تدخل الجيش الإسرائيلي في الأزمة السياسية التي أعقبت إعلان أفيغدور ليبرمان استقالته عن حقيبة الدفاع، وسحب كتلته الحزبية "يسرائيل بيتينو" من الائتلاف الحكومي، وما تلاه من تهديد نفتالي بينيت وزير التعليم بسحب كتلته الحزبية "البيت اليهودي" من الإئتلاف حال رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حمله لحقيبة الدفاع، وقال "لا إئتلاف دون حقيبة الدفاع"، ما يضعف الكتلة البرلمانية الحاكمة ويدفعها لانتخابات مبكرة، حيث أعلن الجيش أنه لايريد بينيت على رأس وزارة الدفاع، مهددا بأنه إذا حدث سيجبره على الاستقالة.
هذا بحسب ما كشفه تقرير لموقع "ديبكا" الإسرائيلي المقرب من الاستخبارات، والذي اعتبر موقف الجيش تدخلًا مباشرا في العملية آآ السياسية التي تجري حاليًّا لتعيين وزير دفاع جديد، ضاربًا بعرض الحائط المداولات التي تجري داخل المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي "الكابينت"، ونقل الموقع نص ماقاله الجيش "الجيش لا يريد وزير التعليم نفتالي بينيت، رئيس حزب البيت اليهودي، على رأس وزارة الدفاع، وإذا حدث وتم تعيينه بالفعل، سيعمل على دفعه للاستقالة من خلال تقويض محاولات تطبيق خططه على أرض الواقع"
ولفت التقرير إلى أن التركيز الإعلامي الحالي، عقب العاصفة السياسية التي أحدثتها استقالة ليبرمان، يتجّه صوب التكهنات التي تشهدها أروقة السياسة الإسرائيلية حول الشخصية التي ستتولى منصب وزير الدفاع، لكنّ هناك عنصرًا واحدًا أساسيًّا يلعب دورًا في مسيرة التعيين، وهو الجيش، ولا سيما رئيس الأركان "غادي آيزنكوت".
وأضاف الموقع أن الجيش بات يتخذ خطواته لتشكيل وعي الشارع الإسرائيلي بشأن منصب وزير الدفاع، وكشف عن أن "جميع المعلومات والتصريحات التي تنشر على لسان السياسيين الإسرائيليين تخضع لرقابة صارمة من قبل الجيش، بحيث يبدو الأمر وكأن هناك سقوطًا سياسيًّا خطيرًا، مدللًا على وجود حملة ممنهجة على المستوى الإعلامي من جانب الجيش، بأنباء تتحدث عن عزمه نشر تقرير حول رؤيته للأحداث السياسية الجارية".
وذكر التقرير أنه عقب تلك الأنباء بدأت مصادر عسكرية، مجهولة الهوية، شن هجوم على المستوى السياسي ضد الحكومة الحالية والكابينت، وعلى السياسات التي اتبعت بحق قطاع غزة، متهمة الحكومة والكابينت بالإفلاس السياسي.
وأفاد مصدر عسكري بأن اجتماعات الكابينت بلا قيمة، وأن المستوى السياسي غير مؤهل لتحديد الأهداف الملقاة على عاتق الجيش في قطاع غزة، وأنه من غير الممكن القيام باستدعاء قوات الاحتياط في كل مرة "حدث ذلك 5 مرات في الأشهر الأخيرة" من دون الذهاب إلى حرب.
وطبقًا لـ"ديبكا"، فإن المستويات العليا بالجيش تتفهم الأسباب التي دفعت ليبرمان للاستقالة، وبالتحديد فكرة أن الحكومة والكابينت يجريان مداولات بلا مضمون، لا تحمل أي قيمة، فيما تأتي القرارات السياسية من خارج غرف الاجتماعات، ولكن في الوقت ذاته يأتي القرار الأخير بأنه لا داعي للحرب، ما يعني أن "حماس لا تشكل خطرًا إطلاقًا على إسرائيل".
ويفضل الجيش حاليًّا بقاء الوضع الراهن، بمعنى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان أيزنكوت هما فقط اللذان يحددان السياسات العسكرية لإسرائيل، وفي حال تغيَّر الأمر، فإن القيادة العسكرية تفضل الذهاب إلى انتخابات مبكرة.