07 - 06 - 2025

خطة استراتيجية لتطوير السياحة بـ 4 مدن تراثية جديدة وبانوراما لقناة السويس

خطة استراتيجية لتطوير السياحة بـ 4 مدن تراثية جديدة وبانوراما لقناة السويس

"المشهد" يضعها على مكاتب كبار المسئولين لتطبيقها قبل فوات الآوان ، يبدو أن مدبولى والمشاط ومميش لايعرفون عنها أى شىء..


حصلت"المشهد" على معلومات تفصيلية بشأن خطة استراتيجية لتطوير السياحة فى مصر، وذلك بإنشاء أربع مدن سياحية جديدة على غرار مدينة أبوسمبل، والتى أصبحت فى السنوات الأخيرة من أهم المدن السياحية فى المحروسة، وهى خطة جديرة بجعل مصر أكثر دول العالم جذبا للسياحة والسائحين، ولكن يبدو أن مصطفى مدبولى رئيس الحكومة، ورانيا المشاط وزير السياحة، والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لا يعرفون عنها أى شىء.  

 الخطة تقوم على استغلال التراث الحضارى والأثرى المصرى فى التنمية الشاملة، ويطالب معدو هذه الخطة بضرورة إدراجها فى خطة التنمية الشاملة والمستدامة لعام 2030، وتهدف إلى تحقيق تنمية شاملة للمحيط الأثرى لكل مدينة أو منطقة أثرية تراثية، وتوفير مئات الألاف من فرص العمل الحقيقية للمواطنين المصريين.

المدينة الأولى التى تضمنتها الخطة هى مدينة وادى السبوع، وتقام فى منطقة تقع بين أسوان وأبوسمبل، وهى منطقة خالية من أى خدمات سياحية أو مقومات للإعاشة، على الرغم من سهولة الوصول إليها برا عن طريق أسوان- أبو سمبل،  وبحرا عن طريق بحيرة ناصر، وتقع تلك المنطقة ضمن منطقة معابد بلاد النوبة، معابد السبوع والدكة والدر وعمدا وبيت الوالى ومقبرة نبوت، وهو ما يؤكد أهميتها الأثرية والتراثية والسياحية.

 التخطيط المقترح لهذه المدينة يتمثل فى إنشاء كل المرافق اللازمة للمعيشة والحياة، وإقامة فنادق صغيرة وبسيطة حول المعابد، وإنشاء أبنية ووحدات سكنية تكون متماشية مع البيئة المحيطة لها، ويتم بناء مجتمع زراعى متكامل فيها، خاصة وأن مقومات الزراعة متوافرة فى تلك المنطقة، وبالأخص زراعة النخيل التى كانت تشتهر بها هذه المنطقة قبل بناء السد العالى.

 الخطة تؤكد أن هناك إمكانية كبيرة لإقامة صناعة تعليب الأسماك فى تلك المدينة عقب تشييدها، وأن طبيعة تلك المنطقة الصحراوية تتيح فرص كبيرة لعمل سياحة سفارى آمنة، وتتيح بحيرة ناصر سياحة اليخوت والرحلات البحرية، إلى جانب رياضة صيد الأسماك.

 واضعو الخطة يحذرون بشدة من احتمال خسارة تلك المناطق المرشحة لإنشاء المدن السياحية الخمس، لأنها مناطق غنية بالتراث الأثرى والتاريخى، وكلها مناطق مهجورة، ويمكن مع مرور الزمن أن تفقد مميزاتها وأثارها المهمة، سواء بالنسيان أو الاندثار.

المدينة الثانية التى تضمنتها الخطة هى مدينة رمسيس الجديدة بمنطقة قنتير بالشرقية، وهى منطقة يطلق عليها أيضا اسم "تانيس"، وتمثل معلما أثريا بارزا فى الدلتا كلها، وكانت عاصمة من عواصم مصر فى زمن رمسيس الثانى، ويوجد بها عدد كبير من المسلات والتماثيل والأعمدة التى يرجع معظمها إلى ذلك العهد.

تانيس لمن لايعرف، تبعد عن مدينة الزقازيق 80 كيلو متر، وتبعد عن فاقوس 35 كيلو مترا، وقد تم ذكرها فى التوراة باسم"صوعن" وكانت عاصمة لمصر فى عهد الأسرة 21، ويقول علماء أثريون أن رمسيس الثانى أقامها على أنقاض عاصمة الهكسوس"أورايس"، وجعلها مقرا ملكيا يحتفل فيه بالأعياد الفاخرة، وقد تعرضت أثارها للسطو من جانب مجموعات أثرية أوربية سرقت أهم قطعها الأثرية ونقلتها إلى بعض المتاحف فى بعض الدول الأوروبية.

