قالت د.عزه مبارك أن المادة الإعلامية الموجهة للأطفال أصبحت من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، ومن أكثر الصناعات التي تشهد إقبالا من طرف المستثمرين وشركات الانتاج العالمية، نظرا لما تدره من أرباح سنوية تقدر بملايين الملايين من الدولارات بسبب استهدافها شريحة واسعة تتسع دائرتها باستمرار‚ وهي شريحة الاطفال والشباب واليافعين وبفضل انتشار الصحون الفضائية وتعدد القنوات الإعلامية وظهور شبكة الانترنت وعولمة الصوت والصورة أصبح إعلام الطفل يشهد تناميا ملحوظا، وصار أكثر قربا من الطفل داخل البيت،
وأكدت د.مبارك ان هذاالانتشار السريع حمل معه أساليب جديدة ومتطوره لاستمالة الطفل والسيطرة على عقله وسلوكياته ودفعه الى الإدمان على ذلك الصندوق السحري العجيب كما كان يسميه آباؤنا وأجدادنا ولاشك ان هذا التوسع المذهل في تجارة التسلية الموجهة للاطفال يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات، فجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا القطاع هي شركات غربية توجه نشاطها ثقافة غربية وفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية، ومتجذرة في ممارسات وعادات المجتمعات الغربية التي تتعامل مع إعلام الطفل بمنطق السوق والجري وراء الربح والكسب دون اهتمام بالقيم والعادات والاعراف
وأشارت د.عزه أليأن أجهزة الإعلام تلقي بظلالها على الطفل المعاصر إيجاباً أو سلباً، حتى أنه يصعب عليه أن يفلت من أسارها، فهي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم وتحاصره من مختلف الجهات، وبمختلف اللغات، ليلاً ونهاراً...وتحاول أن ترسم له طريقاً جديداً لحياته، وأسلوباً معاصراً لنشاطه وعلاقاته، ومن ثم فهي قادرة على الإسهام بفاعلية في تثقيفه وتعليمه، وتوجيهه، والأخذ بيده إلى آفاق الحياة الرحبة...
وأضافت ان وسائل الإعلام المعاصرة في مقدمة قنوات الاتصال التي ترفد الطفل بالأفكار والمعلومات والأنباء وتحقق له التسلية والمتعة، ولو لم يَسْعَ الطفل إلى وسائل الإعلام فإن هذه الوسائل سوف تسعى هي إليه لتقدم له ما يدور حوله من أحداث، وما أفرزته الأدمغة البشرية من اكتشافات ومعارف، لاسيما بعد أن فرضت التقنيات المعاصرة وثورة المعلومات نفسها عليه، فأصبح طفل اليوم أسيراً لهذه الوسائل تحاصره في كل وقت وفي كل زمان، فلا يستطيع الفكاك منها أو الحياة بدونها.
ووضحت ان للاعلام اهمية بالغة في الحياة اليومية وله دور فعّال في بناء مجتمع متحضر مبني علي أسس علمية بحتة.فالاعلام مرتبط ومتأثر بشكل او بآخر بالنظم الاجتماعية التي ينتمي اليها. ويبرز خبراء الاجتماع، اهمية الاعلام القصوي'، في التأثير علي سلّم المعرفة والتطور في المجتمع بل وحتى على استمراره وديمومته.
فالاعلام ليس حالة ظرفية، وانما هو يتولي' نقل آراء ومعتقدات جيل الي جيل آخر، وينمي العلاقة بينهما، وبالتالي فمهمة الاعلام والاعلاميين، يجب ان تستوعب الانسان منذ مجيئه الي الحياة بل ومنذ ايام الحمل والولادة والرضاعة وفترة الطفولة المبكرة وحتي الكبر.
وأكدت د.عزه مبارك أن عوامل تأثير وسائل الإعلام على الطفل اربعه عوامل هي الوسائل السمعية البصرية (التلفاز - السينما - الفيديو ) ...والتفاعلية (العاب الكمبيوتر)....والسمعية (الإذاعة - الكاسيت)....والبصرية (المقروءة) (المجلات - الكتب - القصص)
بالاضافه الي عمر الطفل وخلفيته الثقافية وبيئته الاجتماعية وهل لدى الطفل حصانة ثقافية؟ وهل البيئة مشجعة ؟ وهل الوسيلة منتشرة؟
وأيضا نوعية الرسالة للطفل من خلال المادة الإعلامية المقدمة و تعتبرهذه أهم قضية فالطفل - بالجملة- مستقبل جيد لكل ما يرسل له خصوصاً إذا صاحب المادة تشويق وإثارة للطفل.
وأخيرا الوقت الذي يقضيه مع وسائل الاعلام