13 - 07 - 2025

بالتفاصيل والخلفيات زينون المقاري توفي مسموما ولم ينتحر

بالتفاصيل والخلفيات زينون المقاري توفي مسموما ولم ينتحر

كشف تقرير الطب الشرعي أن الراهب زينون المقاري الذي يُشتبه أنه انتحر، توفي مسموماً. 

وأفادت تقارير نشرتها مواقع إخبارية قبطية بأن التقرير المبدئي للطب الشرعي عن وفاة الراهب كشف وجود مادة رغوية وقيء مختلفين في فم ومرئ الراهب، فيما طلبت النيابة استعجال التقرير النهائي للطب الشرعي حول أسباب وفاته وسرعة إحضار نتائج تحليل العينات التي تم سحبها من جثمانه.

وكانت الكنيسة المصرية أعلنت الأسبوع الماضي وفاة الراهب زينون المقاري في دير المحرق في أسيوط، جنوب العاصمة. 

والمقاري هو أحد ستة رهبان نقلوا من دير أبو مقار في وادي النطرون، الشهر الماضي، بناء على قرار المجمع الكنسي، إثر مقتل رئيس الدير الأنبا إبيفانيوس نهاية يوليو الماضي، وتورط راهبين داخل الدير في قتله، أحدهما كان قد حاول الانتحار. 

وكشفت التحريات الأمنية أن الراهب عانى حالة نفسية سيئة عقب قرار نقله من دير أبو مقار عقب واقعة مقتل رئيس الدير، ومحاولته العودة إلى الدير مرة أخرى لكن القوانين الكنسية حالت دون ذلك. 

وشُيع المقاري من دير المحرق ودفن في دير الأنبا مقار، بعدما صرحت النيابة بدفنه، عقب انتهاء عملية تشريح الجثمان من قبل خبراء الطب الشرعي.

هذا بعدما عاين فريق من النيابة العامة، برئاسة المستشار عمر محمود المحامى العام لنيابات جنوب أسيوط، حجرة الراهب المتوفى زينون المقارى، وإسمه العلماني شحات فهيم فرج الله، فى دير المحرق بالقوصية، واستمعوا لأقوال رئيس الدير والرهبان.

وبمعاينة القلاية، الغرفة محل إقامة الراهب بالدير، عُثر بداخلها على بعض الأدوية، ولاب توب، وعدد من الهارد ديسك، وحقيبة بداخلها مبلغ مالى قدر تقريبًا بـ٢٠ ألف جنيه، ومن جهتهم أنكر رهبان الدير معرفتهم بمحتويات القلاية حيث أنه غير مسموح لهم بالدخول.

وقال الأنبا بيجول، أسقف ورئيس الدير، فى أقواله للنيابة العامة، إن الراهب زينون المقارى كانت علاقته طيبة برهبان الدير، ولم يتقدم بشكوى، وكانت تتم معاملته أحسن معاملة منذ قدومه للدير وحتى تنيّحه.

وكشف عدد من الرهبان لفريق النيابة العامة، أنهم سمعوا أصوات صراخ من داخل قلايته، ما دفعهم إلى دخولها ليجدوه يعانى ألمًا شديدًا فى البطن، وعلى الفور تم استدعاء السيارة لنقله إلى مستشفى "سانت ماريا"، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة فى الطريق قبل وصوله.

وطلب فريق النيابة العامة من الطب الشرعى، سرعة إرسال التقرير النهائى ونتائج التحاليل لمعرفة الأسباب الفعلية لوفاة الراهب، مع سرعة إنهاء تحريات المباحث وتفريغ محتويات كاميرات الفيديو، وإعداد تقرير مفصل عنها.

وفي السياق يذكر أن البعض حاول أن يربطآ بين حادث موته وشهادته التي أدلى بها في قضية الأنبا أبيفانيوس، وذلك على أساس أن محامى فلتاؤس طالب بشهادته فى المحكمة، التى تنظر فى مصير إشعياء وفلتاؤس المتهمين بقتل الأنبا أبيفانيوس. 

ومذكرة المعلومات فى القضية رقم ١٤٣٢ لسنة ٢٠١٨ إدارى وادى النطرون المحررة فى ١ أغسطس ٢٠١٨، تشير إلى أنه تم سؤال الراهب زينون المقارى، وقرر بأنه غير مسند له أى أعمال نظرًا لسفره إلى الخارج، في فرنسا، وأضاف أنه وحال نومه بالقلاية الخاصة به بتاريخ ٢٩ يوليو ٢٠١٨ حضر إليه عامل المضيفة مبلغًا له بواقعة وفاة المجنى عليه، فتأكد من صحة الخبر من خلال الهاتف وعلى إثر ذلك طالب آ ضيوف كانوا يزورونه بمغادرة الدير. 

هذا مع العلم بأن قرار الإحالة فى القضية، الذى تضمن الإشارة إلى سبعة وعشرين شاهدًا، يخلو تمامًا من اسمه، بما يشير إلى أن جهات التحقيق لم تر فى أقواله ما يجعله شاهدًا رئيسيًا فى القضية. 

وبحسب النص الكامل لأقوال الراهب زينون المقاري حول مقتل الأنبا أبيفانيوس، دار التحقيق على النحو التالى:

س: ما حقيقة عملك بدير الأنبا مقار؟ 

ج: أنا مش مسند لى أى عمل بسبب سفرى إلى الخارج. 

