16 - 06 - 2025

بالصور والوثائق مصادر أمنية وكنسية تكشف سر الخلافات بين القاتل المشلوح وإبيفانيوس

بالصور والوثائق مصادر أمنية وكنسية تكشف سر الخلافات بين القاتل المشلوح وإبيفانيوس

تمكنت الأجهزة الأمنية، والأمن الوطني، بالتعاون مع فريق البحث الجنائي، المكلف بفك لغز قضية مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير أبو مقار، بوادي النطرون، حيث تم الإستماع الي ما يقرب من 300 عامل بالدير، و170 راهب، من رهبان أبو مقار، وتمكنت الأجهزة الأمنية من العثور علي أداة الجريمة، قضيب حديدي مستطيل، أجنة، ثقيل الوزن، تم العثور عليه بمخزن للخردة بالدير، وقالت مصادر كنسية أنه تم إستخدام القضيب في قتل الأسقف بضربة واحدة فوق الرأس، وضربة أخري بعد سقوطه على الأرض أدت إلى تفجر كليته .

وقام إشعياء المقاري، الراهب المشلوح، وإسمه العلماني، وائل تاودرس، 34 سنة، بتمثيل جريمته، التي قتل فيها الأنبا إبيفانيوس، فجر اليوم السبت، وذلك بعدما كشفت تحريات المباحث وتحقيقات النيابة قيام المتهم أشعياء المقارى بالاتفاق مع المتهم الثاني الراهب فلتاؤوس المقاري، وأسمه العلمانى ريمون رسمى منصور، 33 عاما، بقتل رئيس الدير، بعد أن تفاقمت بينهما حدة الخلافات العقائدية والمالية والخلافات حول توزيع التبرعات التى يتلقاها الدير وعدم الطاعة.

وأوضح إشعياء فى إعترافاته أن فلتاؤس كان دوره مراقبة الطريق ومكان الواقعة حتى لايشاهدهما أحد من الرهبان.

حدث هذا في نيابة اسئناف الإسكندرية برئاسة المستشار محمد مصطفى، الذي قضى بحبسه أربعة ايام بعد اعترافه بالأشتراك مع الراهب فلتاؤس المقارى، والذى يعالج حاليا بمستشفى مايكل أنجلو بالزمالك، عقب محاولتة الانتحار، بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون.

وصرحت مصادر كنسية، في تصريحات خاصة للمشهد، أن فلتاؤس كان قد أنشأ جروبا على الواتس أب، جمع فيه 33 راهباً من داخل الدير هاجموا من خلاله سياسة رئيس الدير المجنى عليه فى عقائده، وتوزيع التبرعات، والهبات، وذلك بالمخالفة لما قرره قانون الرهبنة في الأساس، وهذا ما دعا البابا تواضروس الثانى عقب الحادث مباشرة لإصدار عدة قرارات موجهة للرهبان كان أهمها غلق أى صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعى والتخلى الطوعى عن هذه السلوكيات والتصرفات التى لا تليق بالحياة الرهبانية.

وأضاف المصدر، أن إشعياء وفلتاؤوس اتفقا على التخلص من رئيس الدير، قبل وقوع الجريمة بثلاثة أيام، فقام إشعياء بتجهيز ماسورة الحديد المستطيلة، أجنة، طولها حوالى 90 سم وزنها 12 كيلوجرام، وتربص بالأنبا إبيفانيوس أمام القلاية الخاصة به ليلا أثناء خروجه للصلاة بالدير، وباغته بالضرب على رأسه ضربة واحدة، ثم أنهال على بطنه عقب سقوطه من على الدرج المقابل لقلايته ليفجر كليته.

وكشفت التحقيقات أن الدير يضم  143راهبا ، منهم 52 راهب يمثلون مجموعة واحدة تتبع مدرسة البابا شنودة، دأبوا على مهاجمة سياسة المجنى علية الأنبا إبيفانيوس، بعد إكتشاف المجنى عليه مخالفات ارتكبها إشعياء بعدم الإلتزام بقواعد الرهبنة منها التجرد والطاعة وقيامة بشراء أراضى والتجارة بالمخالفة لقانون الرهبنة. 

وقال مصدر رهباني، من أبناء مدرسة متى المسكين، الرئيس السابق لدير أبو مقار، في تصريح خاص للمشهد، أنه بعد القبض على المشلوح، وبدخول قلايته، "لاحظنا فخامة غير مألوفة لطبيعة الدير وحياة الرهبنة، كما وجدنا  مأكولات كثيرة مختلفه عن طبيعة الأطعمة الزاهدة للدير، وكانت قلايته تشبه قصرا مقارنة بقلايات الرهبان"

وأضاف المصدر الكنسي "ان الأب الأسقف، الأنبا، قبل قتله بثلاثة أيام، بعد صلاة العشاء، اجتمع مع عدد من الرهبان يشكو من سوء تعامل الراهب المشلوح مع أخوته من الرهبان، وإنه بصدد إرسال شكوي عاجلة للبابا بمستندات كانت بحوزة  الأنبا إبيفانيوس لطرد هذا الراهب، ولكن تدخل عدد من الرهبان في هذا الموضوع يطالبون فيه الراهب المشلوح بأن يذهب الي رئيس الدير، إبيفانيوس، ليستسمحه ويعود من جديد إبنا للدير، قبل إرسال شكوى أخري للبابا، لكن المشلوح رفض هذا العرض، وأصر علي"نشافة دماغه"، وقال "انا مش رايح ولا جاي واللي معاه يعمله". 

وعلى صعيد تحقيقات النيابة، فأن المتهم الأول فى الواقعة الراهب إشعياء المقارى اعترف بأنه تخلص من المجنى عليه الأنبا إبيفانوس رئيس الدير، انتقاما منه لاعتياده التقدم ضده بشكاوى للجنة شئون الأديرة فى الكنيسة القبطية، عن مخالفاته والتى تم رفعها إلى البابا تواضروس، وتم التحقيق معه داخل الكنيسة، وأنه سبق وصدر قرار بإبعاده عن الدير لمدة 3 سنوات، بسبب تلك الشكاوي، ولكن مجموعة من رهبان ديره وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه والإبقاء عليه بالدير، وتعهدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ، وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير نيافة الأنبا إبيفانيوس الذى رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا مشفوعا بتوسل منه لقداسة البابا بقبول الإلتماس.

وعلى صعيد آخر، توجه فريق من نيابة أستئناف الاسكندرية برئاسة المستشار محمد مصطفى رئيس النيابة، السبت 11 أغسطس، بالتوجه لمستشفى مايكل أنجلو بالزمالك للتحقيق مع المتهم الثانى فى الجريمة الراهب فلتاؤس، والذي يعالج حالياً إثر محاولتة الإنتحار حيث أصيب بكسر فى الفقرة الخامسة بالعمود الفقرى وشرخ فى الحوض وكسر فى القدمين أثناء محاولتة الأنتحار من أعلى مبنى العيادات بمنطقة القلالى خارج الدير ومحاولتة إشعال أنبوبة بوتاجاز وإحراق نفسه.