"قش الأرز" ثروة تحترق(3-3)
حلم "البيوجاز" بدأ بمنحة صينية 2004وتوقف 2006 ولجنة توصى بالصيانة 2017
و"البيئة" سنعيد التشغيل وسنتوسع فى إنشاء المصانع.
عرضنا فى الحلقة الثانية تجربة الدانمرك فى إنتاج الطاقة من المخلفات وكذلك تعرضنا لسوق تجارة المخلفات الزراعية وكيف تنتقل من دول أفريقيا لتدفئ بيوت أوربا..ومن تجارب عالميةناجحة لتجارب محلية لم تكتمل فى "العزيزية"محافظة الشرقية و"تمى الأمديد" بالدقهلية.
يُعدُّ مركز "تمي الأمديد" بمحافظة الدقهلية في دلتا مصر، والذي يبعد عن العاصمة القاهرة بحوالي 110 كيلومترات، شاهد عيان على محاولات حكومية مصرية "لم تكتمل" للاستفادة من قش الأرز في إنتاج "البيوجاز"؛ إذ أنشأت مصنعًا لإنتاجه بكفر الأمير التابع للمركز، لكنها سرعان ما أغلقته ليتحول حلم أهالي القرية بالحصول على فرص عمل واستهلاك مجاني يومي للغاز إلى كابوس، وفق ما يقوله محمد عوض - أحد فلاحي القرية-
يضيف عوض قائلًا: "تفاءلنا خيرًا بإقامة المصنع، خَاصَّةً أنه كان سيخلصنا من قش الأرز الذي يُعَدُّ همًّا كبيرًا، ولم يكن أمامنا سوى التخلص منه حرقًا في ظل عدم توافر مكابس أو "أجران" كي نشوِّنه فيها، وبالتالي كنا مهددين دائمًا بعقوبات تبدأ بغرامات مالية وتنتهي بالسجن، لكن للأسف توقف المشروع دون أن يخبرنا المسؤولون عن سبب توقفه".
الشوائب
وتقول آمال عبد الحميد - ربة منزل - "إن أهالي القرية فرحوا جدًّا بالمشروع، وقمنا بتوصيل الغاز الذي تم إنتاجه من قش الأرز إلى بيوتنا، وكان الأمر أكثر من رائع في البداية، لكننا فوجئنا بعد فترة بكثرة توقُّف ضخ الغاز من حينٍ لآخر، وحدوث انسدادات متكررة في التوصيلات بسبب الشوائب، وظهور روائح نفاذة تؤثر على أعيننا وصدورنا وتظهر في الأطعمة التي نطهوها، فضلًا عن أن ضخ الغاز كان ضعيفًا لدرجة أن إعداد كوب من الشاي كان يستغرق أكثر من ساعة، فما بالنا بالطبخ، وفوجئنا بعد ذلك بغلق المصنع تَمامًا، وعلمنا من العمال أن المعدات المستخدمة في المشروع لم تكن على ما يرام".
فريق صيني
يحكي محمد محمود -أحد عمال المصنع- تفاصيل غلق المصنع، قائلًا: بعد مدة قصيرة من بدء المشروع، لاحظنا تعرُّض الماكينات لأعطال كثيرة، وكانت الأعطال تستمر عدة أشهر لعدم وجود قطع غيار، ومنها ماكينة تقطيع القش التي كانت معدومة الكفاءة، وكذلك فرن المصنع لأنه كان مصنوعًا من (الصاج) العادي غير المقاوِم للحرارة والمجهَّز بنظام التبريد بالمياه، مما يجعله عرضةً للتآكل والصدأ، كما أن عملية فلترة الغاز كانت غير متوافرة، ما تسبب في انسداد المحابس، وقدمنا شكاوى كثيرة إلى وزارة البيئة، التي انتدبت فريقًا من الصين لفحصها، وانتهى الصينيون إلى أن العيب يرجع إلى طريقة تعامُل المصريين مع تلك الماكينات، وانتهى الأمر عند ذلك الحد، فبدلًا من إصلاح الماكينات أو تعديل طريقة عملها، أو تدريب العمالة على التعامل مع الماكينات، تم غلق المصنع".
قطعة أرض
من جهته، يقول فايز شلتوت -سكرتير عام محافظة الدقهلية إن فكرة الاستفادة بقش الأرز في المحافظة بدأت بمقترح تقدمت به وزارة البيئة إلى المحافظة؛ للاستفادة من قش الأرز في إطار محاربتها للسحابة السوداء، ولاستخدامه في تخليق الغاز وتوصيله للمنازل على نطاق المحافظة بشرط توفير المساحة المطلوبة لإقامة المصنع، وبالفعل خصصت المحافظة مساحة فدانين بقرية كفر الأمير بمركز تمي الأمديد، وتم تشغيل المصنع تجريبيًّا في عام 2004 بتكلفة بلغت 2.3 مليون جنيه تحملتها وزارة البيئة، ولكننا فوجئنا بتوقُّف المصنع عن العمل في 2006، دون أي تعليق من وزارة البيئة حول قرار الغلق".
