06 - 05 - 2025

"هيثم سعيد" فنان تشكيلي عالمي لاتعرفه بلده مصر ويختبئ داخله مُلحنٌ

حازَ العالَمية قبل أن تعرفه مِصر! واختير ضمن أفضل خمسين فنانا 

كَرَّمته الهند ولندن وأمريكا وفرنسا واليونان والخليج وقريباً إيطاليا

أسَّس مدرسة "صَوْت النّفْس" بعد أن استمع الحُضور لعزفٍ منفردٍ يخرج مِن لوحاته!

إلى الهند دعاه وكرّمه الفنان العالمي "أميتاب باتشان"، وفي "لندن" عزف بلوحة "الرجل والجيتار"عزفاً منفرداً؛ فاستحق أن يطبعوا أعماله الثمانية في كتابٍ و"بروشور"، ولأن بصمته خاصة؛ غير مزيفة؛ وتوقيعه مهمٌ ونادرٌ -كما قال عنه النقاد العالميون-فقد استحق أن يضعوه في مصافّ "بيكاسو" و"دالي"، لتتوالى الإشادة بريشته ورؤاه الفنية الفلسفية؛ فيُكَرِّم ببريطانيا وأمريكا وفرنسا واليونان والخليج، ويحصل على لقب: "مِن أفضل خمسين فناناً عالمياً"، وبعد أسابيع يطير لإيطاليا ليتسلم جائزة "يوليوس قيصر" على مسرح "إليتا" التاريخي، فلم يكن إذن غريباً أن يُبدع مدرسته الفنية الخاصة؛ والتي أطلق عليها: "صَوت النَّفْس" لتدريب البسطاء -فَهُم عنده أهم مِن الأكاديميين- على فتح أبواب العقل الباطن، ليتفاعلوا مع الفن التشكيلي بإحساسهم؛ لأن الإحساس لا يُدرَّس.

"المشهد" في سعيها للكشف عن كنوز الأدب والفكر والثقافة والفن؛ تتبعت رحلة الفنان التشكيلي العالمي المصري "هيثم سعيد"؛ مُذ تفتُّح موهبته في الثامنة مِن عمره؛ ساعة رسَم "الموناليزا" بألوان الزيت، والتي غذّاها بالدراسة في كلية الفنون التطبيقية مما جعلها تسهم -دونما ريب- في صقلهِ أكاديمياً، إلا أن ظروف الحياة تضطر الكثيرين لمغادرة الوطن لتحسين ظروف المعيشة، فيغادر الفنان الشاب وهو في الخامسة والعشرين مِن عُمره ليعمل بالخليج؛ وغُصة بحَلْقه؛ لأن مصر تعجُّ بالمعارض والندوات والحراك الثقافيّ والفنيّ؛ والذي يحرص كل فنان على أن ينهل ويتعلم فيها على أيدي كبار أساتذة الفن التشكيلي بالعالم العربي.

لكن الشاب لم يكن يدرك أن القدَر جاءه ليربتَ على كتفه بشكلٍ مذهلٍ، وأن العالَمية تسعى وراءه أينما حلَّ أو ارتحل؛ بل وقبل أن يعرفه الجمهور المصري بشكل آكِد، فعن طريق "الفيسبوك" يطَّلِع النجم الهندي "أميتاب باتشان" على فنِّه ولوحاته؛ فيدعوه للمشاركة في معرض فني كبير بالهند؛ مواكبةً لتدشين فيلمه السينمائي الجديد "سوارج"؛ ومع ثُلةٍ متميزة مِن مخرجي "بوليوود" يصعد فناننا المسرح ليتم تكريمه، ثم يدعوه "باتشان" لبيته؛ حيث قدم له اللوحة التي أعجبته على صفحته بالفيسبوك.

في لندن وبمعرض "بريك لان جاليري"؛ تدعوه الناشطة الفنية الأمريكية "أنجيلا جاكسون" ابنة الفنان الراحل "وندركوس جاكسون" ليشارك؛ فيُبهر الحضور سيّما بلوحته "الرجل والجيتار"؛ والتي أكد المتلقون أنهم يسمعون عزفاً منفرداً يخرج منها! وهكذا يحطم "هيثم سعيد" المقولة الشهيرة: "ليس لفنان تشكيلي أن يبدع إن لم يختبئ داخله شاعر صغير، لتصبح المقولة: إن لم يختبئ داخله ملحن صغير".

عنه قيل بذات المعرض: (لن نستطيع القول أنَّا نرى "بيكاسو وتكعيبته"، أو "دالي" و سيريالزمه، لكنَّا نرى توقيعاً جديداً مهماً ونادراً)، بعدها تتم دعوته لأمريكا لتكريمه، ثم فرنسا حيث تحتفي به صُحفها، فاليونان ليحصل منها كذلك على دبلومته الفنية، لذا لم يكن غريباً أن يتم اختياره ضمن أفضل خمسين فناناً عالمياً من ستمائة فنان تقدموا بأعمالهم، يعود بعدها ليؤسس مدرسته الخاصة"صوت النفس"، وتعتمد فكرتها على المتلقي وحالته النفسية ورؤيته وبصيرته، مسألةٌ أَشبه بمرآة النفْس،مزجٌ بين السيريالية والتكعيبية والتأثيرية، وذلك من خلال بُعدين تحملهما اللوحة؛ البعد المرئي:والذي يمثل اللون والمساحة وحركة الخط، وغير المرئي: وهو إحساس المتلقي فور أن تقع عيناه على اللوحة فيترجمها حسبما تصادف في هوّى نفْسه،وذلك لأن "هيثم" يرى الفن استجلاباً لمشهد لم يُر مِن قبل؛ يُصدر ذبذباتٍ يتلقاها المشاهد؛ فيتفجَّر داخله الجميل والسيء في طبقات نفْسه.
 ------------------------

استمعتْ لعزف ريشته: حورية عبيدة

لمشاهده أعمال الفنان .. اقرأ على الصفحة الرسمية