يشهد يوم ١١ سبتمبر 2018، القادم، ميلاد السنتين الهجرية والقبطية، حيث سيوافق 11سبتمبر القادم مطلع شهر "توت" للعام القبطي الجديد 1735، كما سيشهد مطلع شهر "محرم" للعام الهجري الجديد 1440.
والتقويم القبطي هو التقويم الفرعوني أو المصري القديم، الذي بدأ عام 4241 قبل الميلاد، وهو مطلع السنة 6296 فرعوني، أو مصري قديم، للسنة 1735 قبطية.
وعلى الرغم من تراجع الاهتمام بالتقويم القبطي، إلا أنه يظل مستخدما لتحديد مناسبات الكنيسة الأرثوذكسية التي امتد نفوذها من الإسكندرية في مصر، إلى بلاد الحبشة، إثيوبيا وبعض إريتريا وجيبوتي حاليا.
وعدد شهور السنة القبطية 12 شهرا و"شهر صغير" يسمى النسيء، وهي أيام تكمل السنة وربما كان أصل تسميتها كأنها "نسيت"، وهي بالتحديد 4 أيام من 6 إلى 10 سبتمبر.
وشهور السنة القبطية تبدأ بتوت، ثم بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى، وتعود أسماء تلك الشهور في الغالب إلى أسماء آلهة وأعياد دينية فرعونية منذ آلاف السنين، تم تحويرها على مدى قرون إلى أن استقرت على هذه الأسماء القبطية.
حتى عقود قريبة، وربما إلى الآن في بعض المناطق، يستخدم الفلاحون المصريون هذا التقويم فقط في حياتهم لارتباطه بالزراعة: من فيضان النيل وجفافه إلى زراعة المحاصيل وحصدها، لكن مع تقدم تقنية الزراعة واستخدام الآلات وتنوع المحاصيل -بدلا من المحاصيل الحقلية التقليدية- تراجع استخدام الشهور القبطية.
ومن أشهر الأمثال المرتبطة بالأشهر القبطية الفرعونية:
توت: "إروي ولا تفوت"، أي أن الري ولو كان كثيرا لا يضر الأرض.
بابه: "خش واقفل الدرابة" أي اغلق الأبواب والمنافذ جيدا استعدادا للبرد مع قدوم الخريف.
هاتور: "أبو الدهب منثور" أي اصفرار محصول القمح في الحقول مع قرب حصاده، وكذلك "إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور".
كيهك: "صباحك مساك شيل إيدك من غداك وحطها في عشاك" كدليل على قصر النهار في هذا الوقت من السنة.
طوبة: "تخلي الشابة كركوبة" أي من شدة البرد تصبح الصبية وكأنها عجوز، لانحنائها بحثا عن الدفء.
أمشير: "يفصص الجسم نسير نسير" و"أمشير يخللي جسمك ع الحيط نسير"، أي أن رياحه العاتية تكاد تمزق الأجساد، وأيضا "أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير".
برمهات: "روح الغيط وهات"، أي اذهب إلى الحقل واجمع ثمار المحاصيل.
برمودة: "دق العامودة"، أي تجهيز درس القمح بعد حصاده، وكان ينصب عامود في وسط "جرن" لذلك.
بشنس: "يكنس الأرض كنس"، أي ما بعد الحصاد وخلو الحقول من آثار زراعتها.
بؤونة: "تنشف الميه من الماعونة" أي تتبخر المياه من الأواني من شدة الحر، و"بؤونه نقل وتخزين المونة".
أبيب: "فيه العنب يطيب" أي شهر حصاد الكروم.
مسرى: "تجري فيه كل ترعة عسرة"، أي تزيد مياه فيضان النيل فتغمر حتى القنوات الصغيرة الجافة طوال العام. وهو أيضا شهر اشتهر عند الفلاحين قبل عقود بأن الحمير تتوالد أو تنفق فيه كثيرا.
أما التقويم الهجري، فيعتمد الدورة القمرية ويستخدمه المسلمون خصوصاً في تحديد المناسبات الدينية.
والتقويم الهجري أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب، وجعل هجرة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12ربیع الأول، الموافق 24 سبتمبر عام 622م، مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري لكنه مركز أساسا على الميقات القمري الذي أمر الله في القرآن بإتباعه تبعاً للأية 36 من سورة التوبة "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"، وأما الأربعة الحرم فهي الأشهر القمرية رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ولأن الله نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية.
وأول یوم هذا التقویم الجمعة 1 محرم 1 هـ، الموافق 16 يوليو عام 622ميلادية.
ويتكون التقويم الهجري من 12 شهرا قمريا أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريباً، بالتحديد 354.367056 يوما، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يوماً، لأن دورة القمر الظاهرية تساوي 29.530588 يوم، وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبًا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري فإن التقويمين لا يتزامنان مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة.
* قصة تسمية شهور السنة الهجرية، أو الشهور العربية
في سنة 412م وقبل البعثة النبوية بـ150 سنة، اجتمع العرب سواء من رؤساء القبائل أو الوفود في حج ذاك العام أيام كلاب بن مرة جد النبي محمد الخامس، في مكة المكرمة لتحديد أسماء جديدة للأشهر يتفق عليها جميع العرب وأهل الجزيرة العربية، بعد أن كانت القبائل تسمي الأشهر بأسماء مختلفة، فتوحدوا على الأسماء الحالية.
الأشهر في التقويم الهجري
1. محرّم: (مُحَرَّم الحَرَام) وهو أول شهور السنة الهجرية ومن الأشهر الحرم: سمى المحرّم لأن العرب قبل الإسلام كان يحرّمون القتال فيه.
2. صفر: سمي صفراً لأن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب وقيل لأن العرب كان يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفر المتاع.
3. ربيع الأول: سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع فلزمه ذلك الاسم.
4. ربيع الآخر: (أو ربيع الثاني) سمي بذلك لأنه تبع الشّهر المسمّى بربيع الأول.
5. جمادى الأولى: كانت تسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسميت جمادى لوقوعها في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء وهي مؤنثة النطق.
6. جمادى الآخرة: (أو جمادى الثانية) سمي بذلكَ لأنّه تبع الشّهر المسمّى بجمادى الأولى.
7. رجب: وهو من الأشهر الحرم. سمي رجباً لترجيبهم الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أي توقف عن القتال، ويقال رجب الشيءَ أي هابه وعظمه.
8. شعبان: لأنه شعب بين رجب ورمضان، وقيل: يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء، وقيل لأن العرب كانت تتشعب فيه، أي تتفرق، للحرب والإغارات بعد قعودهم في شهر رجب.
9. رمضان: وهو شهر الصّوم عند المسلمين، وسُمّي بذلك لرموض الحر وشدة وقع الشمس فيه وقت تسميته، حيث كانت الفترة التي سمي فيها شديدة الحر، ويقال: رمضت الحجارة، إذا سخنت بتأثير الشمس.
10. شوال: وفيه عيد الفطر، لشولان النوق فيه بأذنابها إذا حملت "أي نقصت وجف لبنها"، فيقال تشوَّلت الإبل: إذا نقص وجفّ لبنها.
11. ذو القعدة: وهو من الأشهر الحرم: سمي ذا القعدة لقعودهم في رحالهم عن الغزو والترحال فلا يطلبون كلأً ولا ميرة على اعتباره من الأشهر الحُرُم.
12. ذو الحجة: وفيه موسم الحج وعيد الأضحى وهو من الأشهر الحرم. سمي بذلك لأن العرب قبل الإسلام يذهبون للحج في هذا الشهر.