تحرص سلطنة عُمان سنويا على المشاركة الفعالة في المحافل الدولية، لما يمثله ذلك من فرصة لتوثيق عرى التعاون بين مختلف الدول التي تربطها علاقات صداقة مع السلطنة، وفي هذا السياق تأتي المشاركة العُمانية في اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بوفد يترأسه الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي.
وتؤكد عُمان دائما في مثل هذه الاجتماعات على مبادئ وأسس السياسة العُمانية الخارجية، والتي تستند إلى قيم أصيلة تتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام الآخر، وإقامة علاقات يسودها السلام والمودة والوئام.
فسلطنة عُمان تؤمن بأن مثل هذه القيم والمبادئ هي الأساس الراسخ للتقدم؛ إذ أن إقامة علاقات ثنائية من التعاون مع مختلف دول العالم تسهم في تحقيق العديد من المنافع والمصالح المشتركة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تعزيز مسيرة التنمية الداخلية.
ولا شك أن مختلف دول العالم في أمس الحاجة إلى تعزيز قيم التعاون والسلام، في ظل ما تشهده مواقع عدة حول العالم من حروب دامية وصراعات مميتة فضلا عن مناطق الكوارث الطبيعية، الأمر الذي يؤكد على أن تكاتف الجهود من أجل نشر التنمية وبسط مظلة الرخاء والازدهار في العالم.
فالأزمات التي تضرب العديد من دول العالم؛ سواء كانت اقتصادية أم سياسية أم أمنية، كلها تستدعي على الفور التباحث الدولي حولها من أجل العمل على إنهائها والنظر في إمكانية تعديل أوضاع هذه الدول، وهنا يأتي دور منظمة الأمم المتحدة التي تواجه إشكاليات عدة سواء من حيث التمويل أو غياب الآلية الفاعلة التي تضمن استجابة الدول لأية قرارات تصدر عن هذه المنظمة، فضلا عن الإشكالات الكبرى التي تكتنف مجلس الأمن الدولي، وآلية صنع القرار بداخله، والدول صاحبة حق النقض "فيتو" فيه.
ولا شك أن الجهود العُمانية تهدف إلى تقديم الرؤى والمبادرات التي تعمل على تعزيز دور منظمة الأمم المتحدة لتكون منصة حقيقية لنشر الأمن وزيادة التعاون الدولي، وهذا يتطلب جهدا دؤوبا من الدول الأعضاء وإرادة دولية لضمان رخاء الإنسانية جمعاء.