16 - 05 - 2025

جمال شيحة: مصر عالجت أكثر من 2 مليون مريض.. وتستطيع أن تقود أفريقيا صحيا

جمال شيحة: مصر عالجت أكثر من 2 مليون مريض.. وتستطيع أن تقود أفريقيا صحيا

أشاد المشاركون في المؤتمر الثالث للمؤسسة الأفريقية لعلاج مرضي الفيروسات الكبدية "ALPA"، الذي بدأت أعماله اليوم بالقاهرة، تحت عنوان "بناء القدرات في مجال الفيروسات الكبدية للدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي"، بمشاركة خبراء من 20 دولة أفريقية، بالتجربة المصرية في مكافحة الفيروسات الكبدية، موضحين أنها تجربة جديرة بالتطبيق في كافة دول العالم، ونموذج يحتذى به في التصدي للفيروسات الكبدية.

جاء ذلك في المؤتمر الثالث للمؤسسة الافريقية لعلاج مرضي الفيروسات الكبدية "ALPA"، الذي افتتحه الدكتور جمال شيحه رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ALPA" ورئيس مؤسسة الكبد المصري، والدكتور أحمد حمدي المدير التنفيذي لمفوضية البحث العلمي والتقني بالاتحاد الأفريقي، والسفير أحمد شاهين ممثل وزارة الخارجية، والنائبة مني منير ممثلة لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، والدكتور جمال عصمت ممثل وزارة الصحة والسكان، والذي يعقد بالقاهرة على مدار يومين، بدعم من مفوضية البحث العلمي والتقني بالاتحاد الأفريقي، وذلك  فى إطار الأعمال التحضيرية المبدئية لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019، وشكل من أشكال الآليات التنفيذية لأجندة أفريقيا 2063 وربطها برؤية مصر 2030.

وقال الدكتور جمال شيحة رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ALPA" ورئيس مؤسسة الكبد المصري، إن مصر لديها استراتيجية كاملة ناجحة في التعامل مع الفيروسات الكبدية، حيث نجحت في علاج 2 مليون مصري خلال 5 سنوات الماضية، وهناك حملة لفحص أكثر من 50 مليون مصري، مضيفًا تستطيع مصر خلال سنوات قليلة أن تكون خالية من المرض.

وأضاف الدكتور جمال شيحة، أن مصر لها الريادة في أفريقيا، وتستطيع أن تقود القارة وتنقل تجربتها لكل دول القارة من خلال "البا"، والبداية اليوم من خلال ورشة العمل لدفع القدرات في أفريقيا ومعالجة الفيروسات الكبدية.

وأشار شيحة إلي أن مؤسسة "ALPA" التي بدأت فكرتها في مؤتمر عالمي سابق وكان يضم كافة الجمعيات الاهلية لمرضى الكبد في العالم في إنجلترا، وكان الحدث عالمي ولم يتم ذكر اسم أفريقيا وكان هناك تهميش واضح للقارة مع أنها المكان الموجود به عشرات المرضى دون علاج وينظم مؤتمر ضخم ويتحدثون فيه عن كل شيء وينسون 70 مليون يعانون من فيروس سي وبي في القارة.

وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر، أننا اتفقنا في هذا الاجتماع ان يكون هناك صوت لأفريقيا في المجتمع المدني واتفقنا أن يكون للافارقة صوت واحد من خلال التحالف العالمي للأمراض الكبدية "البا".

وقال: "كان الاتفاق مع الشركاء أن نلتقي في القاهرة من خلال جمعية مرضى الكبد، التي اشرف برئاستها، ودعونا 35 جمعية للتوافق على دستور للجمعية المزمع إنشاؤها وأنشأت "البا" وتم عمل مقر لها في القاهرة، واجتمعنا في شرم الشيخ على هامش اجتماعات البرلمان الافريقي واليوم نجتمع في ورشة عمل أخرى.

وأوضح، أن هذا النشاط، ليس إلا بداية نريد أن يكون لأفريقيا صوت واحد يستفيد منه كمل المرضى والمهمشين على وجه الخصوص، مؤكداً أن هذا حقهم في العلاج فالحق في العلاج من أهم حقوق الانسان.

وقال الدكتور أحمد حمدي المدير التنفيذي لمفوضية البحث العلمي والتقني بالاتحاد الأفريقي، إن هناك أكثر من 70 مليون أفريقي يعانون من الكبد الوبائي، مضيفًا أن بعض الدول الافريقية ليس لديها مفاتيح الحل والوصف الدقيق للمرضى وتقديم العلاج المناسب.

