27 - 04 - 2024

أين دهب نشطاء الثورة "السبوبة لاحقا"؟

أين دهب نشطاء الثورة

أطلق عليهم عدد من الاعلاميين أيقونات الثورة، لأنهم أول من اطلق شرارتها ودعا اليها، انهم شباب كانوا يائسين من الوضع زمن مبارك _الذي ولدوا وشبوا خلاله_ واصبحوا فيما بعد خلال أيام الثورة الأولى نشطاء يتحدثون باسم الثورة ويحتكرون ذلك لأنفسهم، بل وينتقدون كل من حاول منازعتهم في تصدر المشهد، فقد افتعلوا الكثير من المعارك ضد الاخوان والعسكر في الشوارع وعلى برامج التوك شو في ليالي 2012 و2013، وساعدوا على اسقاط حكم الإخوان بالتعاون مع قيادات عسكرية وأحزاب سياسية أغلبها ينتمي الى عصر مبارك، ليجدوا أنفسهم بعد نجاح 30 يونيو و3 يوليو يعودون الى غياهب النسيان في زمن مبارك بين مطارد خارج مصر وداخلها وبين مسجون أو معتزل للنشاط السياسي قابعا في عمله أو منزله بعد أن أغلق فمه ولم يعد ينطق بكلمة حق أو باطل.

تضم قائمة هؤلاء النشطاء وائل غنيم ونوارة احمد فؤاد نجم وعبدالرحمن يوسف ومصطفى النجار وإسراء عبدالفتاح وإسماء محفوظ وأحمد ماهر وأحمد دومة وعبدالرحمن منصور "ادمن صفحة كلنا خالد سعيد" كما تضم القائمة عددا من العواجيز الدين نشطوا خلال الثورة مثل الدكتور حسام عيسى _الذي اصبح وزيرا للتعليم العالي فيما بعد ثم تم طرده من الوزارة بعد أن أدى دوره المطلوب في تأميم الجامعات_ ونبيه الوحش المحامي الذي أيد الاخوان واعتاد سب الفنانات ثم اسكتته انياب النظام الجديد، والمهندس ممدوح حمزة الدي اكتفى بالحصول على مئات الافدنة ومصالح شخصية من الحكومة مقابل ترك السياسة.

هؤلاء الدين ملؤوا الدنيا صخبا وزعيقا وصراخا وانتقادا خلال فترة حكم المجلس العسكري "طنطاوي وعنان" ثم فترة حكم مرسي القصيرة "سنة" ثم سرعان ما خرصت ألسنتهم بمجرد تولي الرئيس السيسي الحكم بعد ان شاهدوا كيفية تعامله مع خصومه من الاخوان وحلفائهم، ليعودوا الى الظل مرة أخرى بعد أن كانوا يطلون علينا في الليلة الواحدة عشرات المرات فيخرجون من استديو ليدخلوا الى أخر ومن برنامج الى أخر حتى تحول بهم الأمر الى كائنات فضائية لا تراها سوى في الفضائيات، فأمتلت الجيوب وعاشوا حياة الرغد.

اختفى هؤلاء النشطاء تاركين المجال لاخرين من نشطاء تمرد ومن أعضاء الحزب الوطني وأحزاب أخرى ظهرت بعد الثورة ليملؤوا الفراغ الدي تركه هؤلاء النشطاء في برامج التوك شو، وبعد هزيمة الاخوان الذين كانوا يقفون حجر عثرة أمام عودتهم للسياسة من جديد، إلا أنهم عادوا بقوة بفضل نشطاء السبوبة كما أطلقت عليهم القنوات الفضائية التي طالما استضافتهم على شاشاتها، عاد اعضاء الحزب الوطني ليحتلوا مكانهم من جديد بعد ان افتقدوا السلطلة لمدة ثلاثة اعوام، عادوا ليطردوا الجميع من نعيم السياسة والفضائيات وليطلقوا على ثورة يناير والربيع العربي "فوضى أو مؤامرة يناير" وليصبح الربيع خريفا أو شتاء طويلا ربما يستمر عشرات السنين بعد أن اطاع الجميع فرصة الثورة على الظلم والقهر والتبعية والتخلف، وكأن ثورة لم تقم وكأن شهداء لم يسقطوا وكأن هذا الشعب لم يضحي بفلدات أكباده ليتحرر، لكنه تحرر لم يطل كثيرا، فقط عامين تخللهما مئات الضحايا والشهداء والمصابين وانعدام الامن والفوضى والسرقة وغيرها، وعدنا الان الى عصر اصعب من عصر مبارك.

 

مقالات اخرى للكاتب

لماذا أنا فقير والأوباش أغنياء؟





اعلان