30 - 05 - 2025

كلما وقعت في المعصية فتب إلى أن تحزن الشيطان

كلما وقعت في المعصية فتب إلى أن تحزن الشيطان

السؤال:
أنقذوني ينقذكم الله. ‏ أنا أعاني من مرض خبيث، وقد ‏مللت ‏من نفسي أريد أتخلص منه. ‏ بدايته كانت معي وأنا صغير في ‏‏16 ‏من العمر: وقد وقعت في هذا ‏المنكر عدة مرات. ‏حتى أعلنت ‏توبتي، وأقلعت عنه. ‏ بعدها بعام تقريبا كنت في ‏البيت ‏الحرام، وشاء ربي أن أبتلى ‏بشخص أثارني ‏لأرتكب معه الجرم ‏العظيم، وقد فعلت به، مع العلم أني ‏كنت ‏في السابق يفعل بي، وأعطاني ‏‏100 ريال لأفعل به. ‏ ما حكم هذا المال وما كفارته؟ ندمت الندم الشديد على فعلتي؛ ‏فأعلنت توبتي على نفسي، وأقلعت ‏عن هذا الذنب. بين ‏حين ‏وآخر ‏يراودني فأقوم بالاستمناء، ‏وأتوب مجددا. ‏ أما الآن فأنا في 23 من العمر إذا ‏بهذا الذنب يراودني بشدة، مع العلم ‏أني كنت أدخن، تركت ‏التدخين. ‏ وكنت مولعا بالأغاني، تركت ‏سماعها ‏لله. ‏ وما بقي معي إلا هذا ‏الجرم العظيم ‏من الذنوب. ‏ أنشأت حسابا على الإنترنت؛ لأبحث ‏عمن يفعل الجرم معي. ‏ للأسف كان هذا في رمضان، كنت ‏صائما في النهار، وأنا أكلم هذا ‏وذاك ‏على الإنترنت. ‏ وأظن ولست متأكدا أني ‏استمنيت ‏وأنا صائم. ‏ حتى كلمت شخصا واتفقت على ‏أن ‏أقابله؛ وقابلته. ‏ ولم يكن لدينا ‏مكان لنفعل جرمنا ‏العظيم. ‏ فبحثنا هنا وهناك حتى وجدنا ‏مكانا ‏في الخلاء. ‏ فإذا بحديث نفسي ‏يقول: استحييت من الناس، ولم تستح ‏من ‏الله. ‏ بحثت عن أكثر الأماكن أمنا عن ‏الناس، ‏ولكن أين رب العزة. ‏ يا الله فإذا بي أتجاهل هذا ‏الصوت، ‏وأكمل في جرمي. ‏ وتدلكنا. ‏ وقمنا بالاستمناء بعد التدالك لا أكثر ‏من ذلك. ‏ رجعت إلى البيت كارها نفسي. ‏ ‏ أعلن توبتي من جديد، وحزني ‏على ‏نفسي. ‏ وقمت بغلق حسابات الإنترنت. ‏ وحزنت لأني ارتكبت حرمة ‏من ‏حرمات الله. ‏ بعدها ضعفت مجددا في وقت ‏ليس ‏ببعيد عن توبتي، بل في نفس أيام ‏الشهر الكريم، واشتركت من جديد ‏على ‏المواقع. ‏ وبحثت مجددا حتى عثرت على ‏شخص آخر. ‏ وفعلت الجرم مجددا: تدالك ‏واستمناء. ‏ يا الله. ‏ شعرت بالخوف من نفسي. ‏ شعرت بالخجل من ربي. ‏ فكل مرة كنت أتوب وعندما ‏أقبل ‏مجددا كانت نفسي تقول لي: ‏افعلها وتب. ‏ لا أدري هل تقبل توبتي من ‏هذا ‏المنطلق. ‏ حتى بعد العيد. ‏ راودني نفس الذنب، وقمت بإنشاء ‏حسابين جديدين، وبحثت عن ‏الشخص، وقمت هذه المرة بتصوير ‏جسمي عاريا. ‏ وأرسلته لمن أتحدث معه. ‏ يا الله. ‏ وقد كنت حريصا على أن أحذف ‏صوري ‏بعد أن أعرضها لأحد فأنا ‏أخاف من السيئات ‏الجارية. ‏ حتى استفقت هذه المرة قبل أن ‏أقابل ‏أحدا، وغيرت اسم حسابي. ‏ وقلت في نفسي هذه المرة لن ‏أفعلها ‏لله. ‏ قلت هي لله هي لله. ‏ وإذا نظرت لأي شخص نظره ‏الشذوذ ‏فسأصرف نظري، وقلت هي لله، هي ‏لله. ‏ لقد تعبت. ‏ نفسي ضعيفة، فكرت في الزواج ‏بنية ‏العفاف. ‏ ولكني لست مستطيعا الآن. ‏ ماذا أفعل حتى ذلك الحين. ‏ أنقذوني ينقذكم الله. ‏ سبحان الله دائما أمي تدعو لي ‏بالستر. ‏فأنا بار بها. ‏ ولا أحد يعلم بذنبي إلا نفسي. ‏ اغفر لي يا رب. ‏ وإن تبت ما هي شروط التوبة. ‏ أريد نصيحة قوية لأردع نفسي. ‏

الفتوى:

الحمد لله، والصلاة والسلام على ‏رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما ‏بعد:‏ ‏

 فقد قدمنا بعض النصائح المفيدة ‏المعينة على الإقلاع عن هذه ‏الرذيلة، والتوبة منها بالفتاوى ‏التالية أرقامها: ‏ ‏57110، 59332، 60222، ‏‏6872، 56002، 5453، 7413. ‏ ‏ ‏

 وقد أحسنت في القيام بالتوبة، ‏والندم كلما وقعت في هذا الجرم، ‏فعليك أن لا تيأس فأنت على خير إن ‏شاء الله، ما دمت تبادر بالتوب ‏دائما؛ فإن التوبة إذا توفرت ‏شروطها من الندم، والإقلاع عن ‏المعصية، والعزم أن لا يعاد إليها ‏كانت مقبولة عند الله، ففي ‏الصحيحين أن النبي صلى الله عليه ‏وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل ‏قال: أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر ‏لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب ‏عبد ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ‏ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي ‏رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك ‏وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ‏ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد ‏فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، ‏فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً ‏فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ ‏بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت ‏لك.. أي: ما دمت تتوب توبة نصوحاً ‏مستوفية الشروط، سالمة من موانع ‏القبول. وقال بعضهم لشيخه: إني أذنبت، ‏قال: تب، قال: ثم أعود، قال: تب، ‏قال: ثم أعود، قال: تب، قال: إلى ‏متى؟ قال: إلى أن تحزن الشيطان. ‏

وأما الزواج فهو واجب على من ‏استطاعه إن كانت نفسه تجره ‏للحرام، فالزواج أغض للبصر، ‏وأحصن للفرج؛ كما في حديث ‏الصحيحين.

وأما المائة ريال فإنها لا تحل لك، بل ‏يجب عليك صرفها في مصالح ‏المسلمين، أو إعطاؤها لفقرائهم.

والله أعلم.‏