وأكد الدكتور أحمد حمدي، أن مصر لديها القدرة، ونجحت في بناء حالة ناجحة في أفريقيا، حيث أصبحت قادرة على القضاء الكبد الوبائي فمبروك لمصر.

وأشار حمدي إلى أن من أهم المشاكل التي تواجه القارة الإفريقية أن أكثر من 55% من الممارسين لمهنة الطب يتم استقطابهم خارج القارة من أجل الحصول على مستوى حياة أفضل ودخل أفضل، ولهذا فلابد من وجود استراتيجية للحفاظ على الأطباء داخل القارة، حيث تشير الدراسات أن أكثر من 55% من أطباء القارة الافريقية يبحثون عن فرص خارج القارة، وهذا مؤشر خطير، والأجيال المقبلة لن يجدوا أستاذ أكاديمي يكون بمثابة أستاذ وقدوة لهم.

ورحب حمدي بالمشاركين  في المؤتمر نيابة عن رئيس الاتحاد الافريقي، معرباً عن سعادته بكونه مصري ويمثل نحو 55 دولة عضو في الاتحاد الأفريقي، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الدول حققت الكثير من التقدم في مجال الصحة خلال الفترة الأخيرة، مضيفًا أن 40 % من الأبحاث تمت في مصر.

وقال الدكتور جمال عصمت ممثل وزارة الصحة والسكان، عضو لجنة الفيروسات الكبدية في مصر، إن الفيروسات الكبدية هي العدو الأكبر لأفريقيا، موضحًا أن 10% من الوفيات في أفريقيا ناتجة من الفيروسات الكبدية، مشددًا على أن الاتحاد الأفريقي يجب عليه أن يضع تلك المشكلة على رأس أولوياتها.

وأضاف الدكتور جمال عصمت، أنه سعيد بمبادرة الدكتور جمال شيحة رئيس مجلس ادارة مؤسسة ALPA ورئيس مؤسسة الكبد المصري، بتشكيل تكتل الجمعيات الافريقية المناهضة للفيروسات الكبدية، مشددًا علي اهمية مشاركة المجتمع المدني في التصدي للفيروسات الكبدية.

وأوضح الدكتور جمال عصمت أن اللجنة القومية لمكافحة الفيروس الكبدية بدأت في 2006، ولان تعطي المثال الأوضح والأفضل لكيفية محاربة فيروس سي على مستوى العالم، وتعطينا الرغبة في نقل التجربة والتعاون مع دول الاتحاد الأفريقي لوضع التجربة كنموذج للاسترشاد به في مكافحة الفيروسات الكبدية.

وأشار إلي أن التجربة المصرية درست التجارب العالمية مع مراعاة بعض النقاط الخاصة بمصر، موضحًا أن اللجنة اعتمدت في البداية الأدوية المصرية، كما أنشأنا 170 مركزًا للعلاج منتشرين في كافة ربوع مصر للفحص والعلاج، كما تم تدريب الأطباء من تخصصات مختلفة للمساهمة في مكافحة الفيروسات الكبدية.

وقال: أن الخطة الاستراتيجية لمصر لمواجهة الفيروسات الكبدية تمت على 4 مراحل الأولي العلاج بالانترفيرون، والثانية العلاج بالأدوية الحديثة المضادة للفيروسات الكبدية، والثالثة البحث عن المصابين بالفيروسات الكبدية ولا يعرفون أنهم مصابون، والآن في المرحلة الرابعة وهي فحص الجميع، وهي مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي بدأت في أكتوبر وتستهدف فحص من أكثر 60 مليون شخص.

وأكد جمال عصمت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لا تقتصر على فحص الفيروسات الكبدية، وأنما تفحص الأمراض غير السارية مثل السكر والضغط، مشددًا على أن التجربة المصرية جديرة بالمشاركة والتطبيق في كل الدول العالم، وقال نستطيع أن نقول الآن أننا سنرسل الفيروسات الكبدية إلى الماضي.

قال السفير أحمد شاهين، مساعد وزير الخارجية المصرية، رئيس الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التابعة لوزارة الخارجية، إننا نعمل بكل جهد بالتعاون مع المؤسسات والوزرات في مواجهة الفيروسات الكبدية، كما تقوم مصر بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي وذلك لمكافحة المرض في أفريقيا.

