كشف مسؤولون في السلطة الفلسطينية، عن نتائج الدعم الذي تقدمه قطر لحماس، التي قامت بانقلاب2007 على السلطة الفلسطينية لتستأثر بالسلطة في القطاع، واعتبر المسؤولون أن قطر تعزز من النزعة الحمساوية بفصل القطاع في كيان دولة منقوصة السيادة تحت سيطرة حماس.
هذا ويذكر أن قطر تتحرك على الصعيدين الدبلوماسي والمالي مع اسرائيل وحماس لتحقيق ذلك الهدف، ومؤخرا أرسلت قطر مرتبات موظفي حماس داخل القطاع عبر معبر ايريز الإسرائيلي.
وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن تقديم الدعم المالي لحماس في غزة يهدف إلى "تعزيز قدرات حماس وتشجيعها على الانتقال من مربع الانقسام إلى الانفصال وتعطيل جهود المصالحة المصرية".
وقال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس محمود عباس عباس أبلغ المسؤولين في قطر أثناء زياراته إلى الدوحة وزياراتهم إلى رام الله، برفض السلطة ومنظمة التحرير أي دعم مالي قطري لقطاع غزة خشية من النتائج السياسية المترتبة على ذلك، وفي مقدمها انفصال القطاع عن بقية الأراضي الفلسطينية وتمرير "صفقة القرن"، آآ وأن ذلك يعزز انفصال القطاع ويبعد فرص المصالحة.
وقال المسؤولون إن قطر عرضت على السلطة الفلسطينية أن يتم تحويل الأموال والوقود إلى قطاع غزة من خلالها، لكن السلطة رفضت ذلك بسبب قلقها من النتائج السياسية المترتبة على تعزيز حكم حماس في غزة.
وقال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد إن القيادة الفلسطينية أجرت نقاشاً مباشراً مع دولة قطر في شأن إدخال المساعدات إلى غزة عبر إسرائيل، وأضاف آآ في لقاء مع تلفزيون فلسطين الرسمي: "جرى نقاش مباشر مع قطر وقلنا لهم: خطأ أن تدفعوا مساعدات تسمى إنسانية عبر إسرائيل لحماس، لأن هذا سيعمق الانقسام ويعطي مبرراً لإسرائيل لتظل تتجاهل قرارات الشرعية الدولية".
وأشار إلى أن "هدف أي تواطؤ مهما كان شكله، هو إضعاف الموقف الرافض لصفقة القرن من جانب القيادة الفلسطينية وفق قرارات المجلس الوطني والإجماع الوطني، ولكن للأسف، استمع القطريين، وبعد ذلك بنحو 10 أيام، بدأ ضخ المال من دون العودة إلينا".
واضاف الأحمد "لقد عبّرنا علناً عن أسفنا لما أقدمت عليه قطر في هذا المجال، وكنا نأمل منهم أن يكون موقفهم أفضل وأن يكون ملتزماً بقرارات مبادرة السلام العربية وعدم التنسيق مع إسرائيل بهذا الشكل وعدم إقامة أي شكل من أشكال التعاون والتطبيع، قبل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".
ووصف مجدلاني إدخال أموال قطرية إلى غزة مباشرة عبر إسرائيل، بأنه عبارة عن تنفيذ لاتفاق بين حماس وإسرائيل بتمويل قطري، مضيفا "نعتبر أن هذا السلوك سواء من قبل قطر أو إسرائيل تشجيع لحركة حماس على رفض كل أشكال المصالحة، ومواصلة سيطرتها على قطاع غزة، وإقامة كيان سياسي تمهيداً لانخراطها في صفقة القرن"، معتبرا أن "ما جرى يبيّن أن حماس ضحّت بدماء الفلسطينيين في غزة من أجل الدولار".