لتصبح كاتبة (!) وهو أمر شديد الإساءة إليها لأن موهبتها كانت تكفيها، وعلى الرغم من أننا كصحفيين نعلم أن مقالات المشاهير تكتبها الصحيفة بعد استئذان النجم ليس أكثر باعتبارها مادة جاذبة للقارئ، أي أن أم كلثوم كانت في غنى عن هذا الأمر.

مفيش مؤامرة.. لكن هناك أدوات أفلتت من بين أصابع المخرج المهم مروان حامد رغم أن له إسمه المعروف دوليا، أقول ذلك عن دراية وقد سبق وحاورته وأعرف ثقافته ورؤاه في الفن والحياة، من العناصر الخارجة عن السيطرة الموسيقى الحديثة والتي طغت على مشاهد الست نفسها.

مفيش مؤامرة.. لكن في ماكياج سئ تصور أن "لغد" ام كلثوم هو أبرز ما يميزها، يعني أم كلثوم لا تختزل في لغد حول الرقبة، على الرغم من تفوق الإكسسوار الذي قدمته عزة فهمي،

مفيش مؤامرة.. لكن في عدم وعي بالشخصية، ف أم كلثوم المرحة، الذكية، صانعة الإفيه، هي في الفيلم وحيدة مكتئبة، ربما تصور الكاتب أن ذلك هو الجديد الذي يقدمه عن حياتها، وهو أمر غير صحيح بالمرة.

مفيش مؤامرة.. فالهرم الرابع لن يسقط أبدا رغم افتتاحية الفيلم.

هامش

نكتة 25 .. من ياسمين عز إلى محمد صبحي: إلزم حدودك!

شهدت الأيام الأخيرة من العام موقفا أشبه بالطرفة أصبح هو ترند المواقع..

ماحدث مع الفنان محمد صبحي على يد التليفزيونية صاحبة نصيحة: قومي اغسلي رجل الفرعون! يكشف عن حالة من الفوضى انتابت بعض القنوات..

ياسمين توجه خطابا شديد اللهجة إلى حد التجاوز إلى فنان قامة وقيمة هو محمد صبحي؛ فتقول له: إلزم حدودك، وتهدده بتذكر فعلته الشنعاء مع سائقه، وكان صبحي قد ظهر في مقطع فيديو عبر السوشيال يعنف السائق الذي ظل ينتظر قدومه لمدة 20 دقيقة، بعد تكريمه .

لمدة ساعة في سنه أطال الله في عمره، ولو لم تبالغ السوشيال في انتشار المقطع ودخول المزايدين، لمر الموقف مرور الكرام، فما هي الجريمة التي ارتكبها الفنان الملتزم صاحب الرصيد المسرحي الذي كان ينبغي أن يشفع له، ومن هي المذيعة التي تخاطب فنانا بكل هذا العنف في اغتيال معنوي، بعد أن تصورت أن دورها هو محاكمة الناس من المنصة التي تمثلها، فتحولت فقرتها إلى نكتة تداولتها البوستات والتغريدات.
------------------------------
بقلم: طاهر البهي
من المشهد الأسبوعية

العدد 343 من المشهد ص 14

مقالات اخرى للكاتب

فيلم الست .. مفيش مؤامرة ولكن