01 - 06 - 2025

معصوم مرزوق

معصوم مرزوق

السفير معصوم مرزوق نوع من السياسيين النبلاء، حسني النية والطوية، رجل يقول ما يعتقده تماما ويتصرف بطريقة عفوية، صادق في ردود افعاله وفي تعبيره عما يرى تماما، حتى لو خالفت قناعاته قناعات اقرب المقربين له، عايشته في العديد من المواقف، فكان نبيلا وصادقا ودخلت بيته الذي تحول دخوله لتهمة تطارد الصديق العزيز والنبيل رائد سلامة، في أكثر من موقف، كلها كانت محاولات صادقة منه لفتح نقاش جاد حول ما يجري وسبل توحيد المواقف من قضايا هامة، وكان مستعدا لقبول كافة الاراء مهما خالفته أو اختلف مع اصحابها.

عرفته كصحفي وقت حملة حمدين صباحي واقتربت منه وقت مشاركته في فريق الدفاع عن مصرية تيران وصنافير، وتشاركت معه في الكثير من الحوارات قبيل الانتخابات الرئاسية، وبعد مبادرته الأخيرة، ناقشته في الكثير من المواقف، كان يستمع بانصات مهما كانت درجة الخلاف في الراي معه، لكن محركه الوحيد في كل الأوقات كان الدفاع عن حق هذا المجتمع في الحرية والكرامة والعدالة، وكان دائما يعبر عن نفسه وعن رؤاه، ويدرك ان هناك على الطرف الآخر من يمتلك نفس حلمه حتى لو خالفه في رؤيته أو في بعض طروحاته.

في كل اقتراب منه ومهما اختلفت المسارات والرؤى، كنت دائما أدرك نبل أهدافه ومقاصده وإيمانه بها، وفي الوقت نفسه استعداده لتطوير هذه الرؤية بشكل مستمر.. 

دائما كان سعادة السفير المقاتل القادم إلى ملعب السياسة يعتز بكل دور أداه ولا تفارقه روح المقاتل الذي شارك في الدفاع عن الارض المصرية وقت حربي الاستنزاف واكتوبر ويستحضره دائما، وفي الوقت نفسه ظل دائما حريصا ومتمسكا بالاطر القانونية والدستورية التي تشربها وقت عمله كدبلوماسي.

إلى (الرجل الطيب)، - كما كنا دائما نسميه - وإلى اسرته التي تؤمن به، وإلى الصديق رائد سلامة وكل رفقائهما في المحنة الأخيرة، لا نملك الان إلا الاعتذار لكم جميعا، ولكل من يدفعون ثمن رؤاهم وتعبيرهم السلمي عنها.. اعتذار عن أحلام لم ندركها معا، وعن عجز يلازمنا في معارك الدفاع عن حق الجميع في وطن حر وعادل، وفي التعبير عن رأيه بحرية.

مقالات اخرى للكاتب

معصوم مرزوق