قالت المخرجة اللبنانية نادين لبكي إنها خلال البحث عن مشاريع سينمائية تفتش عن القضايا التي تهم المشاهد والجمهور في كل مكان، مؤكدة أن القضايا الهامة والجادة هي من ترتقي بالفنان وتشكل شخصيته الفنية وتجعله فعلياً متفاعلاً مع ما يدور حوله وتعكس مدى اهتمامه بما يمس الجمهور ويؤثر في حياته ومعيشته.
وأضافت الفنانة اللبنانية أن السينما بمضمونها الجاد والواقعي تستطيع أن تغير الواقع وتصنع الفارق، وتحقق العدالة الاجتماعية للشعوب وتكون صوت الفئات التي تحتاج لصوت يعبر عنها ويتحدث باسمها ويدافع عن حقوقها في الحياة الكريمة والعيش الآمن، والبحث عن حلول لقضاياها وهمومها اليومية التي تتعلق بالعديد من الموضوعات والأزمات الاجتماعية التي تعاني منها تلك الفئات، ومن بينها فئة الأطفال التي تطرقت لها خلال فيلمها الأخير، وهو فيلم "كفرناحوم" والذي دخلت عبر بوابته التاريخ كونها أول صانعة أفلام عربية تفوز بجوائز رئيسية في مهرجان كان السينمائي هذا العام، أكدت لبكي على أهمية الفيلم في إطلاق شرارة الحوار ولفتت إلى وجوب الانطلاق نحو العمل والتصرف لصنع الاختلاف في حياة الأطفال المحرومين.
وقالت لبكي إن الفنانين في الفيلم آباء المأساة أبناء الحياة ولم نظهر بعد حالات الإغتصاب للأطفال أو لقطة اغتصاب الطفلة العروس ابنة الـ 11 عام، كذلك لم نعرض الضرب الحقيقي والعذاب الحقيقي، هناك اشياء اخرى كثيرة لا يمكن للمرء ان يتخيلها او يتصورها.
وأعترفت لبكي بوجود بعض المبالغة والخيال في مشهد اتصال بطل الفلم الطفل زين مع إحدى الفضائيات اللبنانية وهو ما أدى إلى معالجة العديد من القضايا وقالت إن هناك اتصالات كثيرة من السجن إلى الفضائيات لكن المتصل لم يكن طفلا.
وحول رسالة فيلمها قالت لبكي إنها تأمل في الوصول إلى تغيير بعض التشريعات والقوانين وسيكون هناك عرض للمعنيين والمسؤولين ومحاولة البحث عن الثرات الواسعة ليصل الاطفال إلى أدني حقوقهم بمساعدة الوزارات المعنية بحقوق الطفل وحقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني.
كما أوضحت لبكي أن فترة تصوير الفلم امتدت الى 6 اشهر بمعدل 500 ساعة كانت كافية لأحداث الانسجام والتناغم بين طفلي الفيلم، وأشارت إلى أنها قامت بحذف مشاهد كثيرة من الفيلم، إذ أن النسخة الأولى كانت 12 ساعة.
وتعتبر الفنانة نادين لبكي مخرجة وممثلة لبنانية، من أشهر المخرجات العرب، وحققت شهر واسعة عالميا بعد تكريم فيلمها الأخير في مهرجان كان السينمائي، ولنادين لبكي مشوار طويل من الأعمال الفنية ففي بداية التسعينيات شاركت في برنامج "ستوديو الفن" لسيمون أسمر عن فئة الإخراج، وقدمت خلاله فيديو كليب لمطربة اسمها كارلا تحت اسم "حبيبي يا" ومن بعدها قدمت مجموعة كبيرة من الاغاني المصورة والتي اشتهرت بها وكان أولها كليب لبسكال مشعلاني "طير الغرام" عام 2000، ولكن نجمها لم يسطع إلا بعما قامت بإخراج أول أغاني "نانسي عجرم" "احبك اه" في 2002 والتي لاقت نجاحاً غير عادي وتلتها مجموعة أخرى لأغاني نانسي بالإضافة إلى عدد كبير من الكليبات لمجموعة كبيرة من النجوم، كما شاركت كممثلة لأول مرة من خلال فيلم "البوسطة" 2006. في عام 2007 حضرت مهرجان كان السينمائي الدولي لكتابة فيلم "سكر بنات"، ويعتبر فيلم سكر بنات أول فيلم سينمائي طويل لها بعد إخراجها للعديد من الكليبات لفنانين أشهرهم نانسي عجرم، في 2008 تزوجت نادين لبكي من المؤلف الموسيقي خالد مزنر، وقدّمت نادين لبكي فيلمها "وهلأ لوين" 2011 الذي يتناول قصّة مجموعة من النساء مسيحيات ومسلمات من قرية لبنانية واحدة يتجاور فيها المسجد مع الكنيسة، يحاولن بكل الوسائل منع تجدد الحرب في قريتهن. وقد سجل فيلم "هلأ لوين" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي رقماً قياسياً بين الأفلام اللبنانية على الإطلاق إذ شاهده خلال الأيام الأربعة الأولى لعرضه أكثر من 21 ألف مشاهد، بحسب ما أفادت الشركة الموزعة في لبنان.
حوار – محمد مطر
لمشاهدة الصور .. اقرأ على الموقع الرسمي