س: منذ متى وأنت متواجد فى الدير؟ 

ج: أنا بقالى عشرين سنة فى دير الأنبا مقار بوادى النطرون. 

س: ما معلوماتك بشأن الواقعة محل التحقيق؟

ج: اللى حصل إن يوم الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٨ كان عندى ضيوف، واحد وزوجته وابنه، وكانوا مقيمين فى سكن عائلات الرهبان بمعرفة الأب المسئول عن المضيفة، فكنت فى القلاية بتاعتى وحوالى الساعة ٨ الصبح، لقيت باب القلاية بيتفتح، وعامل المضيفة جاب لى ورقة مكتوب فيها إن أسقف الدير توفى، وأنا اتأكدت من الخبر ده بالتليفون، وطلبت من الضيوف أن يغادروا الدير، وفعلا غادروا علشان أبونا طلب منى إن إحنا نمشى كل الضيوف الموجودين فى الدير. 

س: متى وأين حدث ذلك؟ 

ج: الكلام ده حصل يوم ٢٩ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٨ صباحًا تقريبًا، وهم بلغونى بخبر وفاة رئيس الدير. 

س: ومن الذى أخبرك تحديدًا بوفاة الأسقف رئيس الدير؟ 

ج: أنا جالى الخادم بتاع أبونا دانيال ومعاه ورقة مكتوب فيها إن إحنا لازم نمشّى كل الضيوف، لأن رئيس الدير اتوفى، واتصلت بعامل السويتش عشان أتأكد من المعلومة. 

س: وما التصرف الذى بدر منك حيال علمك بوقوع الحادث؟ 

ج: أنا ما عملتش حاجة، أنا استنيت حوالى ساعتين ونزلت من القلاية بتاعتى وقعدت بالدير أتكلم مع الرهبان على اللى حصل. 

س: ما علاقتك بالمتوفى إلى رحمة مولاه، وهل ثمة خلافات بينك وبينه؟ 

ج: الأسقف هو رئيس الدير ومفيش اختلافات، مجرد شوية اعتراضات على سياسة قيادة الأسقف للدير. 

س: وما هى تلك الاعتراضات تحديدًا؟ 

ج: كنت معترض إن فيه سياسة محددة للترقيات فى الدير يحددها رئيس الدير، وأنا اتكلمت معاه بشأن هذه الحكاية، وكان بيقول لى حاضر هحاول أحلها. 

س: هل من ثمة خلافات فيما بين المتوفى إلى رحمة مولاه وبين أشخاص آخرين بالدير؟ 

ج: لا. 

س: كيف عرفت ذلك؟ 

ج: لأن رئيس الدير كان طيب ومتسامح مع كل الناس. 

س: ما قولك فيما قرره أحد الرهبان بتحقيقات النيابة بأنك كنت على خلافات مع رئيس الدير المتوفى إلى رحمة مولاه، قمت على إثرها بإنشاء جروب على الواتس آب لانتقاد سياسة رئيس الدير؟ 

ج: أنا مشترك فى الجروب بس، لكن أنا ما أنشأتش الجروب ده. 

س: ومن الذى قام بإنشاء ذلك الجروب تحديدًا؟ 

ج: الراهب صليب المقارى. 

س: ما أسماء وعدد المشتركين بذلك الجروب؟ 

ج: أنا مش متذكر العدد بالضبط بس من الأسماء الراهب أنطونيوس والراهب بيشوى والراهب قزمان والراهب تادرس. 

س: وما الذى كان يتناوله ذلك الجروب تحديدًا؟ 

ج: إحنا كنا بنتبادل حاجات دينية وأمور تخص الدير. 

س: متى تم إنشاء ذلك الجروب تحديدًا؟ 

ج: أنا مش فاكر بالضبط بس هو تقريبًا من سنة. 

س: ما قولك فيما قرره الراهب صليب المقارى بتحقيقات النيابة العامة حال سؤاله عن أسماء الرهبان المعترضين على إدارة رئيس الدير بهذه الصفحة عدم تذكره لذلك كونه لا يتداول على هذه الصفحة بشكل مستدام؟ 

ج: لا هو بالنسبة للراهب صليب مبيدخلش على الصفحة ويعمل كومنتات ومكنش بيبعت صور أو تعليقات أو ترانيم، لكن هو منشئ الصفحة. 

س: وهل ما زلت مشتركًا بتلك الصفحة؟ 

ج: لا أنا طلعت منها امبارح لما لقيت كل أعضاء الجروب خرجوا منها. 

س: وهل من ثمة رهبان آخرين مشتركين بهذه الصفحة قاموا بإلغاء اشتراكهم فيها؟ 

ج: أيوه كل من الراهب أنطونيوس والراهب موسى وأبونا ادرس وكان الراهب إشعياء خرج منها من حوالى شهر. 

س: هل من ثمة خلافات فيما بينك وبين سالف الذكر؟ 

ج: لا. 

س: ما قولك فيما قرره بعض الرهبان بتحقيقات النيابة من وجود خلافات فيما بينك وبينه كونك من المعارضين لسياسته فى الدير؟ 

ج: لا هى مش معارضة لكن هى سياسات لازم نوضحها. 

س: وما هى آخر مرة شاهدت فيها رئيس الدير المتوفى؟ 

ج: من حوالى أسبوعين تقريبًا. 

لم تكن لدى زينون المقارى أقوال أخرى، فوقع على ما قاله وانصرف.

آ