وأضاف رئيس الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، أن الوكالة لديها 4 محاور للعمل هي تنمية وبناء القدرات وعلى رأسها ما يتعلق بالمجال الصحي حيث تنظم الوكالة نحو 10 دورات تدريبية سنويًا عن الأمراض الكبدية يشارك في كل دورة ممثلين عن أكثر من 20 دولة أفريقية.

وأوضح، أنه من ضمن أنشطة عمل الوكالة إيفاد الخبراء والمتخصصين في المجال الطبي، تقديم المعونات والمساعدات الإنسانية والمعدات الطبية وتقديم الدعم اللوجستي لدول القارة الأفريقية وكذلك محور التعاون والتكامل بين مصر ودول القارة الأفريقية، موضحًا أن المجال الطبي على رأس مجالات التعاون.

وأكد السفير أحمد شاهين، أن مصر لديها العديد من التجارب المتميزة والناجحة كذلك مثل مستشفى مجدى يعقوب ومركز محمد غنيم ومستشفى علاج سرطان الأطفال، مرحبًا بالتعاون مع الدكتور جمال شيحة ومؤسسة البا لمساعدة الدولة الأفريقية في مواجهة هذا المرض.

وأشار إلي أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية أنشئت في الأول من يوليو 2014 بعد دمج "الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا" مع "الصندوق المصري للتعاون الفني مع دول الكومنولث والدول الإسلامية والمستقلة حديثًا" في هيئة جديدة. 

وأعلن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" إطلاق الوكالة الجديدة في كلمته أمام قمة الاتحاد الأفريقي الثالثة والعشرين في مالابو (يونيو 2014).

وقالت النائبة منى منير ممثلة لجنة الشئون الإفريقية في مجلس النواب، إن لجنة الشئون الأفريقية جاهدة لإنجاز العديد من التحديات والملفات وعلى رأس أجندتها عودة العلاقات بالدول الأفريقية الشقيقة عامة وبدول حوض النيل خاصة.

وأضافت النائبة منى منير، أن حضورها المؤتمر في إطار الحرص الدائم على تطوير وتعزيز التعاون مع الدائرة الأفريقية على كافة الأصعدة في ضوء اهتمام وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعظيم دور مصر داخل أجهزة الاتحاد الأفريقي المختلفة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019.

وأكدت، أن لجنة الشئون الأفريقية جاهدة لإنجاز العديد من التحديات والملفات وعلى رأس أجندتها عودة العلاقات بالدول الأفريقية الشقيقة عامة وبدول حوض النيل خاصة، كما تسعى اللجنة لدعم العلاقات المصرية الأفريقية لإحداث تنمية سريعة وتقديم يد العون والمساعدات للدول الأفريقية في المجالات المختلفة وذلك بالتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية مثل الصحة والزراعة وشتى المجالات الأخرى.

وأوضحت، أن اللجنة تحرص على عقد لقاءات مع سفراء الدول الأفريقية المختلفة لتناول المشاكل التي تعاني منها الدول الشقيقة والتحديات التي يواجهونها للعمل على حلها، موضحة أن هناك مساعدات وقوافل طبية تحرص مصر على تقديمها للدول الأفريقية الشقيقة، ونقل الخبرة المصرية الفريدة في مختلف المجالات خاصة الصحة للكوادر الأفريقية حيث هناك أكثر من أربعين خبير مصري في أكثر من أربعة وعشرين دولة أفريقية، علاوة على تجهيز عدد من المستشفيات والمراكز الطبية.

وأشارت إلي أن مصر حريصة على زيادة الوعي الصحي وخاصة حول حالات التهاب الكبد الفيروسي في القارة الأفريقية والعمل على تخفيف حدة هذه المشكلة وتقديم الإغاثة للدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي المهددة بالعدوى، وتعزيز التعاون داخل أفريقيا بين المنظمات القائمة وأصحاب المصلحة الذين يكافحون التهاب الكبد الفيروسي من خلال الاستفادة من التجارب السابقة وتوسيع  نطاق تغطيتها للقارة بأكملها تدريجياً، وتبادل الخبرات بشأن انتشار ورصد الوباء، تقدير الوضع الحقيقي له مع كيفية جعل العقاقير واللقاحات ضد التهاب الكبد الفيروسي متاحة وميسورة التكلفة.

وأعربت عن أملها في أن تكون هذه الورشة التدريبية الخاصة ببناء القدرات في مجال التهاب الكبد الفيروسي هي مد المشاركين بالمعرفة والكفاءات من خلال تعاون دائم بين الدول الأفريقية، وتكون هذه الورشة هي حجر الزاوية في الاجتماع السنوي لمتابعة التقدم في هذا الشأن.