19 - 08 - 2025

"السبع العجاف" .. كتاب جديد يحذر من "مجاعة مائية" في مصر

صدر مؤخرا عن دار جزيرة الورد للطباعة والنشر ،كتاب  "مصر وتحديات استيراد المياه ..السبع العجاف"، للزميل الصحفي محمود صبره.

حذر الكاتب من مجاعة مائية نتيجة الانفجار السكاني والإسراف في استخدام المياه، واستعرض في كتابه تاريخ المجاعات المائية التي مرت بها مصر ، والتى جاءت معظمها نتيجة للجفاف ونقصان مياه النيل على مر العصور.

اعتمد الزميل، على مصادر رسمية وتحديدًا وزارة الري، فيما قدم من إحصائيات استعرض خلالها تاريخ الأزمة رابطًا بينها وبين الزيادة السُكانية التي تُعد قضية العصر، وقدم كشف حساب لنصيب وحصة الفرد من المياه خلال العقود الأربع الماضية، الى جانب تطور النمو السكاني في البلاد.

وقال: "إذا سلمنا بأن احتياجات الفرد من المياه تتراوح بين لترين إلى 4 لترات يوميًا للشرب، بينما يحتاج لغذائه من 2000 إلى 4000 لتر، ومن خلال قسمة كمية المياه، وهى 71.5 مليار متر مكعب من كافة الموارد المتاحة، على الحد الأدنى لاحتياجات الفرد فى اليوم، وهو 2000 لتر، تكشف النتيجة عن أن الحد الأقصى لسكان مصر، لضمان الاكتفاء بالموارد المتاحة، لا يجب أن يتخطى 97.7 مليون نسمة، وهو التعداد الذى تجاوزته البلاد حاليًا".

ويؤكد "صبره" أن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد، فكافة الأرقام والإحصائيات المستقبلية تشير دون مواربة إلى مجاعة مائية قادمة، ما لم تتوفر الإرادة لمواجهتها.

واوضح أنه علي الرغم من تمكُن الإنسان من تحقيق بعض التوازن بين عدد السكان على الأرض وإنتاج الغذاء، فإن أحدًا لا يمكنه أن ينكر وجود فجوة غذائية، أدت إلى إضافة الحشرات إلى قائمة الغذاء العالمى، إذ لم يكن ثمة بدٌ من أن يطرح العلماء بدائل للبروتينات الحيوانية، وتوقعوا أن تزحف "الصراصير" يومًا ما إلى أوانى الطهى، ثم إلى موائد الطعام، حتى تصبح الفطائر المصنوعة من النمل أو الطعمية المحشوة بالدود أطباقًا مفضلة مثل "السوشى"، مشيرا الى ان اللجوء للحشرات كمصدر للبروتين لسد الفجوة الغذائية المشتعلة، يأتى بالتوازى مع إعادة تدوير مياه الصرف فى معظم بلاد العالم لمواجهة الأزمة ذاتها.

ولكنها الحاجة، أم الاختراع، التي أجبرت الإنسان على التفكير فى الحشرات كمصدر للبروتين، وتدوير مياه الصرف الصحى لسد جزء من احتياجاته المستمرة للغذاء والمياه، وهو ما يعيد الاعتبار لنظرية "مالتوس" بالربط بين "تناقص الغلة" وزيادة عدد السكان.