عن دار "الرابطة" للنشر والتوزيع، صدر بدولة الإمارات العربية المتحدة. العدد الأول من مجلة "الرابطة الثقافية"، في محاولة جادة لتقديم صحافة ثقافية مختلفة تعيد البهاء لمفهوم المجلة الثقافية الورقية، إذ ينهض الخط التحريري للمجلة على تعزيز مفاهيم التنوير وحرية الفكر والإبداع، مع الحرص على طرح الأسئلة والحفاوة بالجمال في الكلمة والصورة والتصميم.
على ترويسة المجلة، ستجد اسم الشاعر السوري الكبير محمد البياسي، مديرا عاما للمجلة، فيما جاء الروائي المصري والكاتب الصحفي ناصر عراق، مستشارا للتحرير، والشاعر السوري جميل داري مديرًا للتحرير، على أن تكون شيرين يحيى، رئيسًا لمجلس الإدارة.
جاء العدد الأول في 122 صفحة، مقسمة إلى عدة أبواب مختلفة، وكل باب له عنوان خاص يدل عليه، مثل "صحبة وأنا معهم" خاص بالحوارات، حيث ضم العدد الأول حوارات مع الشاعر اللبناني الكبير شوقي بزيع، وحوارًا آخر مع الروائي اليمني محمد الغربي عمران من اليمن، وحوارًا ثالثًا مع سالم عمر سالم مدير مدينة النشر بالشارقة.
أما باب "بيت القصيد"، فيختص بالتحقيقات والملفات، وتحتفل المجلة خلاله بمرور 45 عامًا على رحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، حيث طرح الكاتب الصحفي رحاب الدين الهواري، علي بعض مثقفي مصر ومبدعيها سؤالا جوهريًا منطوقه: ماذا بقي من تنوير طه حسين؟ وطافت المحررة رانيا حسن بمتحف "لوفر أبوظبي" و"القرية العالمية" بدبي، وسجلت مشاهداتها، وأبرز ما يحتويه هذان المعلمان الفريدان.
وأجرى وحيد تاجا تحقيقا مهمًا عن الروائي السوري الكبير حنّا مينة، ودوره المؤثر في تطوير الرواية العربية. كذلك أثار الشاعر والصحفي العراقي الكبير يحيى البطاط سؤالا حرجًا طرحه على مثقفي العراق، وهو: هل هجر العراقيون الشعر بحثا عن جوائز الرواية؟. أما الشاعر والإعلامي المغربي المتفرد ياسين عدنان فتساءل في مقاله: هل يمكن تدريس الشعر؟
وفي باب "عالم الفنون"، أجرى محمد زين العابدين حوار مطولا ومهمًا مع الفنان والناقد التشكيلي الكبير عز الدين نجيب، وقدّم أيمن فكري قراءة ذكية في كتاب "محمد خان" للمصور سعيد شيمي وغير ذلك من الموضوعات المهمة.
كذلك احتوى باب "أمرُّ على الديار"، المتخصص في علاقة الشعراء بالمدن، قراءة في علاقة نزار قباني بمدينته دمشق، وعلاقة شعراء تونس بمدينة القيروان، ولم ينس القائمون على المجلة حفاوتهم بالشعر والقصة القصيرة، فضم العدد الأول قصائد للشعراء الكبار محمد البياسي وأحمد بخيت وجميل داري وحسن الليفاوي وغيرهم، وقصة "مربى ورد" للقاص الكبير إسلام أبوشكير، وقصة قصيرة من الأدب الأفريقي ترجمتها سنية سلمان.
وفي باب "رنين الميديا" عرض لأهم ما يكتبه المبدعون طوال الشهر على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.
أما باب "رحيق المطابع" فيتناول أحدث إصدارات الكتب العربية والأجنبية.
ولم ينسَ القائمون على المجلة أن يشرفوا بدعوة كوكبة معتبرة من المبدعين العرب، ليساهموا بالكتابة في المجلة، فنقرأ في العدد الأول مقالات لكل من: الدكتور صلاح فضل، والدكتورة بروين حبيب، والدكتور نبيل المحيش، ورزان نعيم مغربي، ومنة الله سامي، والدكتور محمد آيت ميهوبي، وسعد سرحان وغيرهم.
وتضمن العدد الأول هدية متميزة عبارة عن كتاب "اعترافات ناقصة" للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، حيث كتب خصيصًا للمجلة قبسات مهمة من سيرته الذاتية.