25 - 04 - 2024

أمريكا.. وتحالف الصفقة الكبري

أمريكا.. وتحالف الصفقة الكبري

حين تري بدء تشكل تحالف عالمي يضم الغرب وإيران والسعودية وتركيا والنظام العراقي والأكراد ، والنظام السوري ، بل وفصائل المعارضة السورية ، بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة "داعش" ، يمكن أن تدرك جوهر اللعبة !

وكما كان متوقعا تبدو المسألة شو إعلامي وإستخباراتي، لإعداد الشرق الأوسط لسايكس بيكو جديد ، بصفقات وتحولات كبري في التحالفات الدولية والإقليمية، كانت تبدو مستحيلة.

إختلفت الآراء عن تأسيس "داعش" وأهدافها، فـ"الدويتشه فيله" الألمانية، حملت النظام السوري مسئولية المساهمة في دعمها بإطلاق سراح معتقلين سلفيين في 2012، لإثارة تطرف تجعله أخف الضررين، بينما "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، رأت أن واشنطن، التي أسست التنظيم وساعدته، عليها أن تدفع الثمن وتقضي عليه.

روبرت فيسك كان قد اتهم السعودية بتمويل التنظيم لإقامة خلافة سنية جهادية تسيطر علي نفط العراق وسوريا، وهو ما ذهبت إليه صحيفة "ذا ديلي بيست" الأمريكية بتمويل أثرياء السعودية والخليج، وأيده المحلل الألماني "ميشائيل لودرز".

تطورت الأوضاع مؤخرا بعد إقتراب "داعش" من أربيل وتهديد، بغداد وإتساع تمددها في سوريا، ما أدي لبدء الضربات الجوية الأمريكية، ثم زادت بعد قتل الصحفي الأمريكي "جيمس فولي“.

"الديلي تليجراف" البريطانية دعت للتعاون المباشر لواشنطن مع طهران، كما حدث في الحرب علي أفغانستان في 2001  ، وهو ما بدأ فعلا بتعاونهما بتنحية المالكي، والدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تضم كافة الفصائل العراقية.

بينما أشارت "الجارديان"، أن واشنطن تفكر في توجيه ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا، لكنها بحاجة لوجود قوة علي الأرض، ما جعلها تفكر في دعم فصائل أخري، لتقاتل بالوكالة عنها هناك، إضافة لتعاون تركي، لعزلها بمنع تدفق المقاتلين الأجانب لها.

من ناحية أخري أشارت "الأندبندنت" إلي أن قيام طائرات الرئيس بشار بقصف مسلحي التنظيم في سوريا، في نفس الوقت الذي تقصف فيه الولايات المتحدة مسلحيه في العراق، رسالة لأوباما أنه معه في خندق واحد في مواجهة الإرهاب.

وبعدها بدأت عديد من المقالات الغربية تشير إلي أن النظام السوري يقول الخبير الألماني "يوخين هيبلر" لـ"لدويتشه فيله"، لم يعد بنظر السوريين بل والغرب هو العدو اللدود، بل "داعش"، ما إنعكس حتي في تغير لهجة أوباما الذي تجنب مؤخرا الحديث عن تنحيه عن السلطة، وإكتفي بمطالبته بعدم إرتكاب جرائم ضد شعبه، بل وإمتدح قيامه بتدمير ترسانة السلاح الكيماوي السوري بإعتبارها خطوة مهمة.

لكن المفاجأة جاءت بمقال "الإندبندنت"، الذي أكدت فيه حدوث تعاون حقيقي للولايات المتحدة مع نظام بشار الأسد ، سواء علنا أم سرا لإيقاف توسع تنظيم "داعش" وسيطرتها علي مطار الرقة، فينفتح لها السيطرة علي مدينة حماة، وكامل الشمال السوري .

بل ونقلت عن مصدر موثوق أن هذا التعاون بدأ بالفعل، بقيام واشنطن بإمداد النظام السوري بمعلومات إستخبارية عن أماكن تواجد قادة التنظيم عبر المخابرات الألمانية.

والآن وبحجة "داعش"، ألمانيا تدعم الأكراد بالسلاح، وأمريكا تدعم النظام السوري بالمعلومات، والفصائل المعارضة بالسلاح، وإيران بالإعتراف بها كقوة إقليمية، وتركيا بمواجهة مخاوف الدولة الكردية والتطرف، والأكراد بترسيخ الحكم الذاتي، والسنة بحقوق أكبر، والشيعة بضمانات إيرانية وبقاء النظام السوري، والمعارضة بحل وسط، والنظام السعودي بالبقاء كحليف، وكنظام إلي أجل مسمي ، بينما مصر خارج اللعبة تماما.

 

مقالات اخرى للكاتب

بشرة خير !





اعلان