11 - 07 - 2025

هآرتس "اردوغان يلعب بورقة خاشقجي مع ترامب ليرفع يده عن الأكراد في سوريا"

هآرتس

عقب تقرير رويترز، حول تحاشي الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الحديث عن حادث مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول، قبيل انعقاد قمة العشرين في الأرجنتين، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن قضية خاشقجي اصبحت ورقة لعب في يد اردوغان للضغط على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول مصالحها في سوريا، وتطرقت إلى الشروط التي قد يطرحها أردوغان على ترامب  مقابل "تبرئة" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان .

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير تحليلي نشرته أمس، إلى أن الفضيحة الدولية التي اندلعت حول قضية خاشقجي، "قلبت الطاولة على الصعيد الدولي لصالح أردوغان، وأصبح ترامب بحاجة إليه، بينما اتخذ نظيره الروسي فلاديمير بوتين موقفا أكثر ودا، واستأنف الاتحاد الأوروبي مفاوضات بشأن انضمام أنقرة إليه، فيما يسعى ولي العهد السعودي نفسه إلى عقد لقاء مع الرئيس التركي والأخير لا يستعجل في الموافقة على ذلك".

وذكرت "هآرتس" أن الصراع الحقيقي لا يدور بين أردوغان ومحمد بن سلمان، بل بين الرئيس التركي والإدارة الأمريكية، حيث أدركت أنقرة أن ترامب مستعد لدفع أي ثمن مقابل إنقاذ ولي العهد السعودي وحماية المملكة من الزلزال الذي قد يضربها في حال ثبوت تورط الأمير محمد في القضية.

وخلصت الصحيفة إلى أن أردوغان جاهز لمساعدة ترامب في هذه المسألة لكن ليس مجانا، موضحة أن أهم موضع قلق لدى أنقرة لا يزال يعود إلى الدعم الأمريكي لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية في سوريا، والتي تعتبرها الحكومة التركية تنظيما إرهابيا.

وقالت الصحيفة إن قرار الولايات المتحدة إقامة نقاط مراقبة على طول الجزء الغربي من الحدود السورية التركية غير مقبول لدى أنقرة، على الرغم من محاولة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس طمأنة السلطات التركية بالقول، إن هذه النقاط ستتيح إنذار العسكريين الأتراك بشأن تهديدات محتملة.

وفي رسالة موجهة بوضوح إلى واشنطن، شدد أردوغان في وقت سابق من الأسبوع الماضي على ضرورة، أن يتخلى من يصف نفسه بحليف تركيا وشريكها الاستراتيجي، ويسعى إلى تعزيز العلاقات معها عن دوره كـ"درع تحمي التنظيمات الإرهابية".

وأعلن أردوغان عن اقتراب يوم القضاء على "الإرهابيين"، وذلك قبيل ترؤسه اجتماعا لمجلس الأمن القومي التركي، ولم يظهر الرئيس، حسب الصحيفة، أي مؤشرات ضعف أمام تحذيرات واشنطن من أن تدخل تركيا في شرق سوريا قد يهدد بوقوع اشتباكات بين القوات الأمريكية والتركية.

وأشارت الصحيفة إلى أن "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا والذي يتزعمه أردوغان، يعوّل على مفاوضات جادة مع واشنطن، وتشديد المواقف إزاء الأكراد وحماية الحدود لرفع مستوى شعبيته قبل الانتخابات المحلية المقرر تنظيمها في مارس المقبل.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يضع فيها أردوغان، ترامب أمام خيار بين التحالف مع أنقرة ودعم الأكراد، لكن قضية خاشقجي تشكل هذه المرة ورقة ضغط قوية إضافية في أيدي الرئيس التركي، وقد يقرر نظيره الأمريكي، أن الأكراد سيضطرون إلى دفع ثمن الحفاظ على العلاقات بين واشنطن والرياض.