14 - 05 - 2025

حكاية تحرير جيلان الإيزيدية من مستعبدها معرضة نفسها لعقوبة الإغتصاب الجماعي والإعدام

حكاية تحرير جيلان الإيزيدية من مستعبدها معرضة نفسها لعقوبة الإغتصاب الجماعي والإعدام

نشرت صحيفة "ميرور" البريطانية، اليوم الخميس، تقريرا يكشف تفاصيل مذهلة عن عملية تحرير إمرأة إيزيدية من مستعبدها الداعشي، الذي أذاقها تعذيبا جنسيا وجسديا لمدة تزيد على 30 شهرا.

وقالت الصحيفة إن القصة من القصص السعيدة القليلة التي خرجت من مدينة الموصل المدمرة

فقبل أربعة أعوام بالضبط، أي في 3أغسطس 2014، كانت جيلان، 26 سنة، من فرية كوجو، من بين 5 آلاف إيزيدية خطفهم الدواعش في سنجار، وجرى ذبح المئات من الرجال هناك، ونالت محنة الإيزيدين الفارين من موطنهم الأصلي تعاطفا عالميا، وتدخلت الولايات المتحدة عسكريا وضربت تجمعات داعش المحيطة بالإيزيديين.

وفي نفس الساعة من ذات اليوم في أغسطس 2014، كان هوزني مراد، 37سنة، وهو شرطي عراقي، في عمله بينما اجتاح الدواعش قرية كوجو الإيزيدية، حيث خطف الدواعش أفراد عائلته، وهم: زوجته وأمه وشقيقته ناديا،  التي أصبحت معروفة على نطاق واسع، وقتلوا أمه، و6 من الأبناء الذكور ضمن مجزرة طالت 300 رجل.

لكن الضربات الأميركية لم تفد جيلان وغيرها من الإيزيديات، اللاتي جرى اقتيادهن إلى الموصل القريبة، حيث خضعن لعبودية جنسية وجسدية فظيعة، ولم ينج الكثير منهن حتى تحرير المدينة، كما ظل مصير مئات النسوة مجهولا إلى الآن  .

لكن هوزني وزوجته جيلان وفرت لهما الصدفة خطة مجنونة لفك عبودية جيلان.

أمضت جيلان 30 شهرا في احتجاز داعش في الموصل، تمكنت خلالها من سرقة هاتف محمول، مغامرة بالتعرض إلى عقوبة الاغتصاب الجماعي وحتى الإعدام، وسارعت إلى الاتصال بزوجها، آملة أن تلقى إجابة، وبالفعل، رد الزوج على مكالمة زوجته، وكانت فرحتها عارمة، وتقول" كنا نبكي ونبكي ، ثم نضحك ، ثم نبكي، لم نكن نتخيل أبداً أننا سنرى بعضنا مرة أخرى"، وتمكنت من تزويد زوجها بموقع المنزل الذي تحتجز فيه.

ونجح هوزني الذي كانت له علاقات واسعة في الموصل، حيث تمكن وصديقه من استئجار قاتلا لقتل آسر جيلان وتحريرها من مقر احتجازها داخل الموصل .

ووقع آسر جيلان للمراقبة لوقت قبل أن يقوم القاتل المأجور بقتله عن طريق دهسه بسيارة، مما أدى إلى مصرعه، ثم انقض على منزل الداعشي في الموصل وانتزع منه جيلان، واستطاع نقلها إلى خارج المدينة، وبالتحديد إلى حاجز تابع للقوات العراقية، حيث كان اللقاء بين الزوج والزوجة .

 

 

ويعيش الزوجان حاليا في منزلهما المتنقل بمخيم لاجئين قريب من مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، وأنجبت طفلة صغيرة قبل شهور.

ويقول مراد، عن تفاصيل تحرير زوجته " كنت سعيدا وحريصا على أن يلتئم شمل عائلتنا".

ورفضت الزوجة التقاط صور لها، بحسب الصحيفة البريطانية، مشيرة إلى أنها مازالت تحت تأثير صدمة الاستعباد الجنسي الذي تعرضت له، لكنها ظلت تمسك بيد طفلتها البالغة من العمر 6 أشهر.

وأما مايدعو قصة الزوجين غير عادية، وفق "ميرور"، قصة شقيقة هوزني الصغرى، ناديا، 25 عاما، والتي لاقت تغطية إعلامية كثيفة ، وهي التي تعرضت للاستعباد الجنسي في الموصل، وأثبتت شجاعة في مواجهة الدواعش قبل أن تفر من قبضتهم، وتصبح ناشطة حقوقية للتعريف بمأساة الطائفة الإيزيدية.

وقالت إن مسلحا داعشيا طويل القامة وسمين اشتراها من سوق للنخاسة، وظل يضربها ويغتصبها حتى ديسمبر 2016، وأجبرت على العيش مع زوجته وأطفاله، وعندما حاولت المقاومة، قام بضربها، وأشارت إلى جسدها التي تظهر عليه آثار التعذيب.