أعلنت الحكومة الإسرائيلية تعليقها المباحثات مع الوسطاء الدوليين والمصريين بشأن "التهدئة" مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء.
وبحسب شركة الأخبار الإسرائيلية، فإنه تقرر تعليق مباحثات التهدئة بعد إطلاق 400 قذيفة خلال 24 ساعة و150 هجمة نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، آآ مضيفة أن "الرسالة الموجهة إلى حماس من خلال وقف المباحثات، هي أنه لا يوجد مجال للحديث الآن، بل تنفيذ عمليات عسكرية وغارات".
ويأتي هذا بينما ينعقد المجلس الوزاري المصغر، كابينيت، في مقر الحكومة، وذلك للتباحث في تطورات الأحداث وتقييم الوضع وسبل الرد والخطوات التي سيتم القيام بها حيال غزة بظل الأوضاع الأمنية.
وفي ذات السياق، قال وزراء في الحكومة وأعضاء في الكابينيت إن نتنياهو لا ينوي الدفع نحو عملية واسعة النطاق أو مواجهة عسكرية في الاجتماع الحالي، ولكن يهدف من الاجتماع تحديث الوزراء والموافقة على خطط على المستوى التكتيكي، ولتحديث النقاط المحورية للهجوم على حماس.
وعلى الصعيد الميداني واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي ولليوم الثاني على التوالي شن غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة، حيث طال القصف صباح اليوم الثلاثاء، العديد من المقار والمنشآت التابعة للفصائل الفلسطينية، كما استهدفت الصواريخ منازل وعمارات سكنية، ليرتفع عدد الشهداء في غزة منذ أمس الإثنين إلى5 شهداء، وعشرات الجرحى جراء العدوان المتواصل لليوم الثاني على التوالي.
آآ وكتب القيادي في حركة حماس عبر "تويتر"، عزت الرشق: "نُجري اتصالات عاجلة مع العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية والمنظمات الدولية لإدانة ولجم تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ووقف عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدافه المدنيين العزل.
في ساعات الصباح الباكر، قصفت طائرات الاحتلال موقعا للمقاومة شمال غربي مدينة خان يونس، كما قصف موقعا للمقاومة في بلدة بيت حانون، وتم إطلاق 8 صواريخ تجاه مبنى سكني بحي الرمال الذي تم تدميره بالكامل. كما أعادت طائرات الاحتلال قصف موقع للشرطة البحرية غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، واستهدفت الغارات مقار للمقاومة جنوبي غربي مدينة دير البلح، فيما أطلقت طائرات الاحتلال المروحية عددا من الصواريخ تجاه موقع للمقاومة بحي الشيخ عجلين، تبعها غارة على موقع للمقاومة في المناطق الغربية لمحافظة خانيونس، كما جددت قصفها لموقع للمقاومة قرب كلية العلوم والتكنولوجيا.
وقصفت بحرية الاحتلال ميناء غزة، واستهدفت العديد من المراكب بزعم استخدامها من قبل فصائل المقاومة. وقال جيش الاحتلال في بيانه لوسائل الإعلام: "استكملت سفن سلاح البحرية استهداف عدة آليات خاصة تستخدمها القوة البحرية التابعة لحركة حماس لتنفيذ هجمات بحرية ضد مواطني اسرائيل وقوات الجيش".
إلى ذلك، تمكنت مجموعة من الشبان من اقتحام موقع "فجة" العسكري شرق غزة، وتم قص 3 أمتار من السياج، واقتحام أكثر من دشمة عسكرية للجيش واغتنام ما فيها، على إثرها خرجت دبابة "ميركفاة" وأطلقت النار باتجاه الشبان.
وفي ظل التصعيد ومواصلة العدوان الإسرائيلي على القطاع، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي: تعليق الدوام الحكومي في الوزارات كافة بقطاع غزة ماعدا المستشفيات وعيادات الرعاية الأولية وجهات تقديم الخدمة المباشرة للجمهور.
كما اجتمعت صباح اليوم، لجنة الطوارئ العليا بوزارة الصحة ولجانها الفرعية في المحافظات لبحث وتقييم الجهوزية والاستعداد في ضوء التطورات الميدانية التي يشهدها قطاع غزة جراء التصعيد الإسرائيلي.
على صلة، قال جيش الاحتلال في بيانه لوسائل الإعلام: "صباح اليوم تم استكمال قصف نحو 50 هدفا لحركتي حماس الجهاد الإسلامي في مناطق متفرقة من قطاع غزة"، وأنه من بين الأهداف المستهدفة نفق هجومي في درج تفح وأربعة مجمعات عسكرية في مدينة غزة وبيت حانون وجباليا وخانيونس ومواقع لإطلاق صواريخ في خانيونس.
كما تم قصف أهداف تابعة للجهاد الإسلامي ومن بينها أربعة مجمعات عسكرية، اثنان في خان يونس واثنان في تل الهوى ودير البلح.
آآ
ومنذ الأمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء، تم وبحسب المتحدث باسم الجيش، استهداف نحو 150 هدفا في قطاع غزة، بالإضافة إلى ثلاثة مباني حكومية تابعة لحماس والتي تستخدم لأغراض عسكرية، على حد زعم المتحدث العسكري.
ووفقا لبيان الجيش، فقد تم صباح اليوم وللمرة الرابعة قصف ما ادعى أنها مقار عسكرية لحماس، قائلا إن مقاتلات للجيش قصفت عمارة تستخدمها قوات الاستخبارات العسكرية التابعة للجناح العسكري لحماس في نشاطات عسكرية تتضمن جمع المعلومات الاستخبارية والبحث والتطوير في الحركة، وقال الجيش إن المبنى يقع في قلب مدينة غزة، بالقرب من المدارس، والمسجد والمرافق الدبلوماسية، وداخله روضة أطفال.