كرم مهرجان مهرجان المرأة العربية للإبداع ثلاث فتيات شابات من الذين يعملوا فى مجال صناعة الأفلام القصيرة وكان التكريم عن فيلم قعدة بنات "للمخرجة نورا محمود" وفيلم رتوش "للمصورة إيثار أبوزيد" وفيلم غريب فى وطني "للسينارست يارا شوقي" وهذا أبرز ما قيل من تصريحات صانعات الأفلام الثلاثة.
قالت المخرجة نورا محمود، إن فيلم "قعدة بنات" هو نتائج ورشة صناعة أفلام مع شركة ايكون ميديا ويعتبر أول فيلم من إخراجي فى مجال أفلام المرأة أما باقى أعمالي كانت تقتصر على الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة بمواضيعها المختلفة ولم اتطرق إلى المرأة من قبل ولن تكون آخر مرة لأن مجال أفلام المرأة واسع وملىء بالقصص والمشاكل التى لم تناقش من قبل فى السينما، أما فكرة الفيلم استوحيتها من أحداث حقيقة تحدث بكثرة فى مجتمعنا ومن استبيان على وسائل التواصل الاجتماعى للتأكد من نسبة الفتيات التى تعانى من المشكلة ووجدت أن النسبة كبيرة جداً فصنعت الفيلم والذي كان قصته باختصار عن اجبار الفتيات على الزواج من بعد انتهاء دراستهم أو خلالها و قتل طموحهم وعرقلة مستقبلهم المهنى بسبب "ايجاد زوج لها" ومعاناة الفتاة من محاولة اقناعها لأهلها لتحقيق أهدافها المهنية أو استكمال دراستها،.
أضافت، أن الهدف من الفيلم أولاً أنه ايصال رسالة للآباء بان يتركوا بناتهم يختارون مستقبلهم بأيديهم ولا يحددوا لهم خط أو نهج يسيرون عليه خصوصاً بعد كل تلك السنوات التى قضوها فى التعليم فمن حقهم أن اختيار مستقبلهم المهنى وأن ينجحون فيه عوضاً عن غرس أفكار الزواج فى أدمغتهم عقب التخرج أو أثناء الدراسة تلك الصورة النمطية المتعارف عليها فى المجتمع العربى فيلمي يدعوا الآباء أن يغيرو من طريقة تفكيرهم وعدم التأثير على قرارات بناتهم، والهدف الثانى هو موجه للبنات بأن يمعنوا التفكير فى مستقبلهم المهنى ويحققوا ذاتهم وأن يتمسكوا بمهنتهم أولاً ليس بالتفكير فى الزواج والاعتماد على "الزوج" لأنهم لا يعرفون ما قد يؤول إليه المستقبل فمهنتهم هى بمثابة ضمان لهم وأيضاً من أجل أن يكونوا قد حققوا انجازات من اجل انفسهم قبل المجتمع.
وأكدت: هدفي أن أكون من ضمن أفضل المخرجات وصانعات الأفلام في العالم وأن اصنع أفلام هادفة تعبر عن المجتمعات العربية وتعرض مشاكلها وأيضاً اطمح أن تنافس تلك الأفلام فى مهرجانات عالمية ترقي بمستوي المجتمع والوطن العربي.
من جانبها قالت المصورة إيثار أبوزيد، إن فيلم "رتوش" تم اختياره لسببين وقد يبدو بأنهم مختلفين ومتعاكسين ولكنهما مكملين لبعضهما البعض، وكلمة "رتوش" تعني التجريحات التي تتعرض لها الأفلام مع الوقت وهنا استوحينا فكرة الفيلم حيث أن الفتيات تتعرض إلي الايذاء النفسي والمعنوي بمرور الوقت، وكذلك أيضاً تعني كلمة رتوش اللمسات الأخيرة للرسام التي تزيد من جمال لوحاته، والتي تمثلت في المشاهد التمثيلية داخل الفيلم في مشهد الفتاة التي تتزين لخروجها وهذا يوضح أنه رغم اجمالي الاذي الذي تتعرض له الفتاة طوال الوقت إلا أنها تكمل أناقتها وتتهندم خارجياً ولا أحد يري هذا الاذي بخارجها، هدفنا من صناعة الفيلم أنه ليس شرطاً أن كل ما هو أذي أوعنف معنوي تتعرض له المرأة أن يكون متسببه هو الرجل لأن الايذاء المعنوي الذي تتعرض له المرأة قد يكون من بني جنسها، فنحن نأذي أنفسنا وغيرنا دون أن ندري بكلمات قد تبدو بسيطه.
وأضافت، هدفي صناعة أفلام أكثر عن المرأة والطفل لأني أشعر بأنهم من أضعف أنواع الأشخاص في المجتمع لأن مشاكلهم تمسني شخصياً لذلك لن أتوقف عن صناعة الأفلام حتي يصبح المجتمع متساوياً.
وقالت السينارست يارا شوقي، إن فيلم غريب فى وطني تم اختيار فكرته من واقع تجربة الاغتراب التي عشتها بنفسي لسنوات فقررت أن اصنع فيلم يتحدث عن حال الفتاة التي تضطر إلي الاغتراب بعيداً عن أسرتها من أجل استكمال دراستها أو العمل، فقد قمت بتوضيح بعض النقاط الأساسية التي تحدث للمغتربة من حيث شكل حياتها الجديد بعيداً عن أسرتها والصعوبات التي واجهتها سواء كانت البحث عن سكن مناسب أو وظيفة مناسبة لها وعن الصعوبات المادية التي تمر بها أثناء اغترابها، كما أيضاً تحدثت عن تأثير الاغتراب عن شخصية الفتاة وصحتها النفسية وعن مكتسبات الاغتراب سواء الإيجابية أو السلبية منها إلي جانب هذا قمنا بتوجيه رساله للأهالي بأن الأغتراب ليس بالضرورة أمر سئ، وإنما قد يكون مثمر أكثر بكثير من تبقي الفتاة مكانها فى بيتها، فإذا كانت توجد ثقة فى تربية الفتاة فمن حقها اختيار شكل حياتها فهذا جزء أساسي من حريتها الخاصة.
وأضافت، هدفي استكمال صناعة الأفلام القصيرة بخلاف أنها ممتعة إلا أنها تعطي لي مساحة كبيرة من الحرية والابداع لكي استطيع من خلالها وضع بصمة في المجتمع والتأثيرعليه من أجل الإرتقاء به والوصول إلي أهداف سامية نبيلة.