11 - 05 - 2025

صحفيون، لسنا إرهابيين

صحفيون، لسنا إرهابيين

صحفيون، لسنا إرهابيين، لم نحرض يومًا على دم، ولم نشجع على قتال، كنا وما زلنا ندين العنف بكل أشكاله، ننحاز إلى ضمائرنا، نقف مع الإنسان، ندافع عنه، ونعمل من أجله، الحرية هي الحلم، والحقيقة غير ذلك.

نعمل في ظروف بالغة الصعوبة، تفاعلنا مع حركة الشارع، في كل الأحداث والفعاليات الكبرى التي مرت بها مصر، نقلنا الحقيقة بكل مهنية وأمانة، نعلم أننا لم ولن نرضي يومًا أقطاب الصراع المحتدم في مصر، لكن لم ننشغل كثيرًا برأي هذا ولا ذاك، فنحن في الآول والآخر صحفيون، ندرك أن الكلمة أمانة، وأن الصحافة هي قاطرة المجتمع، التي تشكل وعيه، وأن القارئ لديه من الذكاء ما يجعله يستطيع أن يميز بين الغث والسمين.

اختلف معنا من اختلف، لكنه كان يشيد بمهنيتنا وبتميزنا و«بنفسنا» المختلف عن باقي الصحف والمواقع الأخرى في مصر ، حققنا في العام الماضي المركز الأول في جائزة التفوق الصحفي، التي تنظمها نقابة الصحفيين، وتلقينا خطاب شكر وتقدير من الهيئة الوطنية للصحافة، وكان ذلك أكبر رد على حملة التشويه التي نتعرض لها.

يعلم القاصي قبل الداني، أننا نتقاضى أجورًا زهيدة مقارنة بالأجور التي يتقاضاها صحفيون في صحف ومواقع أخرى، ويعلم الجميع مصادر دخلنا، فلم نحصل يومًا على جنيه من جهة مشبوهة، اضطررنا غير مرة لتقليص أعداد الصحفيين، بسبب الحصار المفروض علينا، وحجب الموقع في مصر.

نعمل بالحد الأدنى في كل شيء، لكننا متمسكون بمواصلة رسالتنا حتى النهاية، تسعدنا كثيرًا كلمة ثناء، أو عبارة إشادة، خاصة إذا كانت من صحفي متمرس في المهنة، وهذا أعظم مكافأة يمكن أن يتلقاها الصحفي.

لا زلت أتذكر كلمات الأديب الراحل «جمال الغيطاني»، وقت أن كان يرأس تحرير مجلة «أخبار الأدب»، إحدى إصدارات مؤسسة «أخبار اليوم» العريقة حين قال إنه في رحلاته خارج مصر لا يقرأ غير موقع «المصريون».

وعندما أجرينا حوارًا مع الكاتب الكبير الدكتور «عبدالمنعم سعيد» رئيس مجلس إدارة «الأهرام» الأسبق في بداية إصدارنا الورقي في أواخر 2011 كانت وصيته لنا، ألا نهمل أبدًا الموقع الذي يحظى بمتابعة كبيرة من المصريين في دول المهجر.

وقبل أي أحد شهادة قراء «المصريون» التي تطوق أعناقنا، وتجعل رأسنا في السماء، عندما أرى أحدهم يحمل النسخة الورقية في وسائل المواصلات، أبتسم من داخلي، وكأنه يحمل ابني الصغير، وحين يتصل بي قارئ من الصعيد ليسألني لماذا تتأخر في الوصول إلى هناك، أشعر بعبء المسئولية الملقاة على عاتق كتيبة «المصريون».

«المصريون» انطلقت كصحيفة وطنية، بميزانية متواضعة، لكنها استطاعت رغم ذلك وبفضل الله وثقة القراء أن تسبق صحفًا ذات شعبية وجماهيرية في مصر، وأن تحقق معدلات توزيع أعلى منها بكثير، على الرغم من كل ممارسات التضييق والحصار عليها. شكرًا لكل متضامن مع جريدة وموقع «المصريون».
-----------

بقلم: محمود سلطان
رئيس تحرير صحيفة "المصريون"

مقالات اخرى للكاتب

صحفيون، لسنا إرهابيين