عندما يكون النظام الحاكم أعمى فى تصرفاته مع المعارضين له، يكون الانغلاق التام هو الخيار الأفضل أمام العقل، وهذا يمثل خطرا شديدا ، ويصب فى مصلحة المتاجرين بالدين والمخربين للوطن.
غالبا ما تنم التصرفات العمياء عن واقع سىء للنظام الحاكم الذى يقوم بها، خاصة وأن تلك النوعية من التصرفات توحى بأن النظام يفتقد للمنطق والحكمة وللعقل فى إدارة اللعبة السياسية مع معارضيه.
كان لابد أن نقول ذلك ونحن نفاجأ بقهر النظام لمعارضيه باعتقالات واتهامات لمعارضين نحسبهم شرفاء، ولايمكن أن تنطلى هذه الاتهامات على شخص منصف أوعاقل، ولكن يبدو أن فوبيا الإرهاب خلقت مجتمع غير عاقل، بشكل يسهل على النظام إقناع الناس بأن الأبيض أسود وبأن الأسود أبيض، وبأن الوطنى خائن، وبأن المسالم إرهابى، ويساعده على ذلك إعلاميون أدمنوا نفاق الحاكم، سواء بمقابل أو بلا مقابل .
كل الأنظمة الحاكمة التى افتقدت إلى الحكمة وإلى المقاربات السياسية مع خصومها ومعارضيها السلميين، فعلت ذلك بسبب الضعف والهوان، وكانت نهايتها الضعف والهوان، وهو ما يجب الانتباه إليه قبل فوات الأوان، خاصة وأن القبضة الأمنية الصارمة قد تكون ناجزة ومطلوبة مع المجرمين والإرهابيين، ولكنها لا تؤتى أكلها مع المعارضين السياسيين، وبالأخص عندما يكونوا سياسيين شرفاء، حتى ولو بدا للناظرين أنها تأتى أكلها فى اللحظة الآنية، فالعبرة بما هو قادم على ضوء تلك السياسات، لا بما هو حاضر أو آنى.
هذا الكلام أتمنى أن يدركه وأن يتفهمه أى نظام حاكم فى العالم يحتكم إلى منطق العضلات فى تعامله مع معارضيه، فالاحتكام إلى العضلات ينم عن ضعف ولاينم عن قوة، حتى فى العلاقات الإنسانية، فإن التهور والغرور والصلف فى تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان كلها تعد دليل ضعف لا دليل قوة.
السؤال الذى أطرحه الآن، وأخصص له جائزة كبرى لمن يستطيع الإجابة عليه، "عن أى نظام حاكم أتحدث ؟ السعودى .. الإيرانى .. السودانى .....؟".
----------------
بقلم: سعيد نصر