الغمري: إشغالات تصل لـ85% في فنادق الغردقةآ و60% في شرم الشيخآ
غنيم: الصورة الذهنية لدى الغرب عن مصر لم تتغير
صحصاح: 3 سنوات من عدم وجود مجلس لغرفة السياحة أضر بها
تعتبر السياحة ركيزة أساسية للاقتصاد المصري، وقوة دافعة للتنمية الاقتصادية، ولكن القطاع شهد تقهقرا كبيرا خلال السنوات السبع العجاف الماضية، حيث تراجعت كثيرا أعداد السائحين الأجانب، كما عانت الفنادق والمنتجعات السياحية كثيرا بسبب هذا الغياب، وتضرر من ذلك مئات الآلاف من العاملين في قطاع السياحة والفندقة، وقد شكل القطاع حوالي43.9% من إجمالي الصادرات غير السلعية في عام 2012/2013، كما أنه يوفر 20% من النقد الأجنبي، حيث يحتل المركز الثاني بعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج، كما يسهم في زيادة الحصيلة من النقد الأجنبي من خلال الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة، ويسهم بحوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي، تزيد هذه النسبة لتصل 11.3% بإضافة المساهمات غير المباشرة للقطاع، كما يسهم القطاع في توفير فرص العمل حيث يعمل بالسياحة 12.6% من إجمالي العمالة في مصر.
ووفقًا لتقرير المركز المصري للدراسات الاقتصادية، فإن عام 2010 شهد أعلى إيرادات لقطاع السياحة بإجمالى 12.5 مليار دولار، حيث بلغ عدد السائحين خلال آنذاك 14.7 مليون سائح، فيما بلغ عدد السائحين خلال عام 2017، حوالى 7.4 آ مليون سائح، وهو الرقم الأكبر في الأعوام التي تلت الثورة، وبالرغم من ذلك تراجعت مصر بالدول الاكثر جذبا للسياحة، من المركز 18 خلال عام 2010، إلى المركز 75 عالميًا خلال عامآ 2017من بين 136 دولة فى المؤشر. آ آ
وبالرغم من الظروف التي تعرضت لها مصر خلال السنوات السبع الماضية، فإن جاذبية الآثار المصرية القديمة ظلت تداعب أحلام السائحين الأجانب، حيث زادت أعداد الزائرين نحو 40% على أساس سنوي في نهاية سبتمبر الماضي، وفي حال استمر الأمر على هذا المنوال، فإن عدد السائحين سيتجاوز العشرة ملايين للمرة الأولى منذ عام 2012.
من جانبها تخطط الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير بحلول عام 2020، بتكلفة تبلغ مليار دولار، في إطار مجمع أوسع يقام على مساحة 491 ألف متر مربع، على بعد نحو 2 كيلو متر من أهرامات الجيزة وتمثال أبي الهول، كما سيعرض المتحف ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية، من بينها 20 ألف قطعة مميزة لم تُعرض من قبل، إضافة إلى جميع القطع الأثرية التي اكتُشفت في معبد توت عنخ آمون في 1922، والتي يبلغ عددها 5400 قطعة أثرية.
ويعتبر الخبراء أن عدم عودة الرحلات المباشرة إلى شرم الشيخ من قبل بريطانيا وروسيا يعد لغزًا غير مفهوم، رغم الاستقرار الأمني والإجراءات المشددة التي اتخذتها مصر على المطارات وفي كافة الأماكن السياحية لتأمين السائحين، خصوصًا أن دولة كروسيا كانت تشكل حوالي من 30 إلى 40% من السياحة في مصر، وعودة السياحة من تلك الدول بشكل رسمي من شأنه أن يضاعف أعداد السائحين، ويرى البعض الآخر أن الصورة الذهنية التي رسمها الغرب عن مصر خلال الأعوام الماضية يجب أن تتغير حتى تعود السياحة إلى سابق عهدها، لأن الدولة قامت على أرض الواقع بالعديد من التطورات لتنشيط السياحة، وينقصها فقط إيصال تلك التطورات إلى مواطني العالم لتشجيعهم للعودة إلى مصر دون قلق.آ
استقرار
قال علاء الغمري الخبير السياحي وعضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة السابق، أن الوضع الأمني مستقر في مصر منذ أكثر من عامين، كما أن الخدمات والمطارات والفنادق تعمل على أكمل وجه وتقدم أفضل خدمة، وهو ما شجع السائحين للعودة لمصر مرة أخرى، حيث وصلت نسبة إشغالات الفنادق في الغردقة هذا العام قرابة 85% وفي شرم الشيخ إلى 60%، وهي نسبة جيدة جدًا مقارنة بالأعوام السابقة، ومن غير المفهوم إلى الآن استمرار تحذير كلا من روسيا وبريطانيا وألمانيا لمواطنيهم بالسفر إلى مصر، ولا يعود ذلك إلا ربما لأسباب سياسية، فالدول الثلاثة تشكل أكبر مصدرين لقطاع السياحة في مصر، روسيا فقط كان تصدر 3 مليون سائح سنويًا لمصر، وربما لو تراجعت تلك الدول عن قراراتها، لعادة السياحة كما كانت إلى سابق عهدها، عام 2010، حيث وصل مصر آنذاك حوالي 14 مليون سائح، وأتوقع أن تصل نسبة السائحين في مصر إلى 75% مقارنة بـ2010.
