ارم نيوز
أنهى الظهور التلفزيوني لنجلي الصحفي والكاتب السعودي الراحل، جمال خاشقجي، الجدل الثائر حول قصة مقتل والدهما، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول 2اكتوبر الماضي.
وأسقط الظهور حملة الاتهامات الموجهة للرياض بالوقوف بشكل رسمي خلف ارتكاب الجريمة عنصراً مهماً ارتكزت عليه في الفترة الماضية، حيث ظهر صلاح وعبدالله خاشقجي على شبكة "سي إن إن" الأمريكية، ومن داخل الولايات المتحدة التي يحملان جنسيتها ويتواجدان فيها حالياً، ليؤكدان ثقتهما بالتحقيقات التي تجريها بلادهما في القضية التي تحظى بمتابعة واهتمام عالمي.
وساد الترقب لأول ظهور لنجل خاشقجي، صلاح، منذ مغادرته لبلاده قبل أكثر من أسبوع متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وما إذا كان سيقف في صف بلاده أم ينحاز لحملة الاتهامات الموجهة ضدها في القضية.
وقال المحلل السياسي السعودي البارز، منذر آل الشيخ مبارك، عقب المقابلة التلفزيونية لنجلي خاشقجي "صلاح خاشقجي ضرب المسمار الأخير في نعش الحملة التي تستهدف المملكة وولي العهد">
وتكتسب المقابلة أهميتها وفق كثير من المعلقين، كونها أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن نجلي خاشقجي يحملان الجنسية الأمريكية، ما يعني أنهما بعيدين عن أي ضغوط قد تمارس عليهما، علاوةً على كونهما أولياء الدم الفعليين.
آآ
وقال صلاح خاشقجي في اللقاء إنه يثق بوعد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم كل الجناة المتورطين في جريمة مقتل والده للعدالة، رافضاً تسييس القضية التي وصلت تداعياتها إلى مطالب بمعاقبة السعودية اقتصادياً.
وأشار الكاتب والصحفي السعودي، غازي الحارثي، للتحول الجذري في القضية، قائلاً "كانت رميةً من غير رامي خدمت بها CNN موقف السعودية في قضية جمال خاشقجي.. قدّمت عبدالله و #صلاح_خاشقجي كمعنيّين بالدرجة الأولى بقضية والدهم على حساب السيدة خديجة ومنحت للعالم فرصة أن يعرف مدى ثقة أولياء الدم بعدالة بلادهم".
ولم تحظى المقابلة التلفزيونية بتغطية إعلامية وتركيز من قبل وسائل الإعلام المعادية للسعودية، على الرغم من كونها نشرت طوال الأيام الماضية سيلاً من التقارير والأخبار التي تستند لمصادر مجهولة عن القضية ذاتها.
وامتنع إعلاميون عرب دأبوا في الأيام الماضية على توجيه الاتهام للرياض في قضية مقتل خاشقجي والتشكيك في التحقيقات التي تجريها المملكة، عن التعليق على الظهور التلفزيوني لنجليه، إذ يناقض تمسك صلاح وعبدالله بالتحقيقات السعودية تلك الاتهامات.
آآ
ويقول مدونون سعوديون في مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم نخب معروفة تضم كتاباً وإعلاميين نشطوا في الدفاع عن بلادهم ضد الاتهامات الموجهة لها في قضية خاشقجي، إن صلاح وشقيقه عبدالله، خيبا آمال كبيرة عقدتها دول تريد تحميل المسؤولية في الجريمة للسعودية، وشنت من أجل ذلك حملة إعلامية واسعة كلفتها مبالغ طائلة.
وقال منصور الخميس، وهو إعلامي معروف، حضر بشكل لافت في التدوين خلال الأسابيع الماضية للدفاع عن موقف بلاده في القضية “#صلاح_جمال_خاشقجي صاحب الشأن في مقتل والده #جمال_خاشقجي بتصريحاته لشبكة “CNN” أفسد مخططاتهم وحملاتهم التي أنفقوا عليها الملايين ليصدق فيهم قوله تعالى "فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون".
ويعزز التغيير الجذري في قضية مقتل خاشقجي، والذي أحدثه موقف نجليه وانحيازهم لبلادهم ضد الاتهامات الموجهة لها، من موقف الرياض التي تعهدت بتقديم كل المسؤولين عن الجريمة للعدالة، لكنها طلبت الانتظار حتى انتهاء التحقيقات التي تجريها النيابة العامة التي أوقفت 18 شخصاً متهماً في القضية لحد الآن.
ومن غير المرجح أن تغيب قضية مقتل خاشقجي عن الاهتمام العالمي ما لم يتم الوصول لجثته ودفنها، لكن موقف الرياض في القضية اكتسب زخماً كبيراً بعد قرار نجليه انتظار نتائج التحقيق المحلي ورفض تسييس القضية، وتركيزهما على أهمية دفن والدهما في مقبرة البقيع كونها رغبته قبل رحيله.