06 - 05 - 2025

عدم تجهيز المواقع يهدد بإلغاء الحج المسيحي لمسار العائلة المقدسة

عدم تجهيز المواقع يهدد بإلغاء الحج المسيحي لمسار العائلة المقدسة

مصير غامض والدولة تجهز 5 مناطق فقط من أصل 64 منطقة أثرية

بعض محطات العائلة المقدسة تخلو من نية تحتيه 

"أوبرا رومانا" المسؤولة عن حج الفاتيكان: مصر لم تقم بتجهيز المسار والبرنامج مهدد بالفشل 

منذ اطلاق دعوة البابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان إلى اعتبارآ مسار رحلة العائلة المقدّسة فى مصر، مزاراً دينياً وحجاً لكل مسيحيى العالم، ودعوته للحجاج الكاثوليك حول العالم والبالغ عددهم أكثر من 2 مليار نسمة، لزيارة المناطق الأثرية التي مكثت بها السيدة مريم وابنها السيد المسيح ويوسف النجار هروبًا من بطش الرومان، وإدراج هذا المشروع ضمن "كاتالوج الفاتيكان" لم يحدث أي تطوير مناسب من قبل الحكومة المصرية لهذه المناطق، حيثآ  تم تجهيز خمسة مناطق فقط من أصل 64 منطقة أثرية مكثت بها العائلة المقدسة

وكشف مصدر مسؤول داخل مؤسسة "أوبرا رومانا" المسئولة عن ملف الحج بالفاتيكان عن عدم تطوير أي نقطة في المسار منذ موافقة باباآ الفاتيكانآ عليه في أكتوبر الماضي، مشيراً أن أول رحلة حج للمسار كانت من المفترض أن تأتي من إيطاليا في شهر يوليو، مشيرًا إلى أن أعمال تطوير البنية التحتية للنقاط الخمس المدرجة ضمن المسار، لم تنتهِ حتى الآن، رغم توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة الانتهاء منها، ولم يتم رفع كفاءة المواقع حتى تكون مستعدة لاستقبال السائحين.

وأضاف المصدر أن البرنامج يشمل الأماكن التي مرت بها العذراء مريم والسيد المسيح بمصر، والآخر زيارة المناطق الأثرية التاريخية من أسوان للقاهرة، وتصل مدة الرحلة 8 أيام، ما زال كثير منها قيد التجهيز؛ مشيرًا إلى أن تأخر العمل يهدد البرامج بالفشل.

مناطق أثرية غير مؤهلة

تقع كنيسة العذراء مريم بمسطرد غرب القاهرة آ في حارة لا تتعدي ثلاثه امتار لا تصلح لدخول سيارة صغيرة تحيطآ  بها منازل متهالكة وتقع في منطقة ضمن الأكثر عشوائية، شوارع ترابية غارقة في مياة المجاري وقمامة تطوق أرجاءآ  الكنيسة الأثرية، فضلا عن أن الطريق بين كوبري مسطرد والكنيسة طوله ثلاثه كيلومترات غير ممهدآ  وتحيطه صخور وقمامة من علي الجانبين وترعه بها نفايات حيوانات.

وسط هذه الفوضى تقع آ الكنيسة الأثرية التي بنيت فى القرن الرابع الميلادي، ودشنها البابا غبريال عام ١١٨٢، وتعتبر ضمن المسار الرئيسي في رحلة العائلة المقدسة، حيث استراحت بها، وشربت من البئر التى تقع بمغارتها وغسلت ثيابها واستحمت منها.

وهناك رأيان، أحدهما يقول: إن البئر كانت موجودة قبل مجىء العائلة المقدسة للكنيسة، والآخر يقول: إن السيد المسيح هو الذى استنبع هذه البئر.

