07 - 07 - 2025

تقرير ليورو نيوز يكشف غير المعلن عن خلفيات وتداعيات اختفاء خاشقجي

تقرير ليورو نيوز يكشف غير المعلن عن خلفيات وتداعيات اختفاء خاشقجي

يورونيوز

استحضرت وكالات أنباء عالمية روايات أصدقاء الصحفي السعودي المفقود جمال خاشقجي، وقالوا أن خاشقجي المقيم بواشنطن، توجه إلى سفارة بلاده بواشنطن لاستخراج أوراق تخص أحواله المدنية، إلا أن السفارة طلبت منه أن يستخرجها من إسطنبول، وحين راجع قنصلية بلاده في إسطنبول، حدد له موعد ثان لاستلام الأوراق، وكان ذاك الموعد هو المحطة الأخيرة حتى الآن في رحلة خاشقجي.

ووصف أصدقاء خاشقجي خوفه الشديد من حكام بلاده، واستهدافه من قبل ولي العهد القوي محمد بن سلمان، خلال الأشهر الأخيرة.

ونقلت "إن بي سي نيوز" عن بارنيت روبن، زميل بارز في مركز نيويورك للتعاون الدولي، والذي التقى خاشقجي قبل 30 عاما تقريباً- قوله إن صديقه كان أميراً، وأضاف أن خاشقجي كتب في رسالة بالبريد الالكتروني في سبتمبر2017، "إن الولد خطير"، مشيراً إلى الأمير، وتابع - حسب روبن - "أنا أتعرض لضغوط من زوجتي وأصدقائي لكي أكون حكيماً، وأبقى صامتاً، أعتقد أنني يجب أن أتحدث بحكمة".

وخاشقجي صحافي مرموق قريب من الدائرة الداخلية للعائلة السعودية المالكة، ذهب إلى منفاه الاختياري في الولايات المتحدة بعد أن حل سلمان محل ابن عمه الأمير محمد بن نايف ليكون ولياً للعهد في يونيو2017، وفي الولايات المتحدة، أصبح خاشقجي مشاركاً في صحيفة واشنطن بوست.

وفي البداية أشاد خاشقجي بمحمد بن سلمان33 عاما، ابن الملك سلمان، على الصعيد الدولي بسبب جهوده لإصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط في بلاده، وتحديث المجتمع التقليدي المتجذر، فقام البيت الأبيض عبر دونالد ترامب بتلميعه، وكانت المملكة العربية السعودية موقع الرحلة الأولى للرئيس.

وبحسب التقرير الذي أعدته كريستينا جوفانوفسكي وسافورا سميث، فقد تركز الاهتمام الدولي في الآونة الأخيرة، على حملة السعودية الواسعة النطاق على المعارضة، رغم أن الأمير يعتقد أنه يتمتع بشعبية في الداخل. شمل التضييق الذي قام به ولي العهد أحكام الإعدام لثلاثة رجال دين بارزين - خطوة غير مسبوقة - واعتقال ناشطي حقوق المرأة.

ونقل أصدقاء خاشقجي أيضاً خوفه الذي لاحقه حتى بمكان إقامته الجديد في واشنطن، وقال أحد الأصدقاء إنه كإجراء احترازي، أراد خاشقجي إرسال رسالة قصيرة، عندما دخل السفارة السعودية في واشنطن وغادرها، وقالت صديقة تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها تخشى من أن السعودية ستحاول تحريف كلماتها لأغراض دعائية "كان خائفاً من الدخول. كان خائفاً حتى في واشنطن".

ويبدو بحسب يورو نيوز، أن اختفاء خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول حدث لأنه كان يبحث عن وثائق تتعلق بالطلاق كان يحتاجها لزواجه المرتقب من امرأة تركية، ووفقاً لما ذكره أربعة أشخاص على حد علمه بأخباره لشبكة إن بي سي نيوز، سعى خاشقجي للحصول على الأوراق المطلوبة من خلال سفارة بلاده لدى واشنطن، ولكن تم توجيهه إلى القنصلية في إسطنبول، مما أثار مخاوف من خطيبته من أن يكون تم استدراجه إلى فخ، حسبما قال أحد أصدقاء خاشقجي.

