11 - 07 - 2025

الإعلام الإسرائيلي يكشف كواليس لقاء سوداني إسرائيلي في اسطنبول تمهيدا للتطبيع

الإعلام الإسرائيلي يكشف كواليس لقاء سوداني إسرائيلي في اسطنبول تمهيدا للتطبيع

نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية، مساء امس الثلاثاء، عن مصدر أجنبي مطلع، أن مبعوث خاص بوزارة الخارجية الإسرائيلية، التقى سرا، مع مسؤولين في الحكومة السودانية، منذ عام في مدينة اسطنبول في تركيا، لبحث سبل استئناف الحوار، تمهيدا لعلاقات دبلوماسية رسمية علنية بين البلدين.

وقال المصدر الذي وصفته القناة بأنه "مطلعاعلى مجريات اللقاء"، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المبعوث الإسرائيلي الخاص هو بروس كاشدان، الذي عمل منذ بداية تسعينيات القرن الماضي مبعوثا إسرائيليا خاصا إلى دول الخليج.

وأكدت القناة أن كاشدان يعمل منذ حين مبعوثا إسرائيليا خاصا إلى السودان، وأشارت إلى أن عمله تركز في العقود الثلاثة الأخيرة مع بلدان لا تقيم معها إسرائيل علاقات دبلوماسية رسمية، مع حرصه على العمل في سرية التامة بعيدا عن وسائل الإعلام.

وقال المصدر إن كاشدان اجتمع قبل نحو عام، مع مجموعة من المسؤولين السودانيين، وعلى رأسهم أحد أكثر الأشخاص المقربين من رئيس المخابرات السوداني السابق محمد عطا، علما بأن الأخير كُلف قبل بضع سنوات من قبل الرئيس السوداني عمر البشير، بتولي "الملف الإسرائيلي"، وتم تعيينه قبل بضعة أشهر، سفيرًا سودانيًا لدى الولايات المتحدة.

وعقد اللقاء السري، وفقًا للمصدر، في إسطنبول، في مكتب رجل أعمال تركي مقرّب من الرئيس البشير، وناقش الجانبان خلال اللقاء مسألة تطوير "علاقات دافئة" بين إسرائيل والسودان ومساعدات إسرائيلية في مجالات الاقتصاد والصحة والزراعة.

وأشارت القناة إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عمنويل نحشون، لم ينف التقرير حول اللقاء السري، فيما رفض التعليق على ما جاء فيه.

ومن جهتها رفضت السودان، امس الثلاثاء، التعقيب على التقارير التي وردت في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تحدثت عن زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى الخرطوم، غير أنّه لم يعط نفيًا قاطعًا للزيارة، كما لم يؤكّدها.

وفي رده على أسئلة الصحافيين في البرلمان، قال وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، أسامة فيصل، إن وزارة الخارجية تُعد مؤسسة رسمية، وأنها ليست قناة إعلامية حتى ترد على ما يرد في وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أنه ليس هناك شيء رسمي يمكن التعليق عليه، وأضاف أن "موقف السودان تجاه إسرائيل ثابت ولن يتزحزح مهما حدث من تحولات".

وكان نتنياهو قد استغل المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس التشادي، إدريس ديبي، يوم الأحد الماضي، ليعلن أنه يعتزم قريبًا زيارة دول عربية أخرى لا تقيم إسرائيل معها علاقات دبلوماسية.

وفور تصريح نتنياهو، تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تسريبات من "مصدر سياسي رفيع"، أكدت أن "السودان هي الدولة العربية الأفريقية المقبلة التي يعتزم نتنياهو زيارتها قريبا، فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن الدول العربية التي أشار لها نتنياهو هي البحرين.

في حين، نفى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، صحة تلك التقارير، على لسان رئيس القطاع السياسي في الحزب عبد الرحمن الخضر، مؤكدا إن دوائر حزبه على كافة المستويات لم تناقش مطلقًا أي موضوع يتعلق بالتقارب مع إسرائيل، مشددا على أن موقف حزبه من الاحتلال الإسرائيلي لم يتغير "وهو موقف قديم وثابت، يؤيد ويساند القضية الفلسطينية ورافض للتطبيع مع إسرائيل".