- الرهبان إشعياء وفلتاؤس قررا الخلاص من رئيس الدير بعد كشفه لفسادهم المالي
- المفكر القبطي ميشيل فهمي: هناك نسخ كثيرة من إشعياء في الأديرة
- الناشط أمير سعد: بعض الأساقفة والرهبان سبب انهيار حياة الرهبنة
تمكنت "المشهد" من اختراق أسوار دير "أبو مقار" والتحدث مع عدد من العاملين داخله. وحكى مرافقون للأنبا ابيفانيوس رئيس الدير كيف كانت أخلاقة وعلاقته بمن حوله، بعدما عثر على جثته بعد تلقيه ضربة على رأسه أنهت حياته.
يقول البعض: "كان رحيمًا بمن حوله. ولم يقم بأي تصرفات من الممكن أن تتسبب في قتله أو التخطيط للخلاص منه". وقالت مصادر من داخل الكنسية لـ"المشهد"، إن الراهبين إشعياء وفلتاؤس أنشآ جروبا على تطبيق "واتس أب"، جمعوا فيه 33 راهبًا من داخل الدير، وقاموا بمهاجمة سياسة رئيس الدير المجنى عليه فى عقائده، في محاولة منهم لتأليب الرأي العام في الدير عليه ؛ بعدما تسبب التحقيق الذي قام به الأنبا ابيفانيوس معهما في إثبات فسادهما المالي الأمر الذي أدى إلى شلح إشعياء المقاري من الكنيسة.
بدأت أزمة الراهب إشعياء المقاري عام 2014 بعد تولي الأنبا ابيفانيوس رئاسة الدير، حيث اعتاد الراهب علي الخروج وإجراء معاملات مالية وجمع تبرعات من الأقباط دون علمه. كما وقعت مشادات بينه وبين راهبين خلال الزيارات داخل مضيفة الدير مما دفع الأسقف الي ارسال شكوي الي البابا يشكوه من تصرفات الراهب.
أصدر البابا قرارًا بنقل الراهب إشعياء إلى دير الزيتونة، وهو القرار الذي أغضب رهبان المجموعه العشرين التابعين لمدرسة البابا شنودة المتنيح، فاجتمعوا وطلبوا من الأسقف أن يجلس معهم ويناقشوا الأمر فرفض قائلًا: "لا أستطيع أن أجلس معكم دون إذن البابا"، ولكنه توعد الرهبان قائلًا، إنه يعرفهم بالاسم وأنه سيكون له معهم تصرف وحينئذ قام الرهبان بتجميع ٤٧ توقيعا في عريضة مقدمة للبابا يتمسكون فيها بوجود الراهب إشعياء المقاري معهم في الدير وعدم طرده.
رفض البابا تواضروس الطلب، وتمسك بنقله إلى دير الزيتونة، لكن الراهب لم ينفذ، وظل يفرض سطوته علي الدير.
قرر إشعياء وفلتاؤس الخلاص من رئيس الدير. كان اتفاقهما قبل وقوع الجريمة بثلاثة أيام. قام إشعياء بتجهيز ماسورة حديد، وتربص بالأنبا إبيفانيوس أمام القلاية الخاصة به ليلا أثناء خروجه للصلاة بالدير، وباغته بالضرب على رأسه، ثم أنهال على بطنه عقب سقوطه من على الدرج المقابل لقلايته ليفجر كليته. ليصدر البابا قرارًا في مطلع أغسطس الجاري بشلحه من الدير، ثم القبض عليه بعدها بأيام.
قال مصدر رهباني، من أبناء مدرسة "متى المسكين"، الرئيس السابق لدير أبو مقار، في تصريح خاص لـ"المشهد"، أنه بعد القبض على المشلوح، وبدخول قلايته، "لاحظنا فخامة غير مألوفة لطبيعة الدير وحياة الرهبنة، كما وجدنا مأكولات كثيرة مختلفه عن طبيعة الأطعمة الزاهدة للدير، وكانت قلايته تشبه القصر مقارنة بقلايات الرهبان"
وحول سطوة ونفوذ الرهبان قال المفكر القبطي ميشيل فهمي إن هناك الكثير من إشعياء في الأديرة يفرضون سطوتهم ويجب أن يقوم البابا بإصدار قرارات عاجلة لكي تعيد ترتيب حياة الرهبنه من جديد.
وأضاف فهمي ان جريمة مقتل الأنبا ابيفانيوس الأولي من نوعها في تاريخ الكنيسة القبطية منذ عقود، كما أن دير أبو مقار يعتبر من أكبر وأقوى الأديرة في العالم.
من جانبه، قال الناشط القبطي أمير سعيد إن حياة الرهبنة لم تعد مثل الأباء الأولين بسبب سطوة بعض رجال الأساقفة علي الأديرة، فضلاً عن خروج الرهبان من عباءة الدير والضرب بقوانين الرهبنة عرض الحائط.
---------------
تحقيق: طانيوس تمري
من العدد الأسبوعي للمشهد