11 - 07 - 2025

مؤرخ فرنسي "سيناريو يجب البحث حوله، اردوغان قدم خاشقجي ليوقع بإبن سلمان"

مؤرخ فرنسي

قال الكاتب والمؤرخ الفرنسي، أليكسندر أدلر، أن القاعدة المهمة جدا "يجب عليك دائمًا سماع الطرف  الآخر"، لم تؤخذ في الاعتبار خلال التعاطي مع قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول، 2اكتوبر الماضي. 

وأضاف ان مشاعر التعاطف بسبب حادث قتل خاشقجي، مشروعة ولا تتنافى مع ضرورة النّظر في جميع الفرضيات التفسيرية للحادثة، التي أثارت أزمة شبه عالمية حول المملكة العربية السعودية، واستهدفت شخص ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان ، بحسب أدلر الذي نشر مقالًا عن القضية في صحيفة "لو فيغارو الفرنسية".

وجاء في المقال أن "الأمر إذن يتعلق بسؤال خطير للغاية، لأنّه يمكن لكل مراقب مهووس بإطلاق الأحكام المسبقة أن يصدر حكمًا في مسألة غامضة ومعقدة كقضية الصحفي جمال خاشقجي، ولننطلق في البداية من الإشارة إلى أمر مهم : كل شهادة أحادية الجانب هي قطعًا شهادة باطلة، والتفرّد في هذه القضية، بتقديم معلومة من جهة واحدة يجعل قابليتها للدحض عالية".

وتابع: "فقد قيل لنا مرة أخرى أن جميع المعلومات الدقيقة عن جريمة القتل التي ارتكبت ضد خاشقجي في مقر القنصلية العامة السعودية في إسطنبول أتت من مصدر واحد فقط، هو جهاز المخابرات التركي، ونتحدث هنا عن جهاز أمني خضع  للتطهير ثلاث مرات في الماضي القريب، ويتلقى تعليماته بالكامل من  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، وسنضيف في هذا الإطار عبارة يفضلها أصدقاؤنا الأمريكيون "إذا كنت تصدق أردوغان، فيمكنك أن تصدق كل شيء"، ومع ذلك، يبدو أنه في هذه الحالة الاستثنائية، تُمنح ثقة مطلقة لأردوغان".

ويعتبر الكاتب أنه "من المسلم به أن صحة الشهادات الفورية للخدمات التركية، ونشرها المثير للإعجاب لآلة متطورة خارج القنصلية السعودية وداخلها، أمر لا شك فيه، أما بالنسبة للباقي، فلم يجنح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومساعده المخلص، وزير الخارجية عادل الجبير، إلى المماطلة، واعترفا بمسؤولية الدولة السعودية في القتل، كما قدَّما اعتذارًا علنيًّا لعائلة الضحية".

مضيفا "من الغباءأن تأمر بجريمة دولة تسيء إلى المملكة العربية السعودية بشكل دائم، في وقت كانت فيه إستراتيجيتها لعزل قطر سلميًّا تحقق نتائج إيجابية للغاية، بما في ذلك بداية تراجع الإمارة المجاورة حول قضية المنظمات الإرهابية".

ويقول "إنّ قتل خاشقجي يطرح كذلك تساؤلاً عن كيفية المخاطرة بتقطيع الجثة وسط عدد كبير من كاميرات المراقبة التركية التي تحيط بالمكان، وكما نعلم، فإن مركز مدينة إسطنبول الذي يعج  بالسكان يبدو مكانًا أنسب لعملية قتل مموهة خارج القنصلية يمكن تبريرها بحادثة تسمم أو حادث سيارة من مجهول".

ويتابع "على طريقة الحبكة البوليسية للكاتبة أجاثا كريستي، كانت تنقلات جمال خاشقجي في إسطنبول معروفة لكثير من الناس، الذين أصبح لديهم جميع الأسباب للانتقام من الأمير محمد بن سلمان".

ويواصل "كل هذه العوامل تجعل احتمال حياكة مكيدة مدبرة قائمًا، حتّى أننا نحمل انطباعًا أن الجناة الحقيقيين لهذه الجريمة قد استلهموا فعلتهم من عملية القتل التي هزّت العالم الإسلامي عام 1965 ، حيث أجهز مجرمون مجهولون على المعارض المغربي المهدي بن بركة وسط دهشة الملك الحسن الثاني ويده اليمنى الجنرال محمد أوفقير اللذين كانا يخططان لاختطافه، كما نعلم جميعًا، لم يسد الملك المغربي أو مساعده أبداً الأوامر باغتيال بن بركة، كما أنهما لم يخططا لإذلال الملكية المغربية برمّتها في هذه الفضيحة، كل شيء آخر، بطبيعة الحال، يبقى مجرد تكهنات لا ينبغي أن تمنعنا من طرح بعض الأسئلة".

ويتابع "كانت تنقلات جمال خاشقجي في إسطنبول معروفة للمملكة العربية السعودية وللعديد من الأشخاص الذين، كما هي الحال في حبكة محكمة من أغاثا كريستي، يمتلكون كل الأسباب لممارسة الانتقام ضد الأمير محمد بن سلمان".

ويقول "كلمة أخيرة تتعلق بموقف السلطات التركية، وربما بعض الجهات الأخرى في مكان آخر قبل يومين من مقتل خاشقجي، حيث كان كل شيء يحدث كما لو كان الرئيس أردوغان على الأقل يعرف أن شيئًا ما يتم الاستعداد لتنفيذه قريبًا في القنصلية السعودية بإسطنبول، ليس من الضروري أن نفترض أن الأتراك كانوا يعرفون أكثر عن الأسباب التي دفعتهم إلى اليقظة المتأخرة في الأيام الثلاثة السابقة، ولكن لا شك في ذلك، كانت المعلومات التي أعطيت لهم واضحة، من الضروري على الأقل أن نستكشف حقيقة هذا السيناريو".