29 - 06 - 2025

موقع تركي "القطريون قلقون من تجنيس القوات التركية وإدماجهم بالمجتمع"

موقع تركي

نقل موقع أحول، التركي، عن مصادر خاصة في العاصمة القطرية أن "قلقا يعتري الطبقات الاجتماعية والاقتصادية من التواجد العسكري لتركيا داخل قطر، والذي بدأ يأخذ أبعادا متطورة بخطة  إدماج الجنود الأتراك داخل النسيج الاجتماعي، وهي خطة قيد الإعداد" بما يطرح علامات استفهام حول طبيعة الدور، والوظيفة التي يلعبها التواجد العسكري في تركيا.

وكانت وزارة الدفاع القطرية قد أعلنت، الثلاثاء، عن تخريج دفعة في تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، لأفراد من القوات التركية المتواجدة في الدوحة، وقالت مديرية التوجيه المعنوي بالوزارة القطرية، في بيان، إن "الدورة بدأت بتاريخ 23 يونيو الماضي واستمرت حتى 31 يوليو".

وكشفت المصادر للموقع التركي، أن أوساط النخب القطرية شديدة القلق من طبيعة العلاقات الحالية بين قطر وتركيا والتي تتيح لأنقرة حضورا طاغيا من خلال واجهة التواجد العسكري التركي في قطر، حيث أنها تعتبر أن إطلاق دورات تعليم اللغة العربية للجنود الأتراك ليس إلا برنامجا يمهّد لتجنيس الآلاف من الجنود الأتراك على أراضيها، وضمّهم إلى القوات المسلحة القطرية كقوة تحمي النظام.

ورغم أن قطر سبق أن منحت الجنسية القطرية إلى أفراد من دول عربية وضمتهم لقواتها المسلحة، فإن مسألة تعليم الجنود الأتراك اللغة العربية هي أول إشارة إلى أن الدوحة تخطط لتجنيس هؤلاء الجنود وضمهم ليعملوا داخل المؤسسات العسكرية والأمنية القطرية، ويكمن قلق القطريين من أن الدوحة تمنح الجنسية للأتراك من موقع ضعيف سيتيح لأنقرة السيطرة الكاملة على مقاليد الجيش والإدارة في البلد، خصوصا وأن الدوحة لا تملك هامشا قويا لمقاومة الأجندة التركية الإقليمية، لا سيما داخل منطقة الخليج.

وأوضح المراقبون أن عملية تعليم اللغة العربية لا تبدو جزءا من برامج الجيش التركي الداخلية بل تجري من قبل الطرف القطري بما يتسق مع توجهات الدوحة المقبلة.

ونشرت تركيا قوات برية في ثكنة "طارق بن زياد" بقطر، في إطار اتفاقية وقعت بين الجانبين في 19 ديسمبر من عام 2014، ورغم أن الاتفاقية سابقة لقرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر، إلا أن قرار الدوحة وأنقرة تفعيل هذه الاتفاقية أضاف بعدا عسكريا للنزاع مع الدوحة لم يكن واردا في نص الشروط التي فرضتها دول المقاطعة.

ومن جهتهم أكد خبراء في الشؤون الخليجية أن مسألة تجنيس الجنود الأتراك وضمهم إلى الجيش القطري، ستستدعي موقفا خليجيا عربيا، ليس ضد قطر وحدها بل ضد ما يمكن أن يمثله الأمر من تمدد تركي داخل النسيج الاجتماعي والأمني للمنطقة، مشيرين إلى أن هذا التسلل يتفق تماما مع طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة تنشيط عثمانية جديدة في المنطقة.