شكري: إيطاليا الشريك الثاني لمصر أوروبيا
ميلانيزي: نتوافق مع مصر في مختلف المجالات
الدفاع الإيطالية: مصر شريك لا غنى عنه.. والداخلية: مقتل طالب الدكتوراة لا تعوق علاقاتنا بالقاهرة
زار وزير الخارجية الإيطالية، إينو موافيرو ميلانيزي، القاهرة، في 5 أغسطس الجاري. وتعد هي الأولى لوزير خارجية إيطالي منذ عام 2015. بعد أن شهدت الفترة الماضية خلافات بين البلدين عقب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة 2016، ورغم مرور أكثر من عامين على الحادث، لاتزال التحقيقات المشتركة بين السلطات القضائية المصرية والإيطالية مستمرة للكشف عن ملابسات الحادث.
وزعمت تقارير إعلامية غربية تورط الأجهزة الأمنية المصرية في الجريمة، غير أن السلطات المصرية نفت مرارًا تلك التقارير.ويري مراقبون أن زيارة وزير الخارجية الإيطالي لمصر تعزز العلاقات المصرية – الإيطالية، وتشير إلى تجاوز الخلافات بين القاهرة وروما التي دبت إثر مقتل جوليو ريجيني (28 عاماً)، خصوصاً أنّها تأتي بعد أقل من شهر على زيارة وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الإيطالي للقاهرة ماتيو سالفيني، الذي التقى الرئيس عبد الفتّاح السيسي ورئيس جهاز المخابرات العامّة اللواء عباس كامل في 18 يوليو الماضي.
ووفق وزارة الخارجية المصرية، تعد إيطاليا الشريك الثاني لمصر أوروبيا والرابع عالميا بحجم تبادل تجاري 4.75 مليارات يورو، وتعد روما أكبر مستورد من القاهرة بقيمة 1.8 مليار دولار، وخامس أكبر مستثمر أجنبي بمصر بقيمة سبعة مليارات يورو.
التقي وزير الخارجية الإيطالية في 5 أغسطس الجاري نظيره المصري سامح شكري بمقر وزارة الخارجية المصرية، حيث بدأ الطرفان في بحث العلاقات الثنائية المشتركة، وقال ميلانيزي إن هناك توافقا مشتركا مع مصر حول جميع النقاط الخاصة بالوضع في ليبيا، والتطلع لسلامة الأراضي الليبية والوصول إلى حلول تحقق نتائج إيجابية.
أضاف أنه ناقش كذلك موضوع الهجرة والتدفقات وهي مسألة موجودة في منطقة البحر المتوسط، وقال الوزير الإيطالي إن التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب أمر مهم للغاية.
تناول الوزيران سبل تعزيز التعاون الاقتصادى والتنموى، حيث أعرب وزير خارجية إيطاليا عن رغبه بلاده فى ضخ المزيد من التمويل لدعم قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر، وكذا دعم قطاع الزراعة وتزايد الاعتماد على الصادرات الزراعية المصرية.
وفيما يتعلق بقضية الباحث الإيطالي ريجيني، أعرب الوزير الإيطالي أنه علي يقين بأن العدالة ستتحقق في تلك القضية" التي وصفها بأنها "مأساوية ومؤلمة" مشيرًا إلى أنه لمس من الجانب المصري رغبة في وصول التحقيق القضائي لنتيجة ملموسة.
أعرب شكري عن تطلعه لأن تمثل تلك الزيارة قوة دفع جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين اللذين تجمعهما روابط تاريخية عميقة ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية وثقافية.
أشاد شكري بالدور المحوري الذي تلعبه إيطاليا لمساندة مصر في مساعيها للتحول إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة ونقلها إلى القارة الأوروبية، مشيراً إلى استمرار عمليات التنقيب والاستكشاف التي تقوم بها شركة ENI، فضلاً عن العقد الموقع مؤخراَ بين وزارة البترول وشركة TECHNIP الإيطالية لرفع القدرة التكريرية لمعمل MIDOR بالإسكندرية بتكلفة تتجاوز 1.5 مليار دولار.
فيما يتعلق بالملفات الإقليمية، تناول الطرفين تطورات الأوضاع في ليبيا، وتطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع فى القارة الإفريقية، وعلى وجه الخصوص منطقة القرن الإفريقى والصومال، حيث توافقت الرؤى بشأن سبل دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب فى تلك المنطقة التى تهم البلدين.
في سياق أخر، أكد ماتيو سالفينى نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالى،على قوة الصلة الوثيقة بين إيطاليا ومصر، حيث قال فى حديثه:" لا يمكن بأى حال من الأحوال إلغاء العلاقات مع مصر لأى سبب بما فى ذلك قضية ريجينى، مضيفًا أنه "لا يمكن التراجع عن علاقتنا مع مصر حتى لو كان من أجل قضية مقتل جوليو ريجينى".
ووفقا لوكالة "تى بى أى" الإيطالية فتحدث سالفينى قائلا: "هناك علاقة أساسية مع مصر، كانت هناك دائما، وستستمر أيضا فى المستقبل".
وأكد نائب رئيس الوزراء الإيطالى أن وزير الداخلية المصرى والرئيس السيسى أكدوا أن عمل المحققين مستمر، وأنه سيتم تحديد هوية المسئولين ومعاقباتهم.
من جانبها، أكدت إليزابيتا ترينتا وزيرة الدفاع الإيطالية، خلال لقائها السفير هشام بدر سفير مصر في روما، أن مصر شريك لا غنى عنه في منطقة البحر الأبيض المتوسط لتحقيق السلام والاستقرار وتحرير المنطقة من الإرهاب، مشيرة إلى أن مصر بلد مهم لاستقرار شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وهي منطقة ذات أهمية حاسمة لتوازن القوى الدولي.
---------------
تقرير - أميرة الشريف