ويضيف أنه "تم عقد اجتماع في 17/7/2016 بين مندوبين عن وزارة البيئة والمحافظة لبحث تشغيل المصنع أو استرداد الأرض، وانتهينا إلى إصدار القرار رقم 2860 لسنة 2016، الذي تضمَّن تشكيل لجنة من كلية الهندسة برئاسة محمد غصوب سعفان، وبالفعل عاينت اللجنة الأمر على الطبيعة بتاريخ 8/2/2017، وأفادت بوجود ثقب وتآكُل داخل الخزان الداخلي للغاز، وأن بعض مكوناته تالفة وتحتاج إلى تغيير، وأن الفلاتر الموجودة فيه لا تقوم بعمليات التنقية، كما أجرت اللجنة مقابلات مع بعض أصحاب المنازل المستفيدة من الغاز، الذين أفادوا بأن الغاز كانت تصدر عنه روائح كريهة، وأن تلك الروائح كانت تترك أثرها على الطعام في أثناء الطهي، كما أن عملية الطهي كانت تستغرق مدةً طويلةً جدًّا، وانتهت اللجنة إلى ضرورة إجراء صيانة شاملة لإصلاح الماكينات التالفة أو تغييرها، ومراعاة جودة الغاز الناتج والتأكد من خلوه من الروائح، وتزويد الوحدة بوسائل الأمان التي لم تكن موجودة أصلًا في أثناء تنفيذ المشروع، ومع ذلك لم ترد الوزارة منذ مخاطبتنا لها في 14/2/2017، وحتى الآن لم يتم إعادة تشغيل المصنع، ولا تفكيك آلاته ونقلها إلى خارج الموقع حتى تسترد المحافظة الأرض التي أُقيم عليها المصنع".
ماجرى لمصنع تيمى الأمديد لايختلف عما جرى لمصنع العزيزية وعن المصنعين يقول دصلاح الشريف – مستشار وزارة البيئة - تم إنشاء المصنعين بمنحة من الصين عام 2004 وبعد فترة قصيرة ظهرت مشاكل وإشتكى الأهالى من تسرب روائح كريهة وعدم كفاءة التشغيل وتوقف المصنعين بعد تآكل جسم خزان الغاز رجعنا للجانب الصينى فرد بان التكنولوجيا تقادمت ولابد من شراء التكنولوجيا الجديدة لإعادة التشغيل.
ويضيف الوزارة تدرس إعادة التشغيل مع التوسع فى إنشاء المصانع للتغلب على أزمة الطاقة والتخلص الآمن من المخلفات.
"المفرمة" تواجه "السحابة السوداء"
محمد شهاب – رئيس جهازشئون البيئة- توقع أن يكون موسم قش الأرز هذا العام أفضل لعدة أسباب، انخفاض المساحة المزروعة أرزا إلى أقل من مليون فدان ينتج عنها 2مليون طن قش فقط، إضافة إلى استعانة الوزارة بماكينة جديدة "مفرمة"تتميز بصغر حجمها وقدرتها على دخول المساحات الصغيرة المتناثرة.
وقال: سنتشر المفارم فى حقول الأرز بديلا عن المكابس كبيرة الحجم التى كانت تتطلب نقل القش إليها وهى مسألة مكلفة من حيث الوقت والمال والجهد.
والمفرمة سعرها منخفض وستساعد الفلاح على الاستفادة من القش.
ويشير رئيس جهاز شئون البيئة الى أن التحسن فى "السحابة السوداء"بدءا من عام 2015 حدث بسبب وعى الفلاح بالقيمة الاقتصادية للقش وبعد تدريب الفلاح على إستخدامه فى تغذية الحيوانات وفى تسميد الأرض بعد وضع الإضافات.
وأوضح إن القش الآن أصبح سلعة لها قيمة إقتصادية تجعل الفلاح يفكر قبل أن يشعل فيها النار ملوثا الهواء.
وأضاف إن وزارة البيئة، مع المفرمة صغيرة الحجم، ستواصل ما بدأته فى خلق سوق للقش كسلعة، يكون الفلاح أول مستفيد منها، وبالتدريج ستتخارج الحكومة ووزارة البيئة من منظومة القش وتتركها للعرض والطلب لأن الفلاح سيكون حريصا على كل "قشاية" ولن يشعل فيها النار وهذا مايهمنا كوزارة بيئة.
أما تطبيق الأبحاث العلمية للاستفادة من القش هذا يحتاج لحزمة من الاجراءات والسياسات/ خاصة مايتصل منها بإنتاج الطاقة.
زراعات الأرز "تتقلص"
* مساحة الأرز هذا الموسم 724 ألف فدان و200فدان إضافة إلى 100 ألف فدان تروى بمياه المصارف الزراعية، وإجمالى المساحة أقل من المساحة المزوروعة الموسم الماضى ب300 ألف فدان
المساحة موزعة على 9محافظات إسكندرية والبحيرة والشرقية والدقهلية وبورسعيد والاسماعيلية ودمياط وكفر الشيخ والغربية.
* يتعرض المخالف للعقوبة بموجب قانون الرى والصرف رقم12لسنة 1984 غرامة تبديد مياه فى زراعات مخالفة تصل لـ 3 ألاف و660جنيها عن الفدان، وعقوبة قانون الزراعة المعدل فى إبريل 2018بالحبس مدة لاتقل عن 6 شهور وغرامة من ألفين إلى 6 ألاف جنية
* الأرقام مصدرها وزارة الرى وهى الوزارة المسئولة عن تحديد مساحات الأرز بالتنسيق مع وزارة الزراعة ،والغرض من تحديد المساحة ترشيد إستهلاك المياه وهو ما يصب فى مصلحة وزارة البيئة حيث ينتج عنها تقليل كميات القش الناتجة فكل فدان أرز ينتج عن جمعه 2 طن قش.
-------------------
تحقيق - نجوى طنطاوى.
نشر بتسيق مع موقع للعلم seintificeamerican