06 - 05 - 2025

8 أيام على حادث الدير وغاضبون مسيحيون: الدولة تثبت فشلها في حماية الأقباط

8 أيام على حادث الدير وغاضبون مسيحيون: الدولة تثبت فشلها في حماية الأقباط

بكاء ونحيب ووداع، مشهد لأهالي الشهداء، في الجنازة التي أقيمت صباحآ  السبت الماضي، على أرواح الضحايا، في كنيسة الأمير تادرس في المنيا، هنا أم تبكي طفلها الذي قتل بالرصاص بدون ذنب، وهناك فتاتان تبكيان فراق والدهما الذي كان سنداً لهما في الحياة، وهذا شاب يبكي شقيقه الذي كان من أقرب البشر اليه، وفي الناحية الأخرى شابه مسلمة تبكي جارتها القبطية التي لم تفارقها منذ الطفولة ومشاهد مؤلمه شهدتها تشييع جنازة الحادث الإرهابي الثاني في "مدق"دير الأنبا صموئيل بالصحراء الغربية للمنيا .

من مدينة المنيا جنوبا إلى مدخل دير الأنبا صموئيل المعترف شمالا، بطول 80 كيلومترا، فى عمق 20 كيلومترا تجاه الغرب إلى طريق مصر أسوان الصحراوى الغربى، غرب مدينة العدوة، وضعت اللافتات التى تشير إلى مدخل الدير، على جانبى الطريق، وأمام مزارع الزيتون التابعة للدير وحركة السيارات المارة إلى شمال وجنوب الصعيد. تبدأسير الرحلات غرباً الي الدير وتتغول في صحراء الغربية بمسافة تصل الي 20 كيلو متر وسط الصحراء علي طريق ترابي لكي تصل الي الدير للتبارك وإقامة الشعائر الدينيه المسيحية .

لم يتذكر الأقباط وقوع الحادثة الأولي االتي راح ضحيتها اكثر من 20 شخصا العام الماضي في عمل إرهابي غاشم أودي بحياة ابرياء، معتمدين ان الدولة تعلمت من الحادثة الأولى وقامت بتأمين الطريق واستنفار أمني بالمدخل الرئيسي للدير .

دماء وملابس واحذية علي "مدق"الدير

في منتصف المدق حيث وقع الهجوم، أحيطت دماء الضحايا التي جفت على الرمال بقوالب من الطوب الأبيض، وضعتها قوات الأمن. وعلى بعد أمتار في قلب الصحراء، تظهر عربة دفع رباعي متفحمة، قال شهود العيان إنها لمنفذي العملية، وعندما انغرست عجلاتها، تركوها وقاموا بحرقها. وعلى امتداد المسافة بين موضع عربات الضحايا ودمائهم، تناثرت أحذية وصنادل رجالي بصورة عشوائية، ترسم مسار خطوات أصحابها الذين لم ينتبهوا لفقدان مداسهم، قبل أن يفقدوا حيواتهم.

"اللي عمل ده عارف المنطقة جغرافيا، واختار أكتر حتة وعرة في المدق.. وكمان عارف امتى الشبكات هتقطع.. كأنه دارس المنطقة كويس. وعشان مفيش شبكات اتصال، عرفنا من عربية زوار قالوا لنا الحقوا في حادثة كبيرة في نص المدق". يقول أحد شهود العيان لأحد قوات الأمن .

بيشوي فتحي أحد المصايبين قال "الإرهابيين عارفين كويس المكان واعتقد ان حد بلغهم ان فيه رحلات دخلت الدير تعالو اقتلوهم ،علشان كده احنا لما دخلنا مشفناش حد ولا حد كلمنا ولكن لما طلعنا لقيناهم في منتصف منطقة الحادثة الأولى ".

وتابع بيشوي " الأتوبيسات خرجت متفرقة الأول الاتوبيس من سوهاج اللي كان المفروض ينضرب من الارهابيين ولكن الارهابين شافوا ميكروباص جاي والاتوبيس هرب منهم وقفوا الميكروباص عن طريق إطلاق نار عليآ  العجل وبدأوا في اطلاق نار علي داخل الميكروباص ".

"كان أحسن ولادي" قالتها سيدة مسنة افترشت الأرض، أمام فناء مستشفى المنيا العام، قرب باب المشرحة، تنتظر جثمان ابنها، وتقول وهي تبكي وتنوح على فراقه، "لن أراه ثانية"، بعد أن كان ظهراً لي في الدنيا، وسط مئات الأقباط المحتشدين لاستلام جثامين ذويهم الذين لاقوا مصرعهم.

الأقباط غاضبون

عبر عدد من الأقباط عن حالة من الغضب الشديد على تلك الاحداث ومجموعة طالبت بالتظاهر ضد الأمن وسط مطالب بمحاكمة مدير الأمن والمحافظ على التقصير الأمني الواضح في هذا الحادثة. 

قال وائل كمال ناشط قبطي "الرئيس يحتفي بمنتدي شباب العالم في شرم الشيخ والأقباط يقتلون في المنيا وسط عجز الامن عن حمايتهم ولم تكلف الدولة خاطرها في التعلم من الحادثة الأولى ونشر تعزيزات أمنيه حول الدير .

وبدوه قال المحلل القبطي ميشيل فهمي "سببهُ مُخالفة الإجراءات الأمنية، والرغبة الشديدة في تحصيل أموال السبوبة، من المنظمين والأوتوبيسات بالإضافة إلي الربح للأديرة ، وطمع الزوار في البركة، يجب تدخل القيادات الكنسية للتوعية وإتخاذ لوائح تنظيمية للزيارات، مؤكداً ان الدولة تسعي إلى الأموال فقط في منفذ الطريق وليس إلى حماية الأقباط ".