08 - 06 - 2025

بالصور ضحية لقمة العيش، حرم من طفولته ليلقي حتفه

بالصور ضحية لقمة العيش، حرم من طفولته ليلقي حتفه

يدفع المستوى الإقتصادي لبعض الأسر، أبناءها في بعض الأحيان إلى ترك مقاعد الدراسة، إما لعجز الأهل عن دفع تكاليف الذهاب للمدرسة، أو لمساعدة أهلهم في مصاريف المعيشة، وكان الطفل إبراهيم، 15سنة، واحد من أبناء تلك الأسر، والذي قرر ترك التعليم واللجوء إلي العمل المبكر، تاركا خلفه اللهو مع أقرانة وكل معالم طفولته، فعمل مع والده سائق ميكروباص تارة ، ومع شقيقه أحمد تارة أخري في مهنة حدادة التسليح، ثم ألتحق بالعمل كسائق توك توك، لدى أكثر من شخص من أهالى المنطقة الذين كانوا يثقوا فيه لأمانته وحسن سمعته هو وأسرته، وعندما لاحظ عمه، شقيق والده، إتقانة في المهنة ورجولته التي زرعت فيه قبل أوانها، قرر شراء توك توك وإعطائه إياه ليعمل به بنطاق الحى والأحياء المجاورة.

وبالرغم من حسن خلقه، وعدم إختلاطه بأصدقاء السوء، لأنه كان يتميز بشخصين يجعل لحياته خاتمة، فبينما كان يعمل على التوكتوك، قام شخصين بإستدارجه بحجة توصيلهما، لمنطقة كورنيش النيل وسط الزراعات، وكانا ينويان سرقة التوك توك، ولكن مقاومتة، دفعتهم لقتلة بإستخدام سلاح أبيض، وإلقاء جثته في الهيش، الحشائش على ضفاف النيل، والإستيلاء على التوك توك وكل متعلقاته الشخصية.

وكان قسم شرطة حلوان قد تلقى بلاغًا، يفيد بالعثور على جثة طفل 15 عاما، بها طعنتين نافذتين بالجسد وتهشم بالرأس، وبإعداد الأكمنة اللازمة تم القبض على المتهمين مختبئين بشقة سكنية بحدائق حلوان محل إقامتهما، وبمواجهتهما أعترفا بإرتكاب الجريمة .

وأكد "دسوقي إبراهيم محمد"، عم المجني عليه، يعمل حداد مسلح ، مقيم بذات منزل المجني عليه،  للمشهد، أن "التوك توك الذي كان يقوده المجني عليه هو ملكي، وقررت شرائه، ليعمل عليه بعد تيقني جديته وحبه للعمل،  ولكنه لم ينجو من غدر الأيام، وبعد إختفائه وتأخره عن المنزل، علمنا بخبر وجود جثة في الهيش، فساد الحزن في قلبي، وقررت الذهاب إلي مكان الواقعة للتعرف علي الجثة، ورفضت مجئ والده معي  لأنه قلبه ضعيف لا يستحمل رؤية ذلك  المشهد، وطوال السير إلي مكان الواقعة، أقوم بالدعاء راجيا ألا تكون جثته، ولكن سرعان مارأيت الموقف المروع الذي كاد أن يقتلني"، وتعرفت علي المجني عليه من خلال ملابسه وسلسلة خرز سوداء كان يرتديها فى رقبته، لأن ملامح وجهه كانت مطموسة بسبب الطعنات التى كانت بوجهه،نحتسبه شهيد فهو توفي مدافعا عن ماله".

ومن جانبه أكد أبن عم المجني عليه، "محمود دسوقي إبراهيم"، 19 عاما، حداد، "إبراهيم مكنش مجرد إبن عمي، كان أخويا الصغير، وهو يتسم بالرجولة والشهامة في زمن أنعدمت فيه الأخلاق بالرغم من صغر سنة، وكان المجني عليه قد حكي لنا موقف  حدث مع أحد ركاب التوك توك، الذي طلب منه توصيله لمنطقة نائية، وحينما وصلوا إلى هناك قال له أنزل وسيب التوك توك، فرد عليه لو هتسرقنى موتنى الأول فتركه وغادر، قائلا له أنا باضحك معاك ربنا يرزقك يارب، وأمه دائما كانت تقول له يا ابنى لو حد هيسرق التوك توك سيبه وأمشى المهم حياتك، ولكنه كان يرفض ذلك، فنتمني كما كسروا قلبنا علي إبراهيم، نطلب القصاص وإعدامهم في أقرب وقت". 

وبدورها قالت أخت المجني عليه هاجر محمد، "إحنا قلبنا أذبح علي إبراهيم، اللي ترك طفولته متمسكا بالعمل، ليتولي مصاريف البيت بعد تعب والده،  وكان يستيقظ يوميا فى حوالى 12 صباحا أو 2 ظهرا، ويستقل توك توك عمه طوال اليوم، يتخلله زيارات متقطعة للمنزل لتناول الغداء أو الإستراحة قليلا، ثم يعاود العمل، ويعود بعد الساعة 1 ليلا وأحيانا نكون نيام فلا نشعر به، غير أنه لا يوقظنا ويدخل غرفته لينام، ونحن نحتسبة من الشهداء الابرياء ونطلب القصاص والإعدام للمتهمين، لكي يرجع حقة ونرتاح، ذاكرة حسبي الله ونعم الوكيل".