اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، باستغلاله حادث مقتل جنديين تركيين مجمدين، حيث حمل كيليتشدار مسئولية مقتلهما مجمدين مباشرة لأردوغان.
وأثارت وفاة جنديين بسبب البرد الشديد خلال عملية عسكرية بولاية تونجلي السبت الماضي، موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين حملت المعارضة أردوغان مسؤولية الحادثة.
وتساءل مستخدمون عن مدى التدريبات والاستعدادات التي يحظى بها الجنود للعمل في مثل هذا الطقس البارد، في حين طرح آخرون تساؤلات حول عدم "ارتداء الجنود ملابس خاصة مقاومة للبرد".
ولجأ أردوغان إلى جده للدفاع عن نفسه، مقابل الهجمة الواسعة التي انطلقت على التواصل الاجتماعي جراء حادث الجنديين، عندما قال أمام نواب حزبه العدالة والتنمية، حسب ما نقلت صحيفة "زمان" بنسختها العربية، إن الأيام الأخيرة شهدت مقتل جنديين متجمدين، واعتبر أن كيليتشدار أوغلو يحاول استغلال الحادثة.
وقال اردوغان موجها حديثه إلى زعيم المعارضة، بأن جده لقي مصرعه أيضا في "ساريقاميش متجمدا وهو يحتضن بندقيته" خلال حملة ساركامش إبان الحرب العالمية الأولى، ثم عاد ووصف جده بالشهيد حين قال :"هناك من ينالون الشهادة متجمدين أيضا"، وهو الوصف الذي كان قد أثار جدلا مطلع العام الحالي، حين ردت وزارة الدفاع على أردوغان.
آآ
وكانت وزارة الدفاع رجعت، في يناير الماضي، إلى الأرشيف العثماني للرد بطريقة غير مباشرة على أردوغان، الذي اعتبر جده "شهيدا" بعد تجمده حتى الموت، وقالت صحيفة حرييت حينها " إن الوزارة أصدرت بيانا يعلن أن جد أردوغان قضى من جراء البرد خلال خدمته في صفوف القوات التابعة للسلطنة العثمانية بالحرب العالمية الأولى، سجلنا في أرشيفنا أن كمال ابن مصطفى، جد رئيسنا رجب طيب أردوغان كان يؤدي الخدمة العسكرية في هذه السنوات وأنه توفي خلال الخدمة العسكرية"، وأضاف البيان، أنه وفقا لنظام التسجيل العثماني الرسمي، "فإن أولئك فقط الذين قتلوا من قبل قوة العدو المباشر يتم تسجيلهم كشهداء، ولا يتم تسجيل أولئك الذين لقوا مصرعهم بسبب البرد أو الغرق أو الأوبئة كشهداء".
وجاء البيان بعدما قال أردوغان فى خطاب له يوم 9 يناير أن جده كان من بين القتلى خلال حملة ساركامش التي وقعت على حدود الإمبراطورية الروسية بين ديسمبر 1914 و يناير 1915.
وكان أردوغان يتحدث خلال الذكرى السنوية للمعركة التي انتهت بانتصار روسي وآلاف من الخسائر في صفوف جيش السلطنة العثمانية.
وقال "عندما عاد بعض من الأعيان إلى قريتنا من حملة ساركامش، قالوا إنهم رأوا جدي مجمدا حتى الموت وهو حاملا سلاحه في يده، رحم الله أرواح جميع شهداء ساركامش، من بينهم جدي"، في إشارة مباشرة إلى أنه "شهيد"، مما دفع وزارة الدفاع إلى تكذيبه.