وأشار الغمري في تصريحات خاصة لـ"المشهد" إلى أن الإعلام ، ووسائل التواصل الإجتماعي لها دور مؤثر في عودة السياحة مرة أخرى من عدمه، حيث أن هناك جهات إعلامية مترصدة للأحداث التي تجري في مصر، كحوادث وفاة السياح، حيث ينسجون من خيالهم قصص حول الحادث، فحوادث مثل التي تحدث في مصر تحدث في كل أنحاء العالم، لكن في مصر تحديدًا يتم تسليم الضوء عليها أكثر من اللازم،آ وهذا يضر بسمعة الأمن والاستقرار في مصر، وأظن أن هذا من الأسباب الرئيسية لعدم عودة السياحة بشكل كامل مرة أخرى.
صورة ذهنية مغلوطة
علي غنيم الخبير السياحي، انتقد أداء وزيرة السياحة الجديدة رانيا المشاط، لافتًا إلى أن من أسباب عدم عودة السياحة لمصر بالشكل المأمول هو تعاقب وتغيير وزراء السياحة أكثر من اللازم، حيث يأتي كل وزير برؤية جديدة ملقيًا رؤية وخطة من قبله في سلة المهملات ويبدأ من جديد، مؤكدًا أن كافة تحركات المشاط منحصرة في المؤتمرات التوعوية والسهرات والحفلات.
وأضاف غنيم، أن من الأسباب الرئيسية أيضًا هو عدم تغير الصورة الذهنية لدى مواطني العالم عن مصر، حيث ظلت الصورة المرتبطة بالإرهاب والأحداث المأساوية، بالإضافة لعدم وجود خطة إعلامية تسويقية جيدة لمصر في الخارج، وهذا الشق يتحمل مسئوليته كاملاً الوزارة والاعلام،ولكن على أرض الواقع، فإن الدولة عملت جاهدة على عودة الاستقرار للشارع في مطلع عام 2016.
من جهته قال أشرف صحصاح عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن الظروف التي مرت بها مصر تحديدًا بعد ثورة 25 يناير إلى الآن ومصر مازالت في حالة اضطراب سياسي واضطراب أمني، ليس في مصر وحسب بل في المنطقة كلها، وبالرغم من مرور أكثر من 3 سنوات بدون انتخاب مجلس إدارة غرفة شركات السياحة و وكالات السفر، وكانت الإدارة من قبل لجنة تسيير أعمال فقط ليس بيدها اتخاذ قرارات، والذي أضر بالقطاغ قليلًا، لكنه وبالرغم من هذه الظروف فإننا في مصر وصلنا لمرحلة ممتازة في قطاع السياحة، حيث من المتوقع أن يصل عدد السائيحين بنهاية العام حوالي 8 مليون سائح، وهي نسبة غير مسبوقة في الأعوام التي تلت 25 يناير.
وأعرب صحصاح عن تفاؤله من مجلس الإدارة الجديد، مؤكدًا أنه أمام عدة مقترحات لتطوير وتنشيط السياحة، من أهمها هو ما نطلق عليه "صفقة القرن" بالنسبة لنا، وهو مسار العائلة المقدسة والذي يتكون على برنامج رحلة العائلة المقدسة من 25 محطة تبدأ ببداية المسار من الفرما إلى تل بسطة حتى مسطرد ويستكمل المسار ليصل إلى سخا منها إلى وادى النطرون ومن ثم المطرية في القاهرة حيث توجد شجرة السيدة مريم، وهذا من شأنه – مع عدة أنشطة ومقترحات أخرى- أن ينشط كثيرًا من السياحة في مصر وخاصة الدينية، وربما في قدام السنوات تعود السياحة لمصر كما كانت قبل الثورة.
وأعلنت وزيرة السياحة رانيا المشاط أن عدد السائحين في مصر ارتفع بنسبة 40% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 مقارنة بالعام الذي سبقه، ويتعافى قطاع السياحة من الركود الذي بدأ في عام 2011 واستمر مع استمرار الاضطرابات.
---------------------
كتب – عبدالرحمن العربي