مدينة رمسيس الجديدة، وفقا لما جاء بالخطة، يجب أن تقام  وفق الشروط الخاصة لحماية الحرم الأثرى والحفاظ على كل معالمها الأثرية، مع تزويدها بكل المرافق الأساسية، واتخاذ مجموعة من الخطوات الضرورية لإنعاشها وإعمارها عقب إنشائها، منها وضعها فى الخريطة السياحية لشركات السياحة المصرية والعالمية، وتشكيل شركات سياحية لاقامة مشروعات سياحية فى منطقة قنتير، يكون مرشدوها السياحيون من الشباب المقيمين بالمنطقة، وتقام فيها صناعات صغيرة من سعف النخيل ونبات البردى.

واضعو الخطة يتوقعون لتلك المدينة أن تكون مدينة سياحية من العيار الثقيل حال إنشائها، بشرط السماح للشباب هناك لإقامة أكشاك لعرض التماثيل للسياح الأجانب، والاتفاق مع شركات السياحة لاستقدام السائحين الأجانب الذين يأتون بالسفن لبورسعيد، لزيارة المنطقة السياحية والأثرية فى قنتير لتنشيط أعمال الشباب بها، خاصة وأن هؤلاء السائحين يستقلون سيارات سياحية لزيارة المعالم السياحية فى القاهرة لمدة 24 ساعة.

جاذبية مدينة رمسيس الجديدة للسائحين تتطلب قيام مستثمرين جادين بإقامة استراحات وكافيتريات، وتشغيل الشباب فى هذه المشروعات، وحراسة وتأمين أثارها عن طريق الشباب المتعلم الواعى بدلا من الخفراء، وإقامة مهرجانات كل ستة أشهر يشارك فيها الشباب بفرق موسيقية ومسرحية، وتقدم فقرات فولكولوية محلية حالية وفرعونية قديمة، وتخصيص أحد هذه المهرجانات للاحتفال بذكرى "أوزوريس" التى تحكى الأسطورة المصرية أن تابوته ألقى فى الفرع التانيسى الذى حمله إلى البحر المتوسط.

 المدينة الجديدة الثالثة فى الخطة هى مدينة الفرما الجديدة، وتقع منطقة الفرما على بعد حوالى 30 كيلو متر شرق مدينة بورسعيد، وعرفت فى العصر الفرعونى باسم "بارامنت" أى فم الحصن، وعرفت فى العصر الرومانى باسم "بلوزيوم"، وبقى أثر ذلك الإسم حتى اليوم فى اسم"بلوظة"، وسميت فى العصر الإسلامى باسم"الفرما" وكانت ميناء مهم ومركز للتجارة وكانت مشهورة بصناعة النسيج الفاخر.

الفرما تتميز أيضا بعدد كبير من الآثار، تم اكتشافها فى الفترة من 1983 وحتى نهاية 1992، وترجع إلى العصر الرومانى، مثل المسرح الكبير وساحة سباق الخيل، وبعض الكنائس والحمامات، وإنشاء مدينة جديدة فى تلك المنطقة يدعم الأمن القومى المصرى، لأنها ستجذب حال إنشائها كثير من البدو الرحل للعيش والاستقرار فيها.

تلك المنطقة لها جاذبية تاريخية كبيرة تجعلها قادرة على جذب جانب كبير من السياحة الدولية، ولكى تكون كذلك ، فلابد من أن تشتمل المدينة على مجموعة من الفنادق الصغيرة التى تناسب البيئة الصحراوية والبحرية، على أن يتم إنشاءها بعيدا عن المواقع الأثرية المكتشفة أو مواقع الحفائر المحتملة مسبقا.

المدينة الرابعة وهى الأهم ، استقت الخطة فكرتها من ملحمة قناة السويس، حيث تطالب الخطة بإقامة بانوراما لتلك الملحمة تحكى النضال المصرى الطويل والشاق بداية من فكرة إنشائها، مرورا بحفرها، وتأمينها من المعتدين، على أن يضم مبنى البانوراما متحفا تعرض فيه جميع الوثائق والدراسات والمصورات الخاصة بقناة السويس.

