08 - 07 - 2025

ماذا قد يضيف أردوغان اليوم في قضية خاشقجي؟

ماذا قد يضيف أردوغان اليوم في قضية خاشقجي؟

تمكنت تركيا التي تدير أزمة اختفاء ومقتل الصحفي جمال خاشقجي، من جذب العالم لما قد يعلنه رئيسها رجب طيب اردوغان صباح اليوم الثلاثاء، فقد اختار الرئيس التركي قبل يومين اجتماعه الأسبوعي، عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، لكتلة حزب العدالة والتنمية البرلمانية كي يتحدث باستفاضة عن القضية، وحديث أردوغان عنها وليس الجهة المختصة بالتحقيق في القضية، يعني أنه سيتم تسييسها واستثمارها على أعلى المستويات.

مساء الأحد قال أردوغان: "لأننا نبحث عن العدالة سنعري الحقائق بكافة تفاصيلها، وليس عبر بعض الخطوات العادية فحسب ، لماذا جاء 15 شخصا إلى هنا؟، ولماذا تم اعتقال 18 شخصاً؟ ينبغي الإفصاح عن جميع تفاصيل هذه الأمور، سأتحدث عنها بشكل مختلف جداً الثلاثاء خلال خطابي أمام الكتلة البرلمانية، وسأخوض في التفاصيل حينها".

ماهي التفاصيل التي سيذيعها أردوغان؟ وهل يعرض الجزء الفني منها؟ هل يعرض تسجيلات وصور وقرائن، أم يرافقه أحد من سلطات التحقيق أو الادعاء العام، وهل من المناسب أن يكون أردوغان أول مسؤول رسمي يتحدث في القضية بعد تسريبات استمرت على مدى نحو ثلاثة أسابيع، دون أن يخرج متحدث تركي بشيء رسمي؟

تصريحات مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تعددت، بعد إعلان السعودية رسمياً مقتل خاشقجي فجر السبت الماضي، واتسمت بنبرة إدانة عالية. وهو ما يعكس المزاج التركي على مستوى الرأي العام وأحزاب المعارضة التي تضغط على الحكومة من أجل إصدار إعلان رسمي.

ولماذا اختار أردوغان اجتماعاً برلمانياً حزبياً وليس مؤتمرا صحفيا، مئات من مراسلي وسائل الإعلام العالمية حضروا إلى اسطنبول لمتابعة القضية، ووصفه البعض بأنه "جيش إعلامي دولي" لايجتمع عادة إلا في الأحداث الدولية الكبرى فهل يمثل ما تملكه أنقرة من أدلة على الجريمة قنبلة تستدعي جذب انتباه العالم بهذه الحرفية الرئاسية ، أم يقول أردوغان ماسبق تسريبه ونشر من قبل مرارا. 

تصريحات غير رسمية جرى تسريبها للصحافة خلال الأيام الأخيرة توحي أن الصورة باتت مكتملة حول الجريمة لدى المدعي العام بعد انتهاء التفتيش في القنصلية وبيت القنصل وتحليل كافة العيّنات وتسلم نتائج التحقيق السعودي التي جرى التكتم عليه بشكل رسمي لتركيا، لكن هل لدى السعودية رواية أخرى لم تعلنها للعالم وأخبرت تركيا بها، سعيا للخروج من مأزق يبدو أنه لن يحل، بل يتصاعد من ذروة لأخرى ربما يكون حديث أردوغان اليوم واحدا من محطاته الفاصلة. 

البعض يعتبر أن "الإخراج الرسمي التركي" للقضية يخصّ الرئيس الأميركي إلى حد كبير، ويضعه في اختبار كبير، وربما في حرج شديد، وحتى لو أرادت تركيا المساومة، فإن السؤال الذي يجعل ذلك عصيا هو: أين جثة خاشقجي، فوحدها تجيب وتحدد صحة الروايات المختلفة من عدمه.