وبعد الذهاب إلى القنصلية في إسطنبول، طلب منه العودة في يوم آخر، حسبما روى شخصان آخران، وأضافا أن اختفاء خاشقجي كان في زيارة العودة تلك.

رندة سليم، مديرة حل النزاع في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، رأت –حسب NBCNEWS- أنه عندما كان لا يزال في المملكة العربية السعودية تلقى مكالمة من "شخص قريب من محمد بن سلمان ... قال ما مضمونه بشكل أساسي "لا يمكنك أن تغرد، لا يمكنك أن تظهر على شاشة التلفزيون، لا يمكنك الكتابة - بهذه الفترة ".

 

" تغير الوضع بشكل جذري، بعد احتجاز بعض أمراء ورجال الأعمال الأكثر نفوذاً في البلاد في فندق ريتز كارلتون الرياض، في سبتمبر 2017"، أضافت سليم، التي التقت خاشقجي لأول مرة في عام 2012 في حلقة نقاش حول الشرق الأوسط، "أعتقد أنه شعر بعد ذلك أنه لا حدود"، "هناك بعض الخطوط الحمراء التي لم يعبرها الحكام السعوديون في الماضي على وجه الخصوص، عندما يتعلق الأمر بكيفية تعاملهم مع الأمراء، وغيرهم من أفراد العائلة المالكة، وكان يتم عبور تلك الخطوط الحمراء"، وأضافت: "بعد ذلك أصبح مدركاً تماماً أن الأمور ستذهب إلى ماهو أصعب للغاية".

وقالت سليم إن الوضع كان له أثر شخصي كبير على خاشقجي، وكان قلقاً على عائلته في المملكة العربية السعودية. الحكومة فرضت حظر سفر على ابنه، على سبيل المثال، وقالت سليم "لقد كان وحيداً للغاية، لقد غاب عن منزله كثيراً". "لقد دفع ثمناً شخصياً، وكان وزنه شديداً". "وكان يثقل على عقله كثيراً". لكنها رأت إن رغبته في الكتابة تفوقت على حنينه إلى الوطن.

وقالت: "كان من الصعب عليه أن يرضخ للواقع، ويعيش بدون حرية الكتابة والنشر بغض النظر عن العواقب"، وقالت مضيفة إنه عندما رأت خاشقجي آخر مرة في الربيع، توقف عن الذهاب إلى مسجد في واشنطن مرتبط بالحكومة السعودية."

وقبل اختفائه، كتب خاشقجي عموداً عادياً في صحيفة واشنطن بوست، انتقد فيه حبس رجال الدين ورجال الأعمال والأكاديميين، من بين آخرين.

وانتقد خاشقجي الحرب التي قادتها السعودية في اليمن، والتي ساعدت على خلق ما تسميه العديد من منظمات الإغاثة أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، وانتقد الصدع الخطير مع المملكة والدولة الخليجية الأخرى قطر ، والخلاف مع كندا واعتقالها نشطاء حقوق المرأة.

كما كتب خاشقجي عن الصعوبات التي يواجهها السعوديون في منح بعض الحريات، في الوقت الذي يتم فيه إسكاته، كاتبا "هل نعبر فقط عن أصوات متوهجة لقرارات زعيمنا، رؤيته لمستقبلنا، في مقابل الحق في العيش والسفر بحرية - لأنفسنا ولزوجاتنا والأزواج والأطفال أيضًا؟" سأل في عمود كتبه في مايو.

وأضاف: "لقد قيل لي إن عليّ أن أقبل، مع الامتنان، بالإصلاحات الاجتماعية التي طالما دعوت إليها، مع التزام الصمت بشأن مسائل أخرى - بدءاً من المستنقع اليمني، والإصلاحات الاقتصادية المنفذة على عجل، وحصار قطر، والمناقشات حول تحالف مع إسرائيل لمواجهة إيران، وسجن عشرات المثقفين ورجال الدين في العام الماضي".

وذكرت نور حداد، وهي صحفية سورية أجرت مقابلة مع خاشقجي الشهر الماضي في إسطنبول، أنه كان قلقاً أيضاً بشأن الطريقة التي يتم بها استهداف عائلات النقاد، وقالت: "إن ما لم يعجبه حقاً ... كان حملة القمع على المعارضة، وليس المعارضة فقط، بل امتدوا إلى عائلاتهم".