الخطة شددت على ضرورة إنشاء مدينة سياحية صغيرة إلى جانب هذه البانوراما وبمواصفات تلائم موضوعها، وفضلت أن تقام فى مكان مناسب على أرض سيناء فى نطاق الأراضى التابعة لإحدى محافظات القناة، ووفقا لما يراه المتخصصون فى هذا المجال.

مدينة البانوراما، وبحسب تأكيدات الخطة، توفر فرص عمل كثيرة للشباب، فالعمل فيها يحتاج لمئات الأيدى العاملة من مهندسين وفنيين وعمال، وكذلك عدد كبير من الباحثين لجمع الوثائق الخاصة بالقناة من مصادرها المختلفة، سواء فى الداخل أو الخارج، وقد أنشأت هيئة قناة السويس بالفعل مركزا بالوثائق، ولكنه لم يكن يضم أى وثيقة حتى ثورة 25 يناير 2011.

تلك المدينة توفر فرص عمل لأسباب أخرى منها، أن إعدادها يحتاج لخبراء فى الصوت والضوء، وأن تشغيلها والمحافظة عليها يحتاج إلى عدد كاف من الفنيين المدربين فى هذا المجال، بالإضافة إلى أنها ستكون جاذبة لكثير من السائحين الأجانب، وهو ما يمكن استغلاله بإقامة ركن خاص بالمدينة لعرض وبيع المؤلفات الكثيرة عن قناة السويس ومصر.

أهم ما فى هذه المدينة "البانوراما" أنها تعمق الانتماء للوطن في وجدان المصريين، بما تجسده من تاريخ نضالي لشعب مصر العظيم، وهذا يحتم أن يكون لهيئة قناة السويس دورا في الإعلان والإعلام عن هذه البانوراما، وتهيئة السبل لكثير من قوافل السفن القادمة أو المغادرة لزيارتها، لأن ذلك سيكون له أثر إيجابى كبير جدا.

فضلا عن تلك المدن الأربعة، تضمنت الخطة عناصر أخرى لتحقيق أقصى مستوى من الجذب السياحى، منها إعادة تأهيل منطقة تونا الجبل، إحدى قري مركز ملوى بالمنيا، وتقع غرب النيل، وكانت جبانة مدينة الأشمونيين القديمة، واسمها المصرى القديم"تا- حنت"، واسمها الإغريقي "تونيس"، وسميت بالقبطية "تون" و"تونى"، ومن الاسمين الإغريقي والقبطى جاء التسمية بـ"تونا" .

إعادة تأهيل تلك المدينة يتطلب إزاحة الرمال عن آثار سبق اكتشافها وغمرتها الرمال، واستكشاف بقية أثارها، خاصة وأن هناك برنامج طموح أعد لهذا الغرض، ولكنه لم ينفذ حتى الآن،وإنشاء مراكز للزوار مزودة بشاشات عرض للمقابر الأثرية ومحتوياتها، تيسر للزوار المعرفة التفصيلية للآثار، دون أى مشقة، وإقامة مهرجان سنوى فى مزار إيزيدورا علي غرار مهرجان الأيدى المتشابكة بمدينة قرطبة الإسبانية، وإنشاء قرية سياحية بقرية تونا البلد، خاصة وأن ذلك كله يوفر كثير من فرص العمل ويساعد على الرواج الاقتصادى.

الخطة تتضمن أيضا إعادة تأهيل قلعة صلاح الدين، وذلك لاستغلال عناصر الجذب السياحى العديدة بالقلعة، ويمكن أن يتم هذا التأهيل ببرنامج متطور قائم على الحوادث التاريخية الشهيرة بقلعة صلاح الدين، كنجاة المملوك أمين بك الألفى من مذبحة القلعة، التى أقامها محمد على للمماليك، ويمكن استغلال هذه الحادثة وموقعها بإقامة مهرجان سنوى يشترك فيه من يرغب من السائحين، وتمثل فيه جميع التفاصيل، وتستخدم فيه الخيول، وتمنح فيه جوائز للفائزين، وتعرض وقائع المهرجان على شاشات عرض كبيرة، وتستعرض خلالها الآثار المهمة بالقلعة، بالإضافة إلى عرض بانوراما ميدان القلعة بالتحف المعمارية الشهيرة، وإشراك أبناء المنطقة من أصحاب الحرف والمهن التراثية والفنون الشعبية بتقديم إبداعاتهم في هذا المهرجان.
---------------
تقرير- سعيد نصر