مابين قول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله عام 1973 "ليس النفط بأغلى من الدم العربي" وانهمار دموع وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف خلال عزف النشيد الإسرائيلي في بطولة العالم للجودو في العاصمة الإماراتية أبو ظبي أمس الأحد، تبدو سنوات ضوئية قد مرت، ويظهر فداحة التغيرات التي حاقت بالمنطقة، أو حاقت بنا كعرب، إذ أن إسرائيل لم تتغير، بل زادت إجراما وعتوا، نحن الذين تغيرنا.
المسجد الذي بني ليكون معلما عربيا وإسلاميا تدنسه الوزيرة الإسرائيلية وسط حفاوة وبسمات من مرافقيها الإماراتيين، الذين ربما يكون آباؤهم أو أعمامهم شهداء في الصراع على الجبهة المصرية أو السورية
لقطات فيديو بثها التليفزيون وتنشرها المشهد في هذا التقرير تُظهر ريغيف وهي تبكي أثناء أداء النشيد الإسرائيلي بعد أن أحرز أحد الرياضيين الإسرائيليين ميدالية ذهبية. ولم لا فعزف النشيد الوطني وحضور وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية المسابقة كانت زمن الشيخ زايد – والد حكام الإمارات الحاليين – خيالا لايمكن لعقل سينمائي أن يبلغه، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها وزير وبعثة رياضية من إسرائيل تحت علم بلادهم في حدث رياضي في الخليج.
رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو هنأ لاعب الجودو الإسرائيلي الذي فاز بالميدالية الذهبية ونشر تغريدة على "تويتر" قال فيها: "جلبت لنا فخرا عظيما حيث تم بفضلك عزف نشيدنا الوطني لأول مرة في أبوظبي".
في الخلفية تبدو أقوال الشيخ زايد "الإمارات تقف بكل إمكاناتها مع مصر وسوريا في حرب الشرف، من أجل استعادة الأرض العربية المغتصبة". "إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر".آآ
وحين سأله أحد الصحفيين الأجانب "ألست خائفا من الدول الكبرى، لقد كنت أول من قطع النفط عن الولايات المتحدة"؟ آآآ أجاب بثقة وعفوية "إننا لا نخاف من أحد، وإذا تسلل الخوف إلى قلوبنا فإننا لن نقاتل دفاعاً عن شرفنا، ونسترد حقوقنا المسلوبة، إن أغلى شيء يملكه الإنسان هو روحه والأرواح بيد الله عز وجل.إن إسرائيل توجه صواريخها إلى الأرض العربية، وتتمركز فيها منذ أكثر من 30 عاماً، والولايات المتحدة تساندها وتدعمها بالسلاح الذي يصل إليها براً وبحراً وجواً وبالمال الذي يدفع لها من الخزانة الأميركية كل يوم بلا حساب، فإلى متى نخاف ونحسب ونخطط ونخشى الخطر؟"
وحذر الاتحاد الدولي للجودو في شهر يوليو الماضي منظمي البطولة من أنه سيلغي المسابقة إذا لم يسمحوا للرياضيين خصوصا الإسرائيليين بالمشاركة على قدم المساواة.وتزامنت زيارة وزيرة الرياضة الإسرائيلية إلى الإمارات التي استهلتها الخميس، مع زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان، وهي الأولى لرئيس وزراء منذ عام 1996.آآ كما وصل وزير إسرائيلي اليومآآ إلى دبي ليمثل تل أبيب في مؤتمر دولي حول الاتصالات.آآ فيماآآ أعلن وزير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتز أنه سيتوجه إلى سلطنة عمان الأسبوع المقبل لحضور مؤتمر النقل الدولي بدعوة من نظيره العماني.آآ كما توجه وفد الجمباز الإسرائيلي إلى قطر للمشاركة في بطولة العالم التي تقام في الدوحة.
ويبدو أن من بقوا على مواقفهم برفض التطبيع مع العدو الذي يقتل أهلنا في فلسطين يتحولون شيئا فشيئا إلى حفريات.
لمشاهدة الفيديوهات .. اقرأ على الموقع الرسمي
ودموع الوزيرة الصهيونية خلال عزف النشيد الوطني الإسرائيلي