أصدرت اللجنة المجمعية لشؤون الرهبنة والأديرة، يوم الأحد الماضي ، في بيان رسمي صادر من المركز الإعلامي للكنيسة القبطية، قرارًا بتجريد يعقوب المقاري، أحد رهبان دير القديس مقاريوس، ببرية شيهيت، صحراء وادي النطرون، ولكن تدخل الأنبا ميتاوس، أسقف دير السريان، وقام باحتواء الموقف مع البابا والراهب واتفق علي ان يكون الأنبا متاوس مشرفاً عام للدير، والراهب يعقوب المقاري مشرف علي الدير .
لم يكن الراهب يعقوب المقاري، المشلوح،المطرود، أول راهباً يخرج من عباءة دير ابو مقار، لكي يعلن تأسيسه لدير خاص به بمساعدة مجموعه من الرهبان من أديرة مختلفه تحت مسمي دير العذراء مريم والأنبا كاراس، خلف دير السريان بوادي النطرون، بل سبقه في الخروج من تلك العباءة، منذ رحيل الأب متي المسكين، الراهب إاليشع المقاري، أحد التلاميذ المقربين من الأب متي المسكين، والذي خرج ولم يعد الي دير أبو مقار بحثاً عن المكان الذي تجمع فيه مع اكثر من 6 رهبان بقيادة الأب متي المسكين، وهو مكان يسمي "المنفي" والذي قضى فيه الأب متي المسكين ورفاقه اكثر من 6 أعوام في صحراء وادي الريان، بعد نشوب خلاف بينه وبين البابا كيرلس، الراحل وقبل انتقاله إلي دير ابو مقار ليقوم بالتعمير فيه .
بحث الراهب إاليشع المقاري، عن هذا المكان ليعود بذكرياته من جديد إلي الوراء، لكي يقوم بتأسيس دير خاص يحمل إسم دير الأنبا مكاريوس الإسكندري، وسط الصحراء .
القرارات الكنسية الأخيرة والخاصة بالحياة الرهبانية، فتحت الأزمات بين الأديرة المعترف بها وغير المعترف بها ،فكان نصيب إاليشع المقاري وفقاً لقرارات الكنيسة تجريده من رتبه الرهبنة، لأنه كسر تعليمات الرهبنة وقام بتأسيس دير غير معترف به.
وكانت الكنيسة قد أصدرت بياناُ الأحد الماضي، باسماء الأديرة غير الخاضعه للكنيسة، ونال دير إليشع المقاري النصيب الأكبر من القرارات، حيث اعتبرت الكنيسة ان دير الأنبا مكاريوس الإسكندري، كما يطلقون عليه الساكنين فيه، مجرد مزرعه، من وجهة نظر الكنيسة، وتم تعيين القمص مرقس الصموئيلي مسؤولا عن المزرعة.
ويذكر أن، الراهب أليشع المقاري، قام بجمع اموال تبرعات الأقباط، لكي يؤسس ديره الخاص بصحراء الريان، وقام بإنشاء "قلالي" للرهبان، علي حافة جبل من الجبال منحوتة في الصخور، وإقامة حياه رهبانية مستقبلية بمساعدة ثلاث من الرهبان الذين خرجوا معه من "ابو مقار" .
بدأ إليشع المقاري بتعمير الصحراء وقبول كل شخص يريد ان يعلن الرهبنة، وهذا ما يخالف تعاليم أبيه الأب متي المسكين، الذي كان دقيقاً في اختيار طالبي الرهبنة،فجمع إاليشع المقاري ما يقرب من 100 شخص أحدهم ترك زوجته لكي يتعبد في الدير "راهبا"، وآخر هارباً من مشاكل شخصية ، وثالث سلك نهج إليشع مطيعاً لأوامره بأن تلك الحياه هي حياة الرهبنة التقليدية للكنيسة المصرية القديمة .
بعد وصول البابا تواضروس إلى سدة الكرسي المرقسي، أصدر قرارا مؤقتا بإصدار تصاريح إستخراج بطاقات شخصية لهؤلاء المتعبدين في الصحراء، ولكن سرعان مع أعلن البابا البراءة منهم وقام بطرد 6 من المتعبدين منهم بعد نشوب خلاف بين الدير والدولة، عندما قامت الدولة بشق الدير لإقامه طريق يربط مصر والواحات، والذي لاقى اعتراضاً من قبل المتعبدين، فقاموا بالإعتداء علي ألات الحفر، مما دفع البابا إواضروس الي إصدار قرار بطرد الراهب إليشع المقاري من هذه المزرعة، ووصف المتعبدين هناك بأنهم ليسوا رهباناً .
وفى المقابل اتهمت وزارة البيئة، الرهبان بضم ٩٥ ألف فدان، من محمية وادى الريان الأثرية إلى الدير، وإحاطتها بسور يصل طوله إلى ١٥ كيلومترا، وأنشأوا داخلها مبانى غيرت من وضعها البيئى، وانتهت الأزمة باعتراف الكنيسة ان هذا المكان مزرعة، بينما أصر الرهبان على الإقامة في ديرهم .
لم يكتفي الراهب يعقوب المقاري، بالجلوس في دير غير معترف به، تحت التأسيس، بل كان متردداً علي دير أبو مقار وسط غضب الكثيرين من الرهبان بابو مقار، بسبب خروجه ودخوله ونشر الفرقة بين رهبان الدير ومحاولة استقطاب أكبر عدد من رهبان أبو مقار إلي ديره الخاص .
بدأت أزمة يعقوب مع الأنبا إبيفانيوس منذ مارس 2015 ، فهو هو أحد رهبان دير الأنبا مقار بوادي النطرون، الذين حصلوا على رتبة القسيسية من البابا شنودة الثالث، ضمن مجموعة من الرهبان، وشرع الراهب يعقوب منفردًا في تأسيس دير بوادي النطرون، باسم السيدة العذراء والقديس الأنبا كاراس، وترجع تلك التسمية إلى أن الأنبا كاراس والذي كان يعيش في القرن الرابع، قد سكن بصحراء وادي النطرون.