19 - 04 - 2024

مواطن ومخبر وحرامى

مواطن ومخبر وحرامى

ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال الذى يتناول عنوانا لأحد الافلام الشهيرة ولكنى رأيته معبرا جدا للوضع الحالى وللأحداث من بعد يناير وحتى الآن.

)المواطن) أما عن المواطن فهو الرجل الذى قرر العودة من الخارج بعد ان ترك منصبه الدولى وجاء الى مصر حاملا لقطار التغيير بأفكارة المستنيرة التى تدعو الى التخلص من الفساد والاستبداد والعبودية والتى دامت لعقود طويلة عانى من خلالها الشعب ودفع ثمنها الكثير من أبنائه من فقر وجهل ومرض ، حتى ظن البعض أنه لا خلاص ولا ملاذ من هذا النظام المستبد إلى أن جاء المواطن والتف حوله الجميع من الشباب والساسة والمفكرين والبسطاء وقامت الثورة وذهب النظام ولصوصه وظل اعداء الرجل يهاجمونه ويسبونه ولكنه ظل متمسكا بأفكاره ولم يقبل المساومة عليها او التفريط فيها حتى الآن .. لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

(المخبر ) أما عن المخبر الذى لقب بعصفورة النظام أثناء حكم مبارك نظرا لقربه الشديد من أجهزة الامن والذى أصبح بوقا قويا للنظام الحالى ومن أشد داعميه بعد أن كرس حلقات برنامجه الهابط على إحدى القنوات المشبوهه فى مهاجمة ثورة يناير ورجالها فد أصبح كرتا محروقا لا قيمة له بعد ان تم طرده من القناة بسبب مهاجمة الحرامى لعدم انصياعه الى النظام الحالى فى تخصيص جزء من ثرواته لتكون تحت تصرف النظام.

(الحرامى) أما عن الحرامى فقد يطول الحديث عنه لأنه حرامى فى صورة رجل شريف استطاع ان يخدع الكثيرين إبان ثورة يناير وادعى الثورية ولكنه فى حقيقة الامر رجل بلا مبدأ ولا ينظر إلا لمصلحته الشخصية واعماله واستثماراته أو بالأحرى هو رجل يستطيع التكيف مع كل الأنظمة ويستطيع اللعب على كل الاوتار ، طالما ظلت أعماله محصنة وطالما ظلت صلته بالأجهزة الامنية طيبة وطالما ظلت مصلحة الضرائب لا تلاحقه شرط ان يلعب دور الرجل الذى يهاجم الرجعية والتطرف.

وبعد كل ذلك عاد كل شىء الى أصله : فقد عاد المواطن مرة اخرى خارج مصر وعاد المخبر الى دورة المفضل الذى يجيد ممارسته وعاد الحرامى يتهرب من الضرائب مستخدما علاقتة بالأمن ... ولا تزال الثورة مستمرة  !

مقالات اخرى للكاتب

مواطن ومخبر وحرامى





اعلان