أظهرت بيانات جمركية تراجعاً حاداً في واردات الصين من الحبوب في يوليو، بعدما فرضت بكين رسوماً باهظة على الشحنات من الولايات المتحدة وسط صراع تجاري متفاقم، ووفقاً للأرقام الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك .
واشترت الصين 220 ألف طن من السورجم، الذرة البيضاء، في يوليو بانخفاض 62.5 %، من 588 ألفاً و364 طناً قبل عام.
وجاءت الأرقام أقل أيضاً من مستوى يونيو البالغ 450 ألف طن عندما اقتنص المشترون الشحنات الأميركية وسط تخفيف مؤقت للتوترات التجارية الصينية الأميركية.
وأظهرت الأرقام أيضاً أن الصين اشترت 330 ألف طن من الذرة في يوليو بتراجع 63.7 % على أساس سنوي، وبلغت مشتريات القمح 140 ألف طن والشعير 600 ألف طن، في المقابل سجلت واردات السكر 250 ألف طن بزيادة أكثر من 300 %.
وتبادلت واشنطن وبكين فرض رسوم جمركية على رزمة كبرى من المنتجات، بدءاً بالدراجات النارية "هارلي ديفيدسون" وصولاً إلى قطع غيار وآلات صينية، وفرضت الولايات المتحدة أمس، رسوماً جمركية نسبتها 25 % على سلع صينية إضافية بقيمة 16 بليون دولار، ليتجاوز بذلك عددها ألف سلعة تمثل نحو 50 بليون دولار من التجارة سنوياً.
وردّت الصين بفرض رسوم مماثلة على مئات السلع الأميركية، ليرتفع إجمالي قيمة السلع المتبادلة إلى 100 بليون دولار، أي سُبع التجارة الأميركية - الصينية الإجمالية السنوية.
ومن بين السلع الصينية الأكثر تضرراً بالرسوم أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات والآليات، وتشمل 1.1 بليون دولار من وحدات معالجة البيانات، إحدى مكونات الكمبيوتر، وسلعاً بالقيمة ذاتها من الإلات الكهربائية.
وثاني أكبر الضحايا هي سلع بـ700 مليون دولار من الدوائر الكهربائية المتكاملة، و500 مليون دولار من الخلايا الشمسية و400 مليون دولار من أقراص وشرائح الذاكرة للكمبيوتر.
وعلى لائحة أهداف الحرب الأميركية، ماكينات حلب الأبقار ومسجلات بيانات الطيران وأنابيب الأشعة السينية والجرافات والمصابيح القوسية إضافة إلى الدراجات النارية.
وتبلغ قيمة أكبر خمس سلع صينية مستهدفة 9 بلايين دولار، إلى جانب عشرات السلع التي لم يتم تصديرها، أو بكميات قليلة جديدة، خلال العامين الماضيين.
ومن السلع التي تطالها الرسوم لكن من غير المرجح أن تؤثر فيها فعلياً، الطائرات والمروحيات وأنابيب المايكروويف وقطع مفاعلات نووية ومناظر التلسكوب والقاطرات والإطارات المجددة.
ومن المفارقة أن السلع التي استهدفتها الولايات المتحدة تدخل في معظمها في صناعة منتجات أخرى وتصنعها في الصين شركات متعددة الجنسيات وتستوردها شركات مقرها الولايات المتحدة، فيما تتجنب التدابير شركات صينية، وفق محللين.
وفرضت الصين رسوماً على منتجات زراعية أميركية وسيارات في يوليو الماضي، ورسوماً جديدة أمس على أكثر من 300 من السلع الأميركية.
والإجراءات الصينية الأخيرة تستهدف 333 من السلع الأميركية المستوردة من السيارات الكهربائية الهجينة والسيارات الرباعية الدفع والفحم وشاحنات نقل مواد البناء والإسفلت وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والدراجات النارية وسواها.
وسيكون على "هارلي ديفيدسون" رفع السعر الصيني لدراجتها النارية الشهيرة 20 % على الأقل، وفق مسؤول في أحد المتاجر في بكين.
ويضاف ذلك إلى لحم البقر الأميركي وأصناف عدة من الأسماك وعشرات الفاكهة والمكسرات التي فُرضت عليها رسوم في يوليو.
والأكثر إيلاماً هو على الأرجح الرسوم على فول الصويا الأميركي الذي يمثل شريحة كبيرة من صادرات المزارعين الأميركيين، إذ بلغت تلك الصادرات إلى الصين العام الماضي 14 بليون دولار.