14 - 05 - 2025

محمد صلاح يكشف العرب.. "كانوا يحلمون بالوحدة السياسية يوما.. ففضحتهم كرة القدم"

محمد صلاح يكشف العرب..

دائما ما يتغنى العرب بضرورة وأهمية الوحدة العربية من أجل مواجهة التحديات التي تهدد المنطقة، ولكن يتضح كل يوم أنها مجرد تصريحات وردية، والحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك.

بعيدا عن المجال السياسي، لم يتفق العرب أيضا في المجال الرياضي، بل تخاذلوا وتخاذلوا عن التصويت لمحمد صلاح نجم المنتخب الوطني ونادي ليفربول الإنجليزي، اللاعب العربي والإفريقي الوحيد في جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لاختيار الأفضل "ذا بيست"، وتنافسوا على منح أصواتهم للاعبين الأجانب، وهو ما أهدر فرصة لن تتكرر كثيرا لصنع تاريخ عربي مشرف تتغنى به الأجيال المقبلة في مجال كرة القدم.

ولم يكن ذلك موقفا غريبا أو بعيدا، حيث خذل العرب الأمير الأردني علي بن الحسين في الانتخابات لرئاسة الـ "فيفا" عام 2015، وجاء ذلك في مشهد شبيه بالتصويت على البلد المستضيف لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، والذي كشف عن خذلان عدد من الدول العربية للمغرب، الذي ترشح لاستضافة هذه النسخة، متحديا الثلاثي الأمريكي.

واحتل الدولي محمد صلاح المركز الثالث كأفضل لاعب في العالم خلف البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس الإيطالي، بينما حسم الكرواتي لوكا مودريتش لاعب وسط ريال مدريد الإسباني بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2018، لكن توج صلاح بجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العالم لعام 2018.

وبهذا الإنجاز الجديد يكون الفرعون المصري هو أول عربي وإفريقي يفوز بهذه الجائزة التي يقدمها "فيفا".

وتنافس هدف محمد صلاح مع تسعة أهداف أخرى من أجل الفوز بالجائزة، كان أبرزها هدف كريستيانو رونالدو في شباك يوفنتوس في الدور قبل النهائي بدوري الأبطال الموسم الماضي، وهدف جاريث بيل في ليفربول في نهائي دوري الأبطال.

قوانين التصويت تقول إن الفائز بالجائزة ضمن القائمة الأولية هم 10 لاعبين يحصل منهم 25% على أصوات قادة المنتخبات الأعضاء في منظمة الفيفا، و25% للمدربين، و25% لممثلين الصحف العالمية، بحيث يحصل اللاعب على 5 نقاط للأول و3 نقاط للثاني، ونقطة للثالث + 25% لصوت الجماهير.

وحسب بيانات لائحة المصوتين على هذه الجائزة، فإن هناك 6 أصوات عربية فقط من إجمالي 63 صوتا، رشحت صلاح في المركز الأول، من بينهما 4 لاعبين، ويتعلق الأمر بزميله في المنتخب المصريآ عصام الحضري، والسوري عمر السومة كابتن نسور قاسيون، وعبدول با قائد منتخب موريتانيا، وعبد اللطيف البهداري عميد منتخب فلسطين.

أما بخصوص المدربين، فإن مدربين إثنان فقط هما اللذان صوتا على صلاح، وهماآ آ المكسيكي خافيير أجيري مدرب منتخب مصر، والتشيكي ميروسلاف سكوب مدرب المنتخب البحريني،آ كما أن أن مدرب المنتخب المغربي هيرفي رونار، وقائد الفريق مهدي بنعطية اختارا رونالدو في الصدارة.

وشهد تصويت الإعلاميين العرب عدم إدلاء صوتهمآ آ لصلاح، في المركز الأول ما عدا اليمن، ومصر،آ ولم تصوت 6 دول عربية للدولي المصري، وهم البحرين، والعراق، وقطر، والمغرب، والسعودية، وتونس.

بينما وضعت ليبيا صلاح، في المركز الثاني، وكل من الأردن، عمان، سوريا، الإمارات في المركز الثالث.

ووضعت 10 دول محمد صلاح، في المركز الأولآ آ لتصويت الإعلاميين على جائزة الأفضل في العالم، وهم: جزر العذراء البريطانية، غينيا الاستوائية، مصر، كوسوفا، لوتونيا، سويزلاند، تركيا، جزر توركس وكايكوس، اليمن، بينما لم تصوت 14 دولة عربية على الجائزة.

ومن المتعارف عليه أن التصويت على جائزة أفضل لاعب في العالم، يتم من خلال التنسيق بين المصوتين سواء مدير فني المنتخب وقائد المنتخب وأحد الإعلاميين مع اتحاد الكرة أو الجهة المسئولة عن إدارة الرياضة في الدولة، كون أن هذه الأراء تخرج معبرة عن الجميع.

ورغم أن المستشار تركي آل الشيخ، طالب جميع الدول العربية بمساندة محمد صلاح، من خلال التصويت له للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، إلا أن السعودية لم تصوت للفرعون المصري.

وكتب آل الشيخ عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أطالب كل السعوديين والعرب والجاليات العربية في الخارج والأصدقاء في آسيا وأفريقيا بالتصويت لإبننا النجم محمد صلاح للحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم".

ولكن في موقف غريب ومناقض للتصريحات، رفضت السعودية منح صلاح صوتها في استفتاء الفئات الثلاثة "مديرين فنيين وقائدي المنتخبات والإعلاميين" واكتفت بمنحه نقطة وحيدة.

ففي تصويت المديرين الفنيين للمنتخبات، لم تضع السعودية صلاح في أي من خياراتها الثلاثة، حيث جاء اختيار المدرب الأرجنتيني، خوان أنطونيو بيتزي المدير الفني للسعودية، على النحو التالي (الخيار الأول: ليونيل ميسي، الخيار الثاني: لوكا مودريتش، الخيار الثالث: أنطوان جريزمان(

وفيما يتعلق باستفتاء قائدي المنتخبات الوطنية، رفضت السعودية أيضا منح صوتها لصلاح، حيث وضع أسامة الهوساوي قائد السعودية صلاح كخيار ثالث.

وفي تصويت الإعلاميين، رفضت أيضًا السعودية مساعدة صلاح وحرمته من صوتها نهائيًا، حيث جاء تصويت الإعلامي الرياضي السعودي سلطان المهوس، على النحو التالي: (الخيار الأول: كريستيانو رونالدو، الخيار الثاني: لوكا مودريتش، الخيار الثالث: ليونيل ميسي(

ويأتي ذلك كخير دليل على وحدة العرب المزيفة التي يدعون إليها أمام الكاميرات في الندوات والمؤتمرات الصحفية، لكن الحقيقة تشير إلى عكس ذلك تماما، حتى في أبسط الأمور، وهي كرة القدم، فما هو الوضع إذا في السياسة ؟!
 --------------------

تقرير - عبد العزيز فتحي