على طريقة خروف نجيب الريحانى ..
* 10 آلاف يورو قيمة اتصالات داخلية وكروت شحن وخطوط تليفون.. و5 آلاف يورو أدوات وأجهزة مكتبية وتجهيزات إدارية
* 36 ألف يورو إعاشة للمقيمين خارج القرية.. و10 الآف يورو ضيافة لرئيس البعثة!
* انتقالات داخلية بـ20 ألف يورو وإيجار سيارات بـ30 ألف يورو!!
* لماذا غاب الوزير عن القرار الوزارى عكس دورة طوكيو؟!
هذه هي الميزانية السرية لبعثة مصر فى دورة الألعاب الأوليمبية بباريس، خلال إقامتها فى فرنسا خلال الفترة من 18 يوليو إلى 13 سبتمبر..
وهذه هي أرقامها وبنودها وتفاصيلها، والتى ننفرد بها، وتكشف وتقول الكثير والكثير، وتشير إلى صرف مبالغ بالعملة الصعبة وإهدار محتمل للمال العام، فى وقت نعانى فيه من الناحية الاقتصادية!
ليس صحيحًا أن اللجنة الأوليمبية الدولية، تحملت كل أو جزءًا من التكاليف المالية لبعثة مصر فى باريس، وإنما تحملت اللجنة الأوليمبية المصرية كافة المصاريف الخاصة بالبعثة.
تحمّلت اللجنة الأوليمبية المصرية برئاسة ياسر إدريس تكاليف تذاكر الطيران والزى الرسمى والرياضى وتكاليف الإقامة والإعاشة للبعثة، التى تضم 385 فردًا .. بجانب مصروف جيب للاعبين بواقع 40 دولارًا يوميًا لكل لاعب.. أما بالنسبة للاعبين الحاصلين على ميداليات أوليمبية يصرف لهم 80 دولارًا مصروف جيب لكل لاعب، وذلك بحد أقصى ثلاثة أيام قبل المنافشات ويوما بعد انتهاء المنافسات.. على أن يتحمل اتحاد اللعبة قيمة الأيام الإضافية للاعبيه طبقًا للائحة الاتحاد المالية.. ويحصل باقى أفراد البعثة بداية من الوفد الرسمى ونهاية بالأجهزة الفنية واللاعبين على قيمة ثلث بدل السفر.
وقامت اللجنة الأوليمبية بتحمل تكاليف إقامة وإعاشة عزمى محيلبة بطل الرماية بأحد الفنادق القريبة من أماكن تدريبه ومنافساته، وأيضًا قيمة إيجار سيارة خاصة له.
ولم يختلف الأمر بالنسبة للوفد الحكومى الذى سافر مع البعثة، وضم الرباعى محمد حسن مصطفى ومحمد طارق عبدالحفيظ ومحمد أحمد فاضل وكمال سامي.. حيث تم استئجار شقة خاصة لهم خارج القرية لمدة أسبوع، بالتنسيق مع السفارة المصرية فى باريس.
وسجلت ميزانية البعثة وبمعنى آخر احتياجاتها من العملات الأجنبية بندًا بـ36 ألف يورو قيمة الإعاشة للمقيمين خارج القرية، وهى بالطبع تتحدث عن الوفد الحكومى والرامى عزمى محيلبة.. فى الوقت الذي بلغت إقامة البعثة بالكامل أكثر من 210 آلاف يورو.
بحسبة بسيطة فإن تكلفة ستة أفراد فى فندق وشقة خاصة، يمثل سدس إقامة باقى أفراد البعثة (379 فردًا) داخل القرية الأوليمبية.. وهو أمر يثير علامات من الاستفهام والدهشة، وخاصة أن اللجنة الأوليمبية قامت باستئجار سيارة وسائق للرامى، فلماذا لم يسكن مثل بقية اللاعبين فى القرية.. بدلاً من دفع هذه الأموال على الفنادق والشقة الخاصة.
وسجل القرار الوزارى للبعثة المصرية تفاصيل ما تحتاج إليه من عملات أجنبية ضمن المادة الثالثة، وذلك لأول مرة حيث خلا القرار الوزارى لبعثة مصر فى دورة طوكيو من كل هذه التفاصيل، وحدّد احتياجاته المالية فى 681 ألف دولار و128 ألف يورو.
واختلف الأمر فى ميزانية باريس والتى بدا أنها وضعت على طريقة نظرية (خروف نجيب الريحانى) الشهيرة فى فيلم أبوحلموس.. والمعروفة بحبل ومخلة وجردل لأكل وشرب الخروف.. حكيم بيطرى للعناية بصحة الخروف و.....
تضمنت بنود الصرف أو الاحتياجات من العملات الأجنبية العديد من البنود التى تحتاج إلى التوقف عندها كثيرًا وانتظار المستندات التى سوف يتم تقديمها للتسوية وذلك مثل البند الخاص بالنثريات والطوارئ، والذى بلغ 15 ألف يورو.. وبند قيمة ضيافة تحت رعاية رئيس البعثة، والذى وصلت قيمته إلى 10 آلاف يورو، وهو ما يُطلق عليه فى مكاتب كبار المسئولين مصاريف الشاى والقهوة!
