01 - 07 - 2025

أبو الغيط: المسلك الإيراني ينذر بتوسيع دائرة النزاع المسلح.. وحماية الأمن العربي تتطلب تكاتف الجميع

أبو الغيط: المسلك الإيراني ينذر بتوسيع دائرة النزاع المسلح.. وحماية الأمن العربي تتطلب تكاتف الجميع

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، تصاعد في وتيرة وحجم التدخل الإيراني في الشؤون العربية، سواء من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لعدة دول بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال دعم بعض الجماعات على غرار جماعة الحوثيين في اليمن.

جاء ذلك ردا على سؤال حول الصراع "الايطالي - الفرنسي" على ليبيا، في حوار أجراه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مع صحيفة "الشرق الأوسط".

وحذر من خطورة وتداعيات المسلك الإيراني في المنطقة العربية، الذي ينذر بوجود نوع من النيات بتوسيع دائرة النزاع المسلح في اليمن وتقويض أي جهد يرمي لتحقيق أي تسوية للأزمة اليمنية، خاصة بعد مدها الحوثيين بالصواريخ الباليستية، ومع ما تمثله من تهديد صريح لأمن واستقرار السعودية وانتهاك لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة في اليمن وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وكذلك الأمر فيما يتعلق بأي تهديد للملاحة في مضيقي باب المندب وهرمز والتأثير على أمن البحر الأحمر.

وأوضح أن هناك لجنة وزارية عربية معنية بموضوع التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية تضم وزراء خارجية كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر وأمين عام الجامعة وهي تجتمع بشكل دوري للتداول حول هذا الأمر.

وعن الملف الليبي أكد الأمين العام، أن الملف الليبي حاضر دائماً في جميع الاتصالات التي أجريها مع الأطراف الدولية، وكذلك في النقاشات التي تشهدها اجتماعات المجلس الوزاري والقمم العربية الأخيرة، وملف له عناصره الخاصة وتعقيداته التي تتابعها الجامعة عن قرب وتسعى للانخراط بشكل فاعل في الاتصالات الدائرة حولها بهدف التوصل إلى تسوية للأزمة في ليبيا.

وتابع :نحن على تواصل مستمر مع مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، وهناك أيضاً اتصالات يقوم بها المبعوث الخاص للأمين العام للجامعة بشكل مباشر مع الأطراف الليبية داخل وخارج ليبيا، إضافة إلى الجهد القائم من خلال اللجنة الرباعية الدولية المعنية بالأزمة الليبية التي تضم الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي، وسيعقد اجتماعها الخامس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأوضح أنه لا يمكنني القول إن هناك ما يمكن تسميته بصراع "إيطالي – فرنسي" على ليبيا، لكن ربما تكون هناك منطلقات مختلفة للدولتين في التعامل مع الأزمة، ونحن في الجامعة حريصون على التواصل مع جميع الفاعلين الدوليين المؤثرين في هذا الإطار لتأكيد الثوابت والمواقف العربية، بما في ذلك ما يتعلق بالخطوات الواجب اتخاذها لإعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى البلاد وضمان عقد الانتخابات خلال الفترة القريبة المقبلة وعودة المؤسسات الدستورية للعمل بكفاءة، وبما يكفل أيضا الحفاظ على وحدة الأرض الليبية وهو هدف شديد الأهمية.

وعن امكانية تطبيق وثيقة حماية الأمن القومي ، قال أبو الغيط، موضوع الأمن القومي العربي يقع في طليعة اهتماماتي كأمين عام للجامعة، وأنا أدرك أهمية أن يترجم الاهتمام بالموضوع إلى عمل حقيقي وفعال وليس مجرد أقوال.

وشدد على أهمية المسألة لأنها مهمة وحيوية لمستقبلنا بصفتنا عربا ولا نستطيع إغفالها أو تجاهلها، لكن كما سبق أن قلت نحتاج إلى بعض الحوارات الصريحة على المستوى المناسب للخروج بنتائج إيجابية، الوضع العربي الحالي واقع تحت تهديدات كثيرة ولا يمكن بصراحة التعامل مع مصدر تهديد واحد باعتباره أولوية وإهمال الباقي، بل لا بد من أن نعمل جميعا وأن يتفهم الجميع أولويات بعضهم، هذا هو فحوى المنهج الذي أتبناه في هذا الموضوع.

وحول عودة المشهد السوري إلى أين؟.. قال الأمين العام، إن هناك متابعة وثيقة ومدققة من جانب الجامعة لما يجري في سوريا من تطورات متلاحقة، الأزمة شديدة التعقيد وعناصرها متشابكة، خاصة في ظل اتساع دائرة تدخل الأطراف الدولية والإقليمية فيها وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، إضافة إلى تدخل إيران وتركيا بشكل عميق في الأزمة.

ونحن على اتصال مستمر في هذا الصدد مع المبعوث الأممي للنظر في كيفية التعامل مع المعطيات المختلفة للأزمة وانطلاقاً من أولويات الموقف العربي في هذا الصدد، التي يأتي على رأسها ضرورة الوصول إلى تفاهمات سياسية بين الأطراف السورية تسمح بعودة الاستقرار إلى كل ربوع الدولة السورية والعمل على حقن دماء أبناء الشعب السوري الذي تعرض لمأساة إنسانية كبيرة.

كما أن التعامل مع اللاجئين السوريين هو أحد موضوعات الأولوية في هذا الخصوص بعد أن مثل مأساة إنسانية واسعة عانى منها الملايين من أبناء الشعب السوري إضافة إلى الملايين من النازحين داخليا.

وردا على سؤاله عن تصريحات الرئيس الأميركي حول العراق وتوصيفه بأنه "لن يعود وبلا مستقبل"؟.. أعتقد أن هذا التصريح به قدر كبير من المبالغة إن لم نقل مغالطة، ورغم ما يعانيه العراق، إلا أن انتصار الدولة والشعب على الإرهاب والجماعات الظلامية هو أمر يبعث على التفاؤل بإمكانية أن تعود الأمور لنصابها الصحيح، خاصة أن العراق دولة عريقة ولديه كوادر بشرية على أعلى مستوى ويمتلك موارد جيدة للغاية.