تحظى المعارض الاقتصادية ومعارض التوظيف في سلطنة عُمان باهتمام كبير، لما تمثله من منصة متقدمة للتعريف بالفرص الاستثمارية والترويج للسلطنة، ويمكن أن تشكل نقلة في هذا الجانب بالنظر إلى ما تضمه المعارض الاقتصادية من شركات ومؤسسات ترغب في التعريف بمجال عملها وإنتاجاتها وإسهاماتها التنموية، وعرض حاجاتها من الأيدي العاملة، وعدد الفرص التشغيلية التي يمكن أن تتيحها أمام الباحثين عن عمل.
ومن ناحية أخرى تلعب هذه المعارض دورا كبيرا في تعزيز الثقة لدى الكثير من الشباب الباحثين عن عمل وفي تغيير تلك النظرة السلبية تجاه الوظيفة في القطاع الخاص، وتفضيل الوظيفة الحكومية، من خلال التعريف بطبيعة العمل والراتب والترقيات والعلاوات الدورية، والحوافز الأخرى كالجوائز والحوافز وإتاحة فرص التدريب والتأهيل بإدخالهم في برامج خاصة بالوظيفة ومجال العمل.
وتمثل أعمال معرض "مصفاة الدقم للقيمة المحلية المضافة" بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، فرصة لاستعراض العديد من فرص التدريب والتطوير للعمانيين الباحثين عن عمل وفرص الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال فترة تنفيذ مشروع المصفاة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
ووفقاً للدراسات الاقتصادية، يعتبر مشروع مصفاة الدقم النواة الأساسية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، فهو يعد أكبر المشاريع الصناعية التي تقام بالمنطقة، وسوف تصاحب المشروع مشاريع أخرى كمجمع البتروكيماويات وغيرها من المشاريع التي ستكون حافزا للنمو الاقتصادي في السلطنة، وتسهم في إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية والوظيفية، حيث سيعمل المعرض على التعريف بفرص العمل المتاحة للشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية، وفرص التموين المطلوبة من المقاولين، سواء كان للمواد المصنعة داخل السلطنة أو للمواد القابلة للتصنيع في البلد، وكذلك المواد المستوردة من الخارج التي يجب استيرادها عن طريق الشركات المحلية.
وما يعكس قيمة المعرض وأهميته هو أنه يستعرض حوالي 500 فرصة تدريبية مقرونة بالعمل وأكثر من 100 بعثة دراسية داخلية وخارجية، بالإضافة إلى حوالي 190 فرصة للتدريب من أجل التطوير، علاوة على تخصيصه عقودًا وأعمالًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20 بالمئة من إجمالي تكلفة المشروع الذي تبلغ 75ر5 مليار دولار أميركي.
كما يعتبر المعرض داعما لسياسة التعمين وتوطين الوظائف، وللجهود القائمة على تأمين فرص العمل لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، ومساعدتهم على الاستقرار الاجتماعي والمعيشي.
إجمالاً ، تمثل المعارض العُمانية تجربة عملية للحكومة والمؤسسات الاقتصادية والتجارية، والصناعية والاستثمارية، ووسيلة لاستقطاب المهتمين والمستثمرين وذوي رؤوس الأموال من جهة، ومن جهة أخرى لاستقطاب الباحثين عن عمل.