كشفت مخاوف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تغلغل المخاوف الأمنية الإسرائيلية القائمة على أسس الخلفية التاريخية والدينية، الخاصة بهم
ففي ندوة دينية استضافها نتنياهو وزوجته في منزله، حذر نتنياهو من أي مخاطر وجودية قد تواجه دولة إسرائيل، وشدد على ضرورة أن تكون الدولة على أهبة الاستعداد للتهديدات التي تهدد وجودها، لتتمكن بعد ثلاثة عقود الاحتفال بيوم الاستقلال الـ100 للدولة، وكشف عن مخاوفه من تكرار مصير الممالك اليهودية عبر التاريخ قائلا "مملكة الحشمونائيم نجت فقط 80 عاما"، مشددا على أنه يعمل على ضمان أن دولة إسرائيل سوف تنجح هذه المرة والوصول إلى 100 سنة.
ويذكر أن المملكة الحشمونية كانت دولة يهودية مستقلة في فلسطين واستمر بقاؤها لـ77 عاما، وقد تأسست بعد تمرد هشمونائيم وكانت نهايتها مع غزو المنطقة من قبل الإمبراطورية الرومانية.
وبحسب المشاركون في الندوة، فإن تصريحات وأقوال نتنياهو استرعت ولفتت انتباههم، وكانت غير عادية نسبيا مقارنة للنقاش الأكاديمي الذي أعقب الندوة الدينية، ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مشارك بالندوة قوله عن أبرز تصريحاته رئيس الحكومة: "قال نتنياهو إن وجودنا ليس بديهيا وأنه سيبذل كل ما في وسعه للدفاع عن الدولة".
وأضاف: "المملكة الحشمونية دامت 80 عاما وإن علينا بدولة إسرائيل أن نتخطى ونمر هذه الفترة".
وقال مشارك آخر بالندوة بأن نتنياهو لم يتنبأ بانهيار إسرائيل، لكنه قال إنه يجب أن تبقى قوية لأنها دولة ما زالت جديدة العهد.
وخلال المناقشة الدينية التي يستضيفها نتنياهو وزوجته للعام التاسع على التوالي، تحدث رئيس الحكومة إلى المشاركين وقال: "ليس هناك وجود يهودي بدون العهد القديم، كتاب اليهود المقدس، وأعتقد أنه ليس هناك مستقبل يهودي بدون الكتاب المقدس، وهذا هو الأساس الأول والأعلى الذي نقف عليه، فهناك من يسعى ويحاول تدمير أساساتنا، تسعى لذلك عدة جهات التي تستعمل مختلف الأساليب والوسائل، ولكننا يمكن القوة نتصدى ونحبط كافة هذه المحاولات".
وأضاف رئيس الحكومة: "عندما أعدنا بناء السيادة اليهودية هنا في أرض إسرائيل كان هناك من يرتبط بعبارات النبي عاموس عن تأسيس وإقامة "عرش دافيد" الساقطة وما زالت هناك محاولات لإزالتها من وقت لآخر، لكنها حقيقة أكثر حزما من أي وقت مضى".
وخصصت المناقشة التي تلت ذلك لمعاني ودلالات "عيد العرش"، والتعامل مع هشاشة الحياة والفرق بين العريشة المؤقتة والمنزل الدائم، حيث استشهد نتنياهو بذلك وكرر مطالبته للسلطة الفلسطينية الاعتراف بوجود دولة إسرائيل كشرط للسلام.
وقال نتنياهو: "على كل من يتحدث عن عملية سلام أن يتحدث أولا وقبل كل شيء عن ضرورة الاعتراف بدولة إسرائيل، ودولة الشعب اليهودي، ونحن لسنا مهتمين بالمصالحة الوهمية، التي تتصالح فيها الفصائل الفلسطينية مع بعضها البعض على حساب وجودنا".
ولذلك فإننا يضيف نتنياهو "نتوقع أن نرى ثلاثة أمور: الاعتراف بدولة إسرائيل، تفكيك الجناح العسكري لحماس وقطع العلاقات مع إيران، التي تدعو إلى تدميرنا. هذه أمور أساسية، ونحن نقف عليها ".
وقال مكتب رئيس الحكومة ردا على ذلك "رئيس الحكومة نتنياهو يكرس معظم وقته للمسائل الأمنية من أجل ضمان أمن إسرائيل ووجودها وإن المشاكل الأمنية لم تنته بعد".