11 - 07 - 2025

التكنولوجيا الإسرائيلية استخدمت للايقاع بخاشقجي وكشف خطط "الجيش الإلكتروني"

التكنولوجيا الإسرائيلية استخدمت للايقاع بخاشقجي وكشف خطط

نشرت قناة "CNN" الأمريكية امس الأحد مجموعة من الرسائل التي بعثها خاشقجي خلال العام الماضي قبل مقتله عبر تطبيق "WhatsApp" لصديقه، المعارض السعودي، عمر عبد العزيز، الذي يقيم حاليا في مونريال الكندية.

ونوهت القناة في تقريرها إلى أن عبد العزيز منح القناة حصريا حق الاطلاع على أكثر من 400 رسالة تضم تسجيلات صوتية وصورا وأشرطة فيديو تحدث فيها خاشقجي عن مخاوفه من احتمال الانتقام منه، وانتقد خاشقجي في حوارات مع صديقه حملات اعتقالات النشطاء الحقوقيين التي جرت في السعودية خلال هذه الفترة.

وقال التقرير أن الرسائل تظهر انتقال خاشقجي من الحديث المنتقد إلى العمل، حيث خطط الصحفي مع صديقه لتأسيس حركة شباب عبر الإنترنت لتقوم بأنشطة مناهضة لسلطات المملكة على الشبكة الإلكترونية.

وتشير الرسائل المكشوفة إلى أن خاشقجي حول 5 الاف دولار‘ في أغسطس الماضي، لعبد العزيز لإنشاء حركة النشطاء التي كانا يبحثان في تأسيسها ووصفها خاشقجي بـ"الجيش الإلكتروني"، فيما وعد بإرسال 30 ألف دولار لاحقا وجذب ممولين أغنياء لتحقيق هذا الهدف.

وفي هذا الشهر بالذات اعتبر خاشقجي وعبد العزيز أن السلطات السعودية ربما قامت باعتراض رسائلهما، واعتقد الأخير آنذاك أن شقيقه في السعودية مهدد بالحبس.

كما أكد عبد العزيز أنه يخطط لمقاضاة الشركة الإسرائيلية التي صممت البرنامج الإلكتروني المستخدم من قبل الرياض لاختراق هاتفه المحمول، وأوضح: "من المؤسف أن أقول ذلك لكن اختراق هاتفي له دور مهم بما حدث لخاشقجي".

وكان إدوارد سنودن، الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية، قد اتهم مطلع نوفمبر الماضي، شركة "NSO Group Technologies"، بالتورط في مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سنودن قوله، إن قتلة خاشقجي استخدموا برنامجا إلكترونيا معنونا باسم "Pegasus" خاص بتنفيذ عمليات التجسس للتنصت على اتصالات قام بها الصحفي السعودي.

وأوضح سنودن بحسب الإعلام الإسرائيلي " أن الصحفي السعودي المنشق جمال خاشقجي، الذي دخل قنصلية السعودية وتم خنقه على الفور هناك... كيف جرى التخطيط لهذا الأمر وكيف حصل ذلك؟... السعوديون علموا بأنه كان ينوي القدوم إلى القنصلية لأنه اتفق على عقد لقاء هناك.. لكن كيف كشفوا عن مخططاته ونواياه؟"، مضيفا أن السعوديين الذين شاركوا في عملية قتل خاشقجي تمكنوا من جمع معلومات ضرورية عن الصحفي من خلال التجسس على "أحد أصدقائه الذي يقيم منفيا في كندا".

وتابع سنودن: "يكمن الواقع في أنهم تنصتوا على شخص من الدائرة الصغيرة لأصدقائه الذين اتصل بهم مستغلين برمجية مصممة على يد شركة إسرائيلية. نحن لا نعرف سلسلة التطورات لأن هذه الشركة لن تعلق على هذا الموضوع أبدا، لكن هذا الوضع يمثل إحدى أكبر الروايات التي لم تتم كتابتها بعد".

ولفت الاستخباراتي الأمريكي السابق إلى أن الحديث يدور عن شركة "NSO"، وأوضح أنها "تعمل على تطوير آليات الاختراق الإلكتروني"، واصفا إياها بأنها "الأسوأ من الأسوأ في مجال بيع هذه الآليات للاختراق الإلكتروني والتي تستخدم بصورة نشطة حاليا لانتهاك حقوق الإنسان"، مؤكدا أن هذه البرمجية "لا تستخدم فقط للقبض على المجرمين ومنع الهجمات الإرهابية وإنقاذ حياة الناس، وإنما أيضا لكسب الأموال".

وهاجم سنودن قطاع إنتاج التكنولوجيا العالية الإلكترونية الإسرائيلي بشكل عام، متهما إياها بأنها فشلت في تحمل مسؤوليتها عن طبيعة استخدام البرمجية المصممة في إسرائيل بمختلف أنحاء العالم، وشدد على أن الشركات الإسرائيلية تفرط في تبرير تصرفاتها بالقول إن الحكومات والجهات الأمنية التي تبيع لها منتجاتها الإلكترونية جديرة بالثقة، وأكد: "هذا التهور أصبحت قيمته حياة الناس".

ووردت المعلومات عن استخدام برنامج "Pegasus"، الذي طورته شركة "NSO"، لمراقبة خاشقجي، للمرة الأولى شهر أكتوبر في تقرير نشره معهد "Citizen Lab" للأبحاث الكندي، الذي قال إن هذه الأداة الإلكترونية تم نصبها في هاتف أحد أصدقاء خاشقجي، عمر عبد العزيز، المقيم في كندا.

وتصريحات سنودن حول هذا الموضوع تأتي بعد أن تم فتح دعاوى قضائية في قبرص ضد "NSO" وكذلك شركة "Circles" الإسرائيلية الأخرى المختصة في مجال تصميم البرمجية الإلكترونية من قبل عدة مواطنين مكسيكيين بينهم صحفيون وواحد قطري.

وقالوا إن أدوات خاصة بالاختراق الإلكتروني من تصميم الشركتين المذكورتين استخدمت للتجسس عليهم.