أشواق، فتاة إيزيدية، وقعت اسيرة في يد تنظيم داعش في العراق وتم استعبادها على ايديهم، بعد بيعت بـ100 دولار في سوق للنخاسة في العراق، واشتراها أبو همام، الذي أجبرها على السفر إلى سوريا، وعتناق الإسلام، وحفظ القرآن باللغة العربية، رغم لغتها الكردية، نعم، فعلت أشواق كل ذلك تحت الترهيب، فكان أبو همام يعتدي عليها يوميا، وعلى مدى عشرة أشهر، دونما كلل أو ملل، لكنها في النهاية نجحت في الهروب من الرق إلى ألمانيا.
وكانت أشواق في عمر الـ15 عاما، عندما اقتاد مسلحو "داعش" أسرتها بالكامل في هجوم على موطن الإيزيديين شمالي العراق منذ 4 أعوام، ثم بيعت هي وشقيقتها وغيرهما من النساء والفتيات، حيث أجبرت إلى العيش مع رجل تعرفه باسم أبو همام.
لكن أشواق نجحت في الفرار من خاطفها، ثم تمكنت من دخول ألمانيا كلاجئة، وهناك التئم شملها مع أمها وعدد من أفراد أسرتها.
ولكن كثيرا ما تحضر كوابيس الماضي لتمثل أمامنا في لحظة أقل ما يمكن وصفها بأنها "تخطف الروح"، وهذا ما حدث مع أشواق في فبراير الماضي، عندما كانت تسير بأحد شوارع مدينة شتوتغارت، ونظرت إلى وجه يسير على ذات الطريق، "تجمدت في مكانها"، كان هو "أبو همام" بوجهه القبيح المخيف ولحيته، عجزت عن النطق عندما تحدث الألمانية، وسألها "هل أنت أشواق؟".
تجمدت أشواق ولم ترد، كانت تائهة بين واقع غير مستقر وماضي سحقت فيه من الألم والمهانة، فاستدرك أبو همام قائلا "أنا أبو همام، كنت معي لفترة في الموصل، وأنا أعرف أين تقيمين ومع من وماذا تفعلين".
إختبأت أشواق من أبو همام، وأخبرت الشرطة الألمانية، ومسؤولي اللجوء، وأخيها، وتوصلت الشرطة لأبو همام من تسجيلات كاميرات المراقبة في السوق، لكن أجابتها الشرطة قائلة "ليس في وسعك عمل أي شيء، لأن أبو همام أيضا لاجئ مسجل في ملفات اللجوء".
وقالت صحيفة "تايمز" البريطانية أن 5 من إخوة أشواق لا يزالون مفقودين، ويعتقد أن أختها أسيرة للتنظيم حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أن أشواق تقيم حاليا في كردستان مع والدها، وأعربت عن رغبتها في عدم البقاء في ألمانيا بقولها: "لن أعود إليها قط".
وبحسب الصحيفة، يحيي الإيزيديون ذكرى استيلاء داعش، على أراضيهم في سنجار شمالي العراق بالكثير من الغضب، ورغم استعادة المنطقة، لا يزال الكثير من الإيزيديين يعيشون في معسكرات للاجئين في كردستان، غير قادرين على العودة بسبب التناحر بين الفصائل الكردية والعراقية.
واستطاعت بعض الدول الأوروبية مقاضاة بعض اللاجئين السوريين بشأن جرائم ارتكبت في الحرب، لكن التوصل إلى أدلة قاطعة تدينهم يكون أمرا شديد الصعوبة أحيانا.