إعلام الرياضة والترفيه يسيطر.. وصحافة الصوت الواحد للإنجازات فقط
أنباء عن إيقاف "العاشرة مساء" للإبراشي.. ولميس الحديدي تعود بشكل جديد.. وتوفيق عكاشة على شاشة التلفزيون المصري قريبًا
شهدت خريطة الإعلام المصري تغييرات دراماتيكية خلال الأيام الماضية، ساهمت في تغول الإعلام الرياضي والترفيهي على حساب البرامج السياسية والمباشرة، بإغلاق قناة "أون لايف" وحلول قناة "أون سبورت 2" مكانها، إضافة لإغلاق قناة "دي إم سي سبورت"، في يوم واحد، وإطلاق قناة "بيراميدز" الناطقة باسم النادي الرياضي المملوك لرئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ في يوم واحد، وسيطرتها بشكل كبير على استديوهات القناة المملوكة لشركة "دي ميديا" بمدينة الإنتاج الإعلامي، لتظل بوصلة الإعلام المصري تائهة عن الوجهة التي يريد صناع القرار الذهاب إليها.
وقد ساهمت تلك القرارات المفاجئة للجميع بمن فيهم العاملين بتلك القنوات، في زيادة حصص الرياضة والترفيه المقدمة للجمهور، في مقابل تراجع المضمون السياسي والاقتصادي سواء المباشر أو المسجل، والذي يتناول بالشرح والتحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية وقضايا الرأي العام.
وأتى ذلك بالتزامن مع إفراد برامج التوك شو الصباحية المباشرة مساحات أكبر للحديث عن النماذج الناجحة في المجتمع، واستضافة الشباب من رواد وصغار رجال الأعمال، للحديث عن تجاربهم المختلفة، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر بقناة "دريم" عن وضع إدارة القناة منشورا داخليا بإيقاف برنامج "العاشرة مساء"، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، لحين إشعار آخر.
وربط مقربون من الإبراشي، في تصريحات لـ"المشهد"، بين القرار وبين عدد من الحلقات الساخنة التى قدمها على مدار الأسابيع الماضية، أبرزها حلقة قتيل مدينة الرحاب وأبنائه، وكشفه عن احتمالية تصفية الأسرة بسبب الخلاف على وقف خيري قديم، وكذلك الحلقة الساخنة في الأزمة الأخيرة بين اللاعب الدولي محمد صلاح واتحاد الكرة المصري، والجدل الدائر بخصوصها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتأرجح خريطة الإعلام، حاليا، بين إعلام رسمي شبه غير مؤثر يمثله ماسبيرو ومجموعة الصحف القومية، وإعلام خاص تمثله مجموعة من رجال الأعمال، على رأسهم مجموعة "إيجل كابيتال" المملوكة لوزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد، والتي تضم مجموعة قنوات "أون تي في" وجريدة وموقع "اليوم السابع" بإصداراته المختلفة، ومواقع "دوت مصر" و"عين" و"حصل"، إضافة لجريدة "صوت الأمة"، ومحمد الأمين، مالك مجموعة "سي بي سي"، ومحمد أبو العينين، مالك موقع وقناة "صدى البلد"، وغيرهم، ما يضع جميع الإصدارات المرئية والمقروءة والمسموعة على مسار واحد، لا يمكن الشذوذ عنه.
خريطة جديدة لظهور الإعلاميين
الإعلامي توفيق عكاشة، الذي سطع نجمه عبر شاشته "الفراعين" التي أغلقت بقرار إداري، عاد للظهور مجددا عبر شاشة "الحياة"، لكن عمرو الشناوي، رئيس قطاع الأخبار بالهيئة الوطنية للإعلام، أعلن قبل أيام، أنه قطع إجازته وفي طريق عودته لشاشة التلفزيون المصري، الذي ينتمي إليه، وأنه سيعقد اجتماعات معه خلال الفترة القليلة المقبلة، للاتفاق على خطة العمل، وتغيير جداول العمل خلال الفترة المقبلة، لتجهيز الخريطة البرامجية.
وأشار الشناوي في تصريحات صحفية، إلى أن التلفزيون سيستقبل كذلك عددا من مُذيعي قناة "أون لايف" المغلقة مؤخرا، على رأسهم بشير حسان، قائلًا: "توفيق عكاشة سيكون على الشاشة قريبا.. مينفعش نقول الجدول مزدحم".
وأعلنت إدارة شبكة "سي بي سي"، عودة الإعلامية لميس الحديدي للظهور عبر برنامجها "هنا العاصمة"، بعد أجازة امتدت 3 أشهر، وأنباء عن عدم ظهورها مجددا، إلا أن عودتها هذه المرة جاءت مصحوبة بتعديلات جذرية في طبيعة البرنامج، وتخصيص فقرة أسبوعية خاصة بالبورصة، وفقرة ثابتة عن مجتمع شباب الأعمال، وفقرة أخرى بعنوان "كيف يفكر العالم"، إضافة لتطوير فقرة "هنا الستات".
أما عن أوضاع المعالجات الصحفية بالجرائد والمواقع المختلفة، فتم تحجيمها تماما عن انتقاد أي قرار رئاسي أو حكومي، آخرها حركة المحافظين التي سيطر عليها لواءات الجيش والشرطة السابقون عدا سبعة مدنيين، بعدما كانت مثل تلك الأمور مستهجنة أو على الأقل محل نقاش عبر صفحات الجرائد والمواقع، إضافة لبعض قضايا الرأي العام، التي تتخللها مفاجآت يومية مثل مقتل طفلي قرية ميت سلسيل، بعدما تم فتح الحديث حول علاقة الواقعة بتجارة الآثار، وكذلك مقتل أسرة كاملة بمدينة الرحاب، للسبب ذاته، وسط توقعات بانخفاض نسبة توزيع الجرائد الورقية خلال الفترة المقبلة، لا سيما بعد دراسة الهيئة الوطنية للصحافة زيادة أسعارها، بعد زيادة مثيلة فرضها قرار تعويم سعر الجنيه المصري أمام الدولار قبل نحو عام ونصف.
----------------
كتب ـ محمد سعد