يتكون المبنى الأساسى للكنيسة؛ من صحن يضم فى داخله الهياكل الثلاثة والمغارة والبئر، ويأتى ملايين من محافظات كثيرة وأكثرها محافظات الصعيد للتبرك بهذا البئر المقدس، بالإضافة لكثير من الأجانب يزورون المكان ويشربون من البئر، ويدخلون المغارة ويقومون بتصوير كل ما يتعلقبها.آ 

الأمر لا يقتصر على المسيحيين وحدهم؛ بل هناك مسلمون أيضًا يتبركون بمياه البئر المقدسة، وينذرون النذور لاسم السيدة العذراء، ويشاركون بالاحتفال في عيدها كل عام، بزيارة المغارة وأخذ الماء من البئر للتبرك منه.

يقول المحلل السياسي ميشيل فهمي أن منطقة مسطرد التي يوجد بها كنيسة العذراء مريم والتي تعتبر من اهم المناطق التي مكثت بها العائلة المقدسة غير مؤمنة علي الأطلاق، فضلاً عن عدم وجود طرق جيدة لاستقبال السائحين بسبب الحواري الضيقة والترعة المواجهة للكنيسة والمملوءة بنفايات المصانع والحيوانات الميتة، وهذا يقضي علي المزار السياحي .

بدوره تساءل روماني فهمي، الناشط القبطي، لماذا لا تهتم الدولة بهذا المشروع وتقوم بإزالة المنازل العشوائية، والاهتمام بالمزار السياحي؟ مشيراً ان دعوة بابا الفاتيكان لم تؤخذ بعين الاعتبار، بل اهتمت بالمشاريع العملاقة والقضاء علي العشوائية في مناطق معينة وتجاهلت العشوائية بمحيط المناطق الأثرية، لافتاَ إلى وقوع محاولة اعتداء علي الكنيسة، خلال مولد العذراء السنه الماضية، من خلال انتحاري فشل للوصول للكنيسة وقام بتفجير نفسة أعلي كوبري مسطرد 

"شجرة مريم" طريق الموت

شجرة جميز تتوسط المنطقة، بثلاثة أفرع، ذكرها التاريخ كواحدة من المحطات التي شهدت مسار العائلة المقدسة، يقع البئر المقدس، الذي شربت منه السيدة مريم وتزودت به فترة احتمائها في الشجرة.

وتضاربت الأقوال حول هذه الشجرة، فيرجح البعض أن الشجرة سقطت سنة 1656 نتيجة للوهن الذي تعرضت له، وقام بعض كهنة الآباء الفرنسيسكان بتجميع فروعها وأغصانها، موضحين أن الشجرة الموجودة حاليا، نبتت مكان جذور الشجرة الأولى سنة 1672 ميلادية.

ويقول محمد سالم مشرف الآثار ،أن المكان لا يقصده أي زوار بالرغم من الجهود المبذولة من الدولة لتطويره، مشيرا الى أنه تم ترميمه في بداية الألفية، وتطوع أحد الرسامين الكوريين برسم تخيلي للعذراء مريم وطفلها وهما يستظلان بالشجرة.

تقع كنيسة العذراء مريم في شارع يكتظ بمواقف السيارات والباعة الجائلين فضلا عن العشوائية والقمامه التي تعرقل مواصلة المشي على الأقدام باتجاه الكنيسة.

الشارع الذي تقع الكنيسة فيه اسمه " البلسم" وهو لا يتعدي 5 امتار وعلي جانبيه منازل متهالكة وطرق ترابية ومياة مجاري تطفح طول الشارع وشباب يقفون علي ناصية الشارع يعتدون علي الزوار بكلمات وألفاظ خارجة. 

حارة زويلة 

تقع كنيسة العذراء مريم "حالة الحديد" في منطقة الجمالية بـ"القاهرة الفاطمية" المكتظة بالمحال التجارية والتي يتوافد اليها المواطنونآ  لشراء احتياجاتهم، فضلاً عن عدم وجود بنية تحتية للمنطقة تلائم وضع هذا المزار السياحي في الكنيسة الأثرية بحارة زويلة ضمن مشروع مسار العائلة المقدسة
 ---------------------

كتب - طانيوس تمري