والمحيّر والملفت أنه كان هناك بند خاص بالانتقالات الداخلية وذلك بقيمة 20 ألف يورو، وبند آخر بإيجار سيارات خاصة بالبعثة حال الاحتياج إليها بقيمة 30 ألف يورو.. فلماذا لم يتم دمجهما فى بند واحد خاص بالانتقالات، والتى وصلت قيمتها الإجمالية إلى 50 ألف يورو على الانتقالات الداخلية والسيارات، على الرغم من تخصيص اللجنة المنظمة للبطولة سيارات خاصة لرؤساء الوفود واللاعبين واللاعبات المشاركين فى المنافسات.
ومن بنود الصرف المثيرة للجدل والدهشة أيضًا ذلك البند الخاص بقيمة القائمين على الخدمة فى البلد المضيف، وننقله كما جاء فى القرار الوزارى وبلغ 5 آلاف يورو، وسوف تكشف مستندات وأوراق التسوية الخاص به إذا كان المقصود (تقديم إكرامية وبقشيش أم أمر آخر).
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما كشف القرار الوزارى فى أحد بنود الصرف تخصيص مبلغ 10 آلاف يورو اتصالات داخلية وكروت شحن وخطوط تليفونات، وذلك على الرغم من أن اللجنة المنظمة منحت هواتف وخطوط موبايل للاعبين.
وعُرف بند مصروف الجيب للاعبين واللاعبات بقيمة 180 ألف يورو بواقع 40 دولارًا لكل لاعب فى اليوم.. وبحسبة بسيطة ووفقًا لعدد اللاعبين واللاعبات (148 لاعبًا أساسيًا و18 لاعبًا بديلاً).. والبطولة تمتد إلى 18 يومًا فإن المبلغ المطلوب هو 120 ألف يورو.. مع الأخذ فى الاعتبار أن البعثة سافرت على أفواج طبقًا لجدول البطولة، ويعود اللاعبون إلى مصر بعد انتهاء المنافسات..
وحسب القرار الوزارى يحصل اللاعبون على البدل قبل المنافسات بثلاثة أيام وبعدها بيوم.
وتم إقرار مبلغ 84 ألف يورو قيمة بدل سفر للإداريين، وهى مبالغ ومصروفات تمثل عبئًا كبيرًا فى ظل حالة ترشيد النفقات.
ورصدت اللجنة الأوليمبية 10 آلاف يورو قيمة تغذية إضافية وعصائر ومياه للبعثة و5 آلاف يورو قيمة شراء شعلة أوليمبية، وبعض المقتنيات التذكارية، يتم وضعها فى المتحف الأوليمبى باللجنة الأوليمبية المصرية.
وتبقى علامة الاستفهام فى رصد اللجنة 5 آلاف يورو قيمة تجهيزات إدارية وأدوات وأجهزة مكتبية.. والمفترض أن الإداريين فى البعثة سافروا إلى فرنسا ومعهم الأدوات الخاصة بهم واللاب توب والأوراق والأدوات المكتبية التى يحتاجون إليها بدل الشراء باليورو!
واللغز المحير كان فى قيمة إضافة الشوكة والسكينة (التغذية) لإدارة البعثة المقيمين داخل القرية واللاعبين البدلاء.
ولم يتحدث القرار الوزارى ولا بنود الصرف والأرقام المخصصة لها عن الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، لا من بعيد ولا من قريب، أو تفاصيل إقامته وانتقالاته، وذلك على عكس ما كان فى القرار الوزارى وبنود الصرف الخاصة بدورة طوكيو الأوليمبية، حيث كشف عن تحمل اللجنة الأوليمبية المصرية تأجير سيارة للوزير، وعدد ٢ تصريح دخول سيارة وتأجير سائق لسيارته.
وكشف عن أن اتحاد الفروسية كان الاتحاد المدلّل عندما كان رئيسه هشام حطب يقود اللجنة الأوليمبية، حيث حصل وصرف الدعم الأكبر فى هذه الدورة وبلغ 23 مليون جنيه بجانب تكاليف مشاركته فى دورة الألعاب، حيث تحملت اللجنة الأوليمبية تكاليف شحن الخيول للفروسية ومستلزمات الخيول، بقيمة 75 ألف يورو والمدرب الأجنبي للفروسية بقيمة 7 آلاف يورو، طبيب للفروسية بـ8 آلاف يورو، بالإضافة إلى عدد أربعة (سُياس) بـ16 ألف يورو.
واختلف الأمر بالنسبة للفروسية بعد الإطاحة بحطب من اللجنة الأوليمبية.. حصلت لعبات واتحادات أخرى على الدعم والاهتمام الأكبر قبل باريس، وفى مقدمتها اتحاد الخماسى الحديث، بسبب فضية الجندى فى طوكيو، ووجود شريف العريان فى منصب الأمين العام للجنة الأوليمبية، وتخطى الدعم الذى حصل عليه حاجز الـ79 مليون جنيه، ونال اتحاد السلاح الدعم الأكبر من الوزارة، وتخطى حاجز الـ100 مليون جنيه، وهناك اتحادات حصلت على الدعم وفشلت فى التأهل إلى باريس مثل كرة السلة والهوكى.
وننشر جدولاً كاملاً بما حصل عليه كل اتحاد ليس قبل دورة باريس فقط، وإنما قبل دورة طوكيو أيضًا.
----------------------------
تحقيق - عاطف عبد الواحد
رابط الحلقة الأولى
مولد سيدى دورة أوليمبية ! (1): كشوف البركة